البنية السياحية الاردنية تضيع آمال استقطاب السياح الروس

 

 

-أحمد النعيمات

في زخم تطلعات العديد من العاملين بالقطاع السياحي الاردني، في قلب وجهة السياحة الروسية الى الاردن خصوصا بعد الاحداث الملتهبة بالمنطقة والظروف الاستثنائية في مصر وتحديدا شرم الشيخ، الا ان البنية السياحية الاردنية، وقلة المردود المالي المتوقع، يبقى حملات الترويج الاردنية باستقطاب المزيد من السياحة الروسية لم تبارح مكانها.

 ولم ترتق التطلعات بحسب عاملين بالقطاع السياحية لـ”هلا اخبار” الى مجرد تقديم المزيد من العروض المستقطبة للسياحة الروس للاردن، برغم من ان العديد من مكاتب السياحة والسفر العاملة في المملكة، تلقت طلبات من جهات سياحية روسية تطلب تقديم عروضا لسواحها لزيارة المملكة، الا ان المحاولات قد تعثرت، لعدم وجود بنية سياحية واسعار مناسبة لاستقطابهم.

وعلمت “هلا اخبار” ان راديو محلي روسي يبث حلقة موسعة يوم الاربعاء المقبل من الاراضي الاردنية، للتعريف بالمنتجات السياحية الاردنية، وذلك لتقديم مجموعة من المناطق السياحية في الاردن، للسياح الروس، ووصفها بالمناطق الامنة التي يستطيع من خلالها السائح الروسي الاستجمام عوضا عن المناطق السياحية في المنطقة التي تشهد توترات امنية.

وتعليقا على اسباب تقديم المزيد من العروض للسياح الروسية، قال وزير السياحة نايف الفايز: ان الاردن مقصد رئيسي للسياحة الروسية في المنطقة، بحيث يعتبر الأردن من أبرز مقاصد السياحة الروسية في المنطقة، ولكن العديد من المناطق السياحية في الاردن تحتاج الى عمل اضافي، بحيث لا يتوفر في الاردن سوى 28 الف غرفة فندقية.

وأضاف الفايز: انه تم تخصيص مخصصات اضافية لدعم وترويج الاردني سياحيا في دول اوروبا الشرقية وروسيا بالتحديد، وتم اقرار حملات في موازنة هيئة تنشيط السياحة الاضافية وعمل برنامج ترويجي في روسيا، الا ان الاردن يحاول جذب السياحية التي ترفد المملكة اقتصاديا، بقدر المستطاع، ولا يمكن ان يستقطب السياح بعروض تعرض المنشآت السياحية الاردنية للمزيد من الخسائر.

وأكد، ان السوق الروسية ليست جديدة، و الاردن ابدى اهتمامه منذ أكثر من 10 سنوات مشيرا الى ان الاردن ليست بديل عن شرم الشيخ في مصر بحيث تستقطب اكثر من 2 مليون سائح روسي، ولا يستطيع الاردن ان تستقبل مثل هذه الاعداد دفعة واحدة.

وجدير بالذكر ان تركيا استطاعت منذ بداية اغلاق السوق المصرية وتحديدا شرم الشيخ التي كانت تستضيف قرابة (80) ألف سائح روسي، جني الحصة الأكبر من السياح الروس، وذلك لوجود القدرة الاستيعابية من الفنادق وتوفير أسعار مناسبة بشكل يناسب السائح الروسي الذي يبحث عن السعر المنخفض، في حين لم يستقطب الاردن سوى 220 سائح تقريبا في مثل هذا الظرف الاستثنائي.

من جهته، قال رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر الاردنية شاهر حمدان، في حديثه لـ”هلا اخبار” ان جميع المنشآت السياحية والفندقية في المملكة، بالاضافة الى المطارات الاردنية لا تستطيع استقبال اعداد السياح الروس كافة الذين غادروا شرم الشيخ في حال قرروا تحويل وجهتهم الى المناطق السياحية في الاردن.

وقال حمدان في حديثه لـ”هلا اخبار”: إن الأعداد الكبيرة من السياح الروس الذي يقدر عددهم اكثر من 70 الف سائح، كانوا متواجدين في شرم الشيخ وفي ظل تعليق سفرهم مؤقتا الى مصر، لا تستطيع المنشأت السياحية الاردنية خاصة الفندقية منها استقبالهم مرة واحدة، معللا ذلك بان عدد الغرف الفندقية في كافة انحاء المملكة يبلف  28 الف غرفة فندقية، لا تكفي لاستقبالهم ومطار الملك الحسين الدولي، غير مؤهل لاستقبال الاعداد الكبيرة.

واضاف، ان هذا الامر يتطلب إختيار مجموعة من السياح الروس ومن اصاحب السياحة النوعية التي تتلاءم مع المنتج السياحي الاردني، حيث تختلف السياحة في شرم الشيخ عن نظيرتها في العقبة، كون السياحة في الاردن تهدف الى تنظيم جولات للسياح لزيارة كافة المناطق السياحية والاثرية في المملكة ومنها البترا ووادي رم عكس ما هو موجود في شرم الشيخ الذي هو منتجع يتيح للسائح التواجد في مكان واحد فقط لاستجمام.

وكشف حمدان، عن توجه من قبل وزارة السياحة والاثار وجمعية وكلاء السياحة والسفر للتوجه قريبا الى روسيا لتسويق المنتج السياحي الاردني بهدف زيادة اعداد السياح الروس القادمين الى المملكة خلال الفترة المقبلة.

واضاف، ان الهدف من البرنامج السياحي الاردني هو اتاحة الفرصة لابناء المجتمعات المحلية الاستفادة من السياح القادمين الى المملكة من خلال التعامل المباشر مع السائح.

واتفقت عضو وكلاء السياحة الوافدة، أروى محادين مع طرح الفايز وحمدان، لكنها اكدت ان الجهود التي تقوم بها الجهات الرسمية، لا تصب في مصحة القطاع بشكل فعلي، مؤكدة ان العديد من المكاتب السياحية الاردنية نسقت برامج ترويجية سياحية عن الاردن وعلى نفقاتها الخاصة.

وشددت محادين على أهمية السوق الروسية وقدرتها على إنعاش القطاع السياحي في الأردن نظرا لضخامتها أولا، ولتنوع اهتمامات الشعب الروسي بالأردن، من سياحة دينية وترفيهية وسياحة مؤتمرات، مؤكدة انه من الممكن الاستفادة من الظروف الاستثنائية باستقطاب السياح الروس.

ويشار الى ان فعاليات سياحية طالبت بتكثيف الجهود الرسمية لاستقطاب السياحة الروسية، في ظل التوترات الامنية التي تشهدها المنطقة.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق