هل اصبحت جماعة الإخوان خارج حسابات الدولة؟

محافظ العاصمة للإخوان  : ما بُني على باطل فهو باطل

أبو زيد : لا نريد الخلط بين اجراءات الحزب المرخص والجماعة غير المرخصة

قيادات اخوانية : شكاوى الذنيبات لن تفيده، وغرضها المشاكسة فقط

قيادات اخوانية : الأصل أن تفتح الحكومة الحوار لا “تفتت” الجماعة

هلا أخبار – محمد الهباهبة – يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين باتت خارج حسابات الدولة تماماً، غير آبهةٍ بردود فعلها ولا بخطابات حسن النوايا التي تقدمها الجماعة.

الخطابات جاءت متأخرة في نظر الرسميين والتغييرات الداخلية التي اقدمت عليها الجماعة أتت بعد “أن اطلقت صافرة النهاية” – وفق توصيف أحد المراقبين-.

جماعة الإخوان المسلمين التي قادها في السنوات الثمانية الأخيرة الدكتور همام سعيد دخلت في صدام مع الدولة خلال السنوات الأخيرة ارتفعت حدتها مع الربيع العربي، حيث استبدلت الجماعة علاقتها مع الدولة بطرحها شروطاً جديدة.

تغيير مبدأ “المشاركة” إلى المغالبة وانطلقت قيادات اخوانية في الربيع العربي تطرح شعار “الشراكة في الحكم” بدلاً من المشاركة الذي كان ديدن أرضية تحركها.

اليوم اصبحت جماعة الإخوان المسلمين ” غير مُرخّصة” و”غير قانونية” في نظر الدولة ولا يُمكنها أن تُقدم على نشاط أو فعالية، حيث عمدت الدولة إلى منع كل الفعاليات التي تستظل بشعارات الجماعة.

الثغرة القانونية التي لطالما طالبت الدولة من الجماعة معالجتها كانت الباب الذي ولجت منه جمعية الإخوان المسلمين بقيادة عبد المجيد الذنيبات لإستصدار ترخيص باسم الإخوان ولتطالب بأملاك وعقارات الجماعة.

النزاع بين الجماعة والجمعية اصبح في عهدة القضاء بينما استندت السلطات الرسمية إلى فتوى ديوان التشريع والرأي حول الأملاك ووجود نزاع قانوني بين الطرفين لاغلاق مقرات الإخوان .

وفي الوقت الذي منعت الحكومة جماعة الإخوان منذ أكثر من شهرين اجراء انتخابات المكتب التنفيذي لخلافة همام سعيد ورفضت أي تحرك لها بتبرير “عدم وجود غطاء قانوني” لها.

بتاريخ 11 / 6 / 2016 اعلن حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين مشاركته في الإنتخابات النيابية المقبلة، اعقبها إعلان لحل المكتب التنفيذي وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة الجماعة برئاسة النائب الاسبق عبد الحميد الذنيبات.

هذه الترتيبات جعلت من المراقبين يشعرون أن هنالك اتفاقاً خفياً جرى بين السلطات وجماعة الإخوان المسلمين، غير أن الجماعة لم تكن مرتاحة لردود الفعل الرسمية التي لم تغدق في الترحيب بمشاركة حزب جبهة العمل الاسلامي، بل أن الحزب اشتكى من أن رد الحكومة جاء بمنع فعاليات الإفطار الرمضانية.

  • لقاء محافظ العاصمة :

في أعقاب ذلك المنع، طلب محافظ العاصمة خالد ابو زيد قيادات إخوانية اعتقدت أن الهدف ربما يكون اعادة فتح مقرات الإخوان، إلا أن أبو زيد وبحسب معلومات حصلت عليها (هلا أخبار) ابلغ القياديين عزام الهنيدي وبادي الرفايعة أن تشكيل جماعة الاخوان المسلمين للجنة مؤقتة لادارتها تعتبر مخالفة قانونية، لانها غير مرخصة ولا يجوز تشكيل لجان لادارتها.

وقالت مصادر ان ابو زيد  كان واضحاً بالقول “أن ما بني على باطل فهو باطل”، مُعرباً عن توقعاته بأن يكون لدى الجماعة اجراءات وحلول خلاف ما تم اتخاذه.

المحافظ شدد في اللقاء الذي اعتذر عنه القيادي عبد الحميد الذنيبات لظرف خاص على أنه “لا نريد الخلط بين الاجراءات التي يقوم بها حزب جبهة العمل الاسلامي المرخص وبين جماعة الاخوان المسلمين غير المرخصة”.

وهذه التأكيدات من قبل الداخلية تؤكد ما ذهب إليه مراقبون  من أن الدولة جعلت جماعة الإخوان المسلمين خارج حساباتها.

ابو زيد شدد على أنه لن يتم السماح لأي كان المس بمكتسب أمن الوطن، في ظل الظروف الملتهبة التي تشهدها المنطقة برمتها، وقال أن “الاصل من الجميع التوافق لمصلحة الوطن، ونحن على مقربة من اجراء الانتخابات النيابية، والاصل أن تقوموا باتخاذ إجراءات تعكس اهتمامكم بالمصلحة الوطنية العليا” .

وخلال اللقاء انتقد ابو زيد حديث الإخوان عن متانة التنظيم والتماسك لما فيه مصلحة الوطن، قائلاً أنها لم تقدم شيئاً بل على العكس كان ديدنكم المقاطعة وعدم المشاركة”.

وبحسب مصادر اخوانية افادت (هلا أخبار) فإن الهنيدي والرفايعة تمسكا بموقف الجماعة القائل بأن القضاء هو الفيصل فيما يتعلق بالخلاف القائم بين “الجماعة” و”الجمعية”، مؤكدين أن الجماعة لم تقم بإجراء الانتخابات”.

وبرر الهنيدي والرفايعة تشكيل اللجنة المؤقتة لتسيير امور كوادر الجماعة، واوضحا أنه “من غير المعقول أن يبقى هذا التنظيم دون إدارة” -على حد تعبيرهم- .

وبينا أن شكاوى المراقب العام للجمعية المرخصة الدكتور عبد المجيد الذنيبات لن تفيده، وأن غرضها المشاكسة فقط.

وابدت “الجماعة” على لسان الهنيدي والرفايعة استعدادها للحوار وفتح قنوات التواصل مع الحكومة، لافتين الى أن الاصل أن تتجه الحكومة لهذا الاتجاه وليس العمل على تفتيت الجماعة.





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق