الحروب : المرأة هي المستهدف الأول بالارهاب

هلا اخبار – أصدرت شبكة البرلمانيات العربيات للمساواة بيانا أدانت فيه الارهاب بشدة، واعتبرته العدو الاكبر للعرب والمسلمين، فهو لم يؤد فقط إلى زعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة والعالم، وإنما بات العامل الأهم في تشويه صورة الإسلام والمسلمين ومبعثا للكراهية ضدهم، كما أنه المسؤول الأول عن تراجع الحريات وحقوق الإنسان في الكثير من دول العالم.

واستذكرت الشبكة في ذكرى نكسة حزيران الاحتلال الاسرائيلي، داعية العالم الى محاربة ارهاب الدولة لانه لا يقل خطورة عن ارهاب الجماعات والافراد، ومطالبة بانهاء الاحتلال عبر تسوية سياسية شاملة تعيد الحقوق لأصحابها.

وأكدت رئيسة الشبكة د. رلى الحروب أن المرأة هي المستهدف الأول بالارهاب، وأن الحركات الإرهابية المسلحة إلى جوار التنظيمات والأحزاب السياسية المتطرفة في الوطن العربي والأمة الاسلامية أعادت المرأة قرونا إلى الخلف وهدمت كل مكتسباتها، داعية الى استراتيجية شاملة متعددة الابعاد للقضاء على الارهاب ونشر ثقافة الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان واتاحة الفرص امام الدول للتحكم في مواردها وتحقيق الرخاء لشعوبها.

وفيما يلي نص البيان:

تدين شبكة البرلمانيات العربيات للمساواة وبأشد العبارات العمليات الإرهابية الإجرامية التي استهدفت #جسر_لندن ومن قبلها مانشستر والوستمنستر والشانزليزيه وضربت المانيا وباريس وبروكسل والسويد وتركيا وهولندا والولايات المتحدة الامريكية، كما استهدفت الآمنين في كنائسهم ومساجدهم وبيوتهم وأسواقهم ومطاعمهم وفنادقهم ومطاراتهم  في أصقاع مصر والاردن وتونس والمغرب والجزائر والكويت والعراق وسوريا ولبنان والسعودية والسودان والصومال، وما زالت ماضية في غيها باستهداف المدنيين في كل أنحاء المعمورة، ناشرة الرعب والفزع والخوف ومطلقة عنان الكراهية ضد العرب والمسلمين مع أن العرب والمسلمين هم أكثر ضحاياها.

لقد بات الإرهاب هو العدو الأكبر للعرب والمسلمين، فهو لم يؤد فقط إلى زعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة والعالم، وإنما بات العامل الأهم في تشويه صورة الإسلام والمسلمين ومبعثا للكراهية ضدهم، كما أنه المسؤول الأول عن تراجع الحريات وحقوق الإنسان في الكثير من دول العالم الديمقراطية، بعد سيطرة الأمني على السياسي والنزعة المحمومة لتغيير التشريعات والسياسات والاجراءات للحد من حركة الارهابيين وحركة رأس المال واطلاق يد أجهزة السلطة في اعتقال الأشخاص على أسس واهية ولمدد طويلة، وانتهاك ضمانات المحاكمة العادلة، وافتراض التهمة في الابرياء قبل ثبوتها، وهو ما قوض منظومة الحريات المدنية والسياسية التي تحققت خلال سبعين عاما من النضال المدني حول العالم.

ولأن المرأة هي عماد الأسرة ومصنع الرخاء والازدهار ورمز الحياة والحب والعطاء، فقد باتت المستهدف الأول بالارهاب، بعد تنامي جرائم الحركات الإرهابية المسلحة، وصعود نجم التنظيمات والأحزاب السياسية المتطرفة في الوطن العربي والأمة الاسلامية التي أعادت المرأة قرونا إلى الخلف وهدمت كل مكتسباتها وأعادتها إلى المربع الأول تبحث عن الحد الأدنى وهو البقاء على قيد الحياة، بعد ان صودرت حريتها وكرامتها واعتدي على شرفها وعرضها وسلبت منزلها وعملها وأدوات معيشتها، وفقدت كل الخدمات الأساسية، وباتت لاجئة مشردة مهددة بالعبودية في اسواق الرقيق تارة، وبالتعذيب في سجون النظم القمعية او بأيدي الجماعات الإرهابية تارة، وبعد أن باتت المعيل الوحيد لأسرتها إثر قتل الزوج والأب والابن والأخ.

ولا يفوت الشبكة في ذكرى نكسة حزيران واغتصاب عموم الأرض الفلسطينية التذكير بأن إرهاب الدولة لا يقل خطورة عن إرهاب الجماعات والأفراد، وأن ما يمارسه الاحتلال الاسرائيلي تجاه المدنيين العزل من اطفال ونساء وشباب وكهول في فلسطين، وما شنه من حروب عدوانية ضد الشعب الفلسطيني، ومواصلة حصاره لقطاع غزة وتلويثه بحرا وبرا وجوا، ومصادرة السيادة من اراض عربية في الجولان ومزارع شبعا، وما ارتكبه من مذابح في لبنان إنما هو شكل من أشكال إرهاب الدولة الذي يجدر بالمجتمع الدولي التصدي له ومحاربته وإنهائه، عبر تسوية سياسية عادلة وشاملة تعيد الحقوق لأصحابها وتحقق السلام والامن لسكان هذه المنطقة المضطربة من العالم.

إن شبكة البرلمانيات العربيات للمساواة تعتبر غياب المرأة عن مواقع صنع القرار سببا أساسيا في غياب الأمن والسلم والعدالة، وعاملا رئيسا في تفشي النزاعات والصراعات المسلحة والظلم والاضطهاد، وتنوع ممارسات إرهاب الدولة وإرهاب الجماعات والافراد، وتطالب الشبكة بإعادة الاعتبار لدور المرأة في كل المواقع، ليعم الرخاء والسلام، وينعم الجميع بالعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.

وتطالب الشبكة باستراتيجية متعددة الأبعاد والمستويات في وطننا العربي تشمل الاسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة والنادي والحي ، تعيد النظر في كل المحتوى الذي يدرس أو يبث أو يمارس في المؤسسات التربوية والاعلامية والثقافية والدينيةوالسياسية والشبابية والرياضية والحزبية والمدنية لصياغة ثقافة ديمقراطية جديدة قائمة على العدالة والمساواة والاخاء والتسامح والحواروفهم الذات وقبول الآخر واحترام التنوع والاختلاف والتعددية والاحتفاء بالثقافات الفرعية ضمن مكون الثقافة الأم، وبلورة هوية إنسانية عالمية تعتد بخصوصيتها وتشارك العالم إنجازاته ومكتسباته، هوية منفتحة تستفيد من التقدم الحضاري الذي أحرزته البشرية وتضيف إليه.

كما تطالب الشبكة بنشر الممارسات الديمقراطية في الحكم وثقافة النزاهة والشفافية وحقوق الإنسان وإتاحة الفرص أمام الدول العربية والاسلامية للتحكم في مواردها وتنمية اقتصاداتها بما يحقق الرخاء لمواطنيها، ويحد من خطر الإرهاب والجريمة والهجرات اللا شرعية، ويعيد للعالم ما افتقده من أمن وسلام.





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق