الصفدي لنتنياهو : الغطرسة والعبثية وخرق القانون سعياً للشعبويات لن تجدي نفعاً-فيديو

هلا أخبار-قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنايمن نتنياهو أن يدرك بأن الغطرسة والعبثية وخرق القانون وتزوير الحقائق سعيا وراء الشعبوية لن يسهم إلا في زيادة التوتر، وتأزيم الأجواء.

وأضاف في كلمة له باجتماع طارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب الثلاثاء والذي يعقد بدعوة من الأردن، إن على رئيس الوزراء الإسرائيلي “بدلا من التقوقع في مآرب سياسية آنية أنانية مُستهجنة مدانة ورعناء تستهدف رفع الشعبية في استطلاعات الرأي على حساب الحقيقة، وعلى حساب حقوق الآخرين، وبما يقامر بحق الشعوب في العيش بسلام وأمن وحرية، عليه أن يلتزم القانون الدولي، وأن يتبع السياسات التي تحق الحقوق، وتوجد البيئة الكفيلة بالتقدم نحو الأمن والسلام اللذين تستحقهما كل شعوب المنطقة”. 

وأشار الوزير الصفدي إن المملكة ستستمر في جهودها التي لا تتوقف لإحقاق الحق الفلسطيني. وأكد أن الحفاظ على الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف أولوية في مقدم أولويات الوصي على المقدسات، جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي ما انفك يبذل كل جهد ممكن، ويكرس كل الطاقات لتحقيقها، وللحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في مقدساتنا.

وتابع الصفدي:  إن عودة إسرائيل عن إجراءاتها الأحادية الاستفزازية وغير القانونية-تراجعٌ فرضه الموقف الثابت المشرف، والصمود التاريخي للشعب الفلسطيني الشقيق، في الدفاع عن مقدسات الأمة الإسلامية والمسيحية.

وأضاف أن تلك نتيجةٌ جاءت بعد تحركات لم تتوقف، واتصالات وجهود لم تنقطع، قامت بها المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين،  والسلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس في إطار شراكة وتنسيق  كاملين، وبالتشاور والمتابعة مع الأشقاء في الدول العربية والإسلامية.

 

وتالياً نص كلمة الصفدي

بسم الله الرحمن الرحيم

معالي الأخ عبد القادر مساهل، وزير خارجية الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشقيقة

معالي الأخ أحمد أبو الغيط،

أمين عام جامعة الدول العربية

أصحاب المعالي والسعادة الزملاء…

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أشكر لكم، بداية، تلبيتكم دعوة المملكة الأردنية الهاشمية، عقد هذه الدورة غير العادية لمجلسكم الكريم، لبحث الأزمة في القدس االشريف، ولإطلاعكم على الجهود التي بذلتها المملكة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وبتعاون وتنسيق كاملين مع فخامة الرئيس محمود عباس، والأشقاء في السلطة الوطنية الفلسطينية، لحماية المقدسات واستعادة الهدوء، على أسس تضمن احترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى / الحرم الشريف،  وفتح المسجد الأقصى المبارك كلياً وفوريا أمام المصلين، وإلغاء كل الإجراءات الأحادية التي اتخذتها منذ 14 تموز الجاري، في خرق واضح لالتزاماتها الدولية، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.

أصحاب المعالي والسعادة،

ألغت إسرائيل إجراءاتها الأحادية، التي حاولت عبرها فرض حقائق جديدة على الأرض المقدسة. أزالت البوابات الإلكترونية والكاميرات التي وضعتها على أبواب الأقصى المبارك، وأعادت الوضع إلى ما كان عليه قبل تفجر الأزمة قبل حوالي اسبوعين. عودة إسرائيل عن إجراءاتها الأحادية الاستفزازية وغير القانونية هذه تراجعٌ فرضه الموقف الثابت المشرف، والصمود التاريخي للشعب الفلسطيني الشقيق، في الدفاع عن مقدسات الأمة الإسلامية والمسيحية. وتلك نتيجةٌ جاءت بعد تحركات لم تتوقف، واتصالات وجهود لم تنقطع، قامت بها المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين،  والسلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس في إطار شراكة وتنسيق  كاملين، وبالتشاور والمتابعة مع الأشقاء في الدول العربية والإسلامية.

تجاوزنا اليوم أزمة كانت تهدد بعواقب كارثية. فمحاولة العبث بالقدس استفزازٌ لمشاعر مئات الملايين من المسلمين على امتداد العالم. وقفت المنطقة كلها على حافة تفجّر موجةٍ جديدةٍ من العنف كانت ستهز الأمن والإستقرار، وتؤزم الأوضاع في منطقتنا التي تعصف بها الأزمات والصراعات من كل جنب.

وذكّرت هذه الأزمة العالم كله أن لا أمن ولا استقرار في الشرق الأوسط من دون حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ،،، بعثت رسالة واضحة أن هذا الصراع هو أساس التوتر، وأن حله هو شرط  الوصول إلى  السلام الشامل والدائم، الذي تتبناه دولنا العربية خيارا استراتيجيا لن يتحقق إلا على اساس حل الدولتين، الذي يضمن  قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على  خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.

أصحاب المعالي والسعادة،

طوقنا الأزمة الحالية. لكن المخاوف من تفجّر أزمات جديدة تظل قائمةً ما بقيت جذور التوتر واسبابه: احتلالٌ غاشم، ومحاولاتٌ إسرائيلية مستمرة لفرض حقائق جديدة على الأرض، تستهدف تغيير هوية المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية، وتقويض فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

تحقيق الأمن والسلام والاستقرار يتطلب إزالة أسباب حرمان شعوب المنطقة منهم: وهي أساسا رفض إسرائيل إنهاء احتلالها ورفضُها احترام حق الشعب الفلسطيني الشقيق في الدولة والحرية والعيش بكرامة، من دون خوف أو عوز أو قهر. نحقق الأمن والإستقرار ونحول دون إعادة تفجر الأزمات، ونضمن أن تبقى القدس مدينة المحبة والسلام، إن انتهى الاحتلال، وتحقق السلام، ونُفذت مبادرة السلام العربية.

أصحاب المعالي والسعادة،

بذلت الولايات المتحدة جهودا مكثفة ومشكورة لحل أزمة الأقصى. ونثمن التزام الرئيس الأميركي دونالد ترمب العمل من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ونؤكد أننا سندعم جهود إدارته تحقيق السلام، تنفيذا لخيارنا العربي الاستراتيجي، وتمشيا مع مبادرة السلام العربية، التي أعادت قمة عمان في آذار الماضي إطلاقها.

على إسرائيل أن تختار السلام أيضا. وعليها أن  تتوقف عن انتهاكاتها، وأن تدخل في مفاوضات جادة وفاعلة وفورية ، تؤدي إلى انتهاء الاحتلال وتحقيق السلام وفق الشروط التي يقرها العالم أجمع سبيلا وحيدا لإنهاء الصراع … حل الدولتين. من دون ذلك، سيتجذر اليأس وسيتمدد التطرف وسيزداد الغضب، وستبقى الأوضاع قابلة للإنفجار في أي لحظة.

وعلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يدرك أن الغطرسة، والعبثية وخرق القانون وتزوير الحقائق  سعيا وراء الشعبوية لن يسهم  إلا في زيادة التوتر، وتأزيم الأجواء. وبدلا من التقوقع في مآرب سياسية آنية أنانية مُستهجنة مدانة ورعناء تستهدف رفع الشعبية في استطلاعات الرأي على حساب الحقيقة، وعلى حساب حقوق الآخرين، وبما يقامر بحق الشعوب في العيش بسلام وأمن وحرية، عليه أن يلتزم القانون الدولي، وأن يتبع السياسات التي تحق الحقوق، وتوجد البيئة الكفيلة بالتقدم نحو الأمن والسلام اللذين تستحقهما كل شعوب المنطقة. 

أصحاب المعالي والسعادة،

ستستمر المملكة في جهودها التي لا تتوقف لإحقاق الحق الفلسطيني. وسيبقى  الحفاظ على الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف أولوية في مقدم أولويات الوصي على المقدسات، جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي ما انفك يبذل كل جهد ممكن، ويكرس كل الطاقات لتحقيقها، وللحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في مقدساتنا .

أصحاب المعالي والسعادة،

أزمة تتطوق. لكن أزماتٍ جديدة ستتفجر أن لم يتحقق السلام… إن  لم تنعم القدس بالحرية والاستقلال عاصمة لدولة فلسطين .. لتقام الصلاة في الأقصى المبارك وليسبح الناس فيه بحمد ربهم كل يوم بحرية ومن دون اية إعاقات، ولتعيش كل المنطقة وشعوبها بأمن وسلام واستقرار.

مرة أخرى أشكر لكم، الزملاء الأعزاء، تلبيتكم دعوة المملكة، ووفقنا الله جميعا في خدمة شعوبنا وأمتنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

 

 





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق