المرأة الهندية التي لن يشتاق لها الفلسطينيون

هلا أخبار – ولدت عام 1972 في ولاية كارولينا الجنوبية لأبوين هنديين من الطائفة السيخية، ودرست المحاسبة ثم انخرطت بالسياسة في مرحلة مبكرة ليقودها طموحها إلى شغل منصب حاكم الولاية عام 2000 وانتخبت مرة أخرى في 2014.

لكن الوسط السياسي الدولي لم يكن يعرف شيئا عن نكي هيلي قبل أن يشاهدها العالم على منصة الأمم المتحدة تسرف في شتم الفلسطينيين وتهدد بتسجيل أسماء الدول التي تعترض على الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل.

في يناير/كانون الثاني 2017 عين ترامب هيلي سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة لتكون أول امرأة تنضم إلى إدارته، وبمجرد توليها المنصب الدبلوماسي الرفيع أعلنت من دون خجل أن مهمتها الأولى هي الدفاع عن إسرائيل.

في الحقيقة، فإن سفراء واشنطن السابقين لدى الأمم المتحدة لم يدخروا جهدا في حماية إسرائيل ودعمها واستخدام حق النقض ضد أي قرار يدينها بمجلس الأمن الدولي، لكن هيلي اختلفت عنهم في لغتها البذيئة تجاه الفلسطينيين، وفي الانتقاص من حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد سواء لكونهم ينتقدون ازدراء إسرائيل للقوانين الدولية وإمعانها في قتل المدنيين في غزة والضفة الغربية.

التحقت هيلي بالأمم المتحدة بعد فترة وجيزة من رفض إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما استخدام حق النقض (الفيتو) لإجهاض قرار يدين توسيع إسرائيل المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبما أن هذه الخطوة اعتبرت سابقة في التاريخ الأميركي وأثارت حنق أصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة فقد كرست هيلي كل وقتها للتكفير عن “الزلة الوحيدة”.

الشرطي الجديد

وفي مؤتمر الأيباك بواشنطن العام الماضي قالت هيلي أمام الحضور “هناك شرطي جديد في البلدة”، مضيفة أنها ترتدي الكعب العالي ليس لأنه موضة بل لتركل كل من تصادفه من خصوم إسرائيل.

وبالفعل ركلت هيلي وداست كل الثوابت الدولية بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من ملف القدس المحتلة إلى الاستيطان مرورا بحق العودة وانتهاء بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2017 قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في خطوة رفضها المجتمع الدولي وأثارت غضبا عارما في العالمين العربي والإسلامي.

وقد دافعت هيلي بشراسة عن الخطوة التي عكست عزلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، حيث صوت كل الأعضاء الـ15 ضدها ولم ينقذها إلا امتلاكها حق النقض.

ورغم تهديد هيلي بتسجيل أسماء الدول التي ترفض دعم المواقف الأميركية بشأن إسرائيل فإن عزلة واشنطن تأكدت مرة أخرى في الجمعية العامة الأمم المتحدة في الـ21 من الشهر ذاته، حيث صوت العالم بأغلبية كاسحة لصالح قرار يطالب ترامب بسحب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

حينها وجهت هيلي كلمات بذيئة إلى الدول الأعضاء وانسحبت من الجلسة برفقة السفير الإسرائيلي قبل أن تقيم حفل عشاء على شرف حفنة من الدول الصغيرة التي وقفت إلى جانب قرار ترامب.

هيلي التي استقالت قبل أيام من منصبها تهكمت على رد العالم الإسلامي تجاه ملف القدس قائلة “حينما اتخذ الرئيس ترامب هذا القرار يوم الأربعاء قال الجميع إن السماء ستقع، لكن مرت أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد والسماء لا تزال في موقعها ولم تسقط ولم يحدث شيء من هذا القبيل”.

وبخصوص عودة اللاجئين التي تعتبر حقا مقدسا لدى الفلسطينيين لم تتردد هيلي في القول إنها تعتقد أن المسألة الشائكة يجب أن تزال عن الطاولة.

هجوم ودفاع

وفي موضوع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين دافعت هيلي عن قطع الدعم الأميركي للوكالة قائلة إن أميركا تقدم الكثير للفلسطينيين من دون مقابل، في حين اتهمت العرب بأنهم لا يقدمون لفلسطين سوى الكلام.

وخلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في يوليو/تموز الماضي قالت هيلي “لا توجد مجموعة من الدول أكثر سخاء بكلامها من جيران الفلسطينيين العرب والأعضاء الآخرين في منظمة التعاون الإسلامي، لكن الكلام في نيويورك لا يطعم أو يكسو أو يعلم طفلا فلسطينيا واحدا، كل ما يفعله هو إثارة غضب المجتمع الدولي”.

وطوال عام وتسعة أشهر حولت هيلي الأمم المتحدة إلى منصة للدفاع عن إسرائيل وشيطنة الفلسطينيين وداعميهم في المجتمع الدولي.

وبعد استقالتها المفاجئة أشاد العديد من المسؤولين الإسرائيليين بها وشكروها على دعمها المطلق والجريء الذي قاد لتغير وضعية إسرائيل في الأمم المتحدة.

ومن بين هؤلاء السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون الذي ودع هيلي بالقول “شكرا لصداقتك الوثيقة، ستبقين صديقة حقيقية لدولة إسرائيل”.

وفي كتابه “نار وغضب داخل بيت ترامب الأبيض” وصف مايكل وولف نكي هيلي بأنها انتهازية وشيطانة طموحة، في حين ربط البعض حبها الأعمى لإسرائيل بطموحها مستقبلا للوصول إلى سدة الحكم في واشنطن.

وفي مقال على موقع الجزيرة الإنجليزي يقول الكاتب رمزي بارود إن المسلكيات التنمرية لهيلي ألحقت أضرار بالغة بالمنظمة الدولية، وإن الفلسطينيين لن يشتاقوا لها بالتأكيد. (الجزيرة.نت)





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق