قضية مطيع .. بين البحث عن الحقيقة و”الانتقام من الحكومة”

الخزاعي : ما يجري يأتي في سياق رد فعل مبطن وانتقامي ضد الحكومة

النعيمات : صفحة مشبوهة أنشئت حديثاً للتشويش على التحقيقات 

هلا أخبار – أثارت منشورات مدرجة عبر صفحة وهمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي ردود فعل متباينة دفعت الحكومة إلى إصدار بيان يدحض ما جاء فيها.

الحكومة سارعت لنفي ما تم تناقله بعد زج أسماء مسؤولين كبار عاملين ومتقاعدين، وبرغم أن ما نُشر لم يكن موثقاً ولم يُدعّم بأدلة غير أن بريق “الالكتروني” أخذ يتسيد ويشع حتى على الحقيقة.

لم يرفض البعض تلك البضاعة المنشورة بل تلقفها وأخذ يتداولها حيث إن قضية الدخان هي قضية جاذبة ومحور حديث الساعة بعد ان صدرت لائحة الاتهام بحق المتهمين بها الخميس الماضي والتي تضمنت معلومات موسعة.

وبرغم أن الصفحة التي تبث المنشورات وهمية وغير موثقة ولا تنتمي لوسيلة إعلام، وقد وصفتها الحكومة ب”الصفحة المشبوهة” التي تبث من الخارج، إلا أن هذا لم يمنع من تداول ما ورد فيها.

خرج مصدر رسمي مصرّحاً عبر وكالة الأنباء الأردنية، ولم يغلق الباب أمام أية مستجدات وتركه موارباً، وقال “تحرص الجهات المختصّة على نشر المستجدّات تباعاً بحسب تطوّرات القضيّة”، وهو ما قد يجيب على بعض التساؤلات المطروحة.

لم يعتبر المصدر ما ورد من معلومات خلال الفترة الماضية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل عبثية، وقال إنه “تم تشكيل مجموعة داخل الفريق لمتابعة كل ما ينشر على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لغايات رصد ومتابعة أي معلومة قد تفيد التحقيق”، وكشف أنه على ضوء ذلك جرى استدعاء العديد من الشهود ممن أبدوا تعليقاً أو معلومة مهمّة، وتمّ الاستماع إليهم كشهود في القضيّة.

ولفت إلى أنّ نيابة أمن الدّولة أتاحت، وخلال مرحلة التحقيق، لكل شخص لديه معلومة أو بيّنة تتعلق بموضوع القضيّة الحضور والإدلاء بها في إطار الحرص والسعي إلى جمع البيّنات والأدلة.

وحول التساؤلات التي تناولت الشهود كشف المصدر أن العديد من الأشخاص حضروا وتم الاستماع لمجموعة كبيرة من الشهود الذين تحتفظ النيابة بشهاداتهم وأسمائهم.

وفيما يتعلق بالاشاعات التي نُسبت على ألسنة المتهمين، أجاب المصدر وهو يستعين بمحامين المشتكى عليهم بالقول “لقد تمّ كذلك استجواب والاستماع لأقوال المشتكى عليهم، وبحضور وكلائهم المحامين ومواجهتم بالأدلة والوقائع، وتم تسجيل إفاداتهم وكلّ ما تحدّثوا به، واتيحت الفرصة لكلّ منهم التحدث بما شاء فيما يتعلق بأحدات القضيّة”.

* الخزاعي : 

ويرى أستاذ علم الاجتماع د. حسين الخزاعي أن هنالك سببين مهمين لنقل الإشاعة في الأردن، أحدهما يتعلق بنظرة المواطنين للحكومة والثاني يرتبط بفراغ الشباب.

وأوضح في حديث لـ “هلا أخبار” السبب الأول يرتبط بردة فعل الناس تجاه الحكومة لا الدولة، فالبرامج الإصلاحية التي تعلن عنها الحكومة من عدالة ومساواة يتم تطبيق عكسها على أرض الواقع، وهي حبر على ورق.

يتابع الخزاعي “أرى ما يجري أنه يأتي في سياق رد فعل مبطن وانتقامي ضد الحكومة، فالاشاعات موجهة لمحاربتها لكي تلتهي بها وتؤرقها”، و”حينما تُنقل اشاعات عن مسؤولين سابقين، لا يرى البعض ضرراً في ذلك من ناحية قناعاتهم بأن هؤلاء المسؤولين كانوا سبباً أو جزءاً من الوضع المأساوي الذي نعيشه”.

أما السبب الثاني فيراه الخزاعي في “الفراغ الكبير الذي يواجه الناس وخاصة فئة الشباب الذين يمكثون أوقاتاً طويلة على أدوات التكنولوجيا”، ويقول الخزاعي “نحو30 % من الأردنيين يعملون على نقل المعلومة من خلال إعادة إرسالها مهما كانت دون قراءتها، وهذا أمر يشكل خطراً كبيراً”.

ويشير الخزاعي إلى أن “الجروبات” المتوفرة على التطبيقات أياً كانت تساهم في عملية نشر المعلومات بسرعة، وبعض من فيها يطمئن للمعلومة الواردة ويظن أنها صحيحة بسبب وجود مثقفين ومتعلمين أو مطلعين بداخلها، فيعتقد المشتركين بالجروبات أن ما ورد حقائق.

ويقول الخزاعي حول قضية الدخان “عملية صنع الاشاعة خطيرة لأن هدفها تضليل الرأي العام والانتقام من الحكومة، فهي تصدر من مضللين للرأي العام ومشغلين له، وكذلك هنالك أطراف هدفها التضليل وإحداث البلبلة”.

ويلمح إلى إن بعض ما ينشر من اشاعات يتم وضع فيها حقائق لكن النسبة الأكبر تزورها، ويقول “فصانع الاشاعة يرتكز على معلومة ويقوم بتحويرها وتوظيفها لخدمة أهدافه”.

* النعيمات : 

من جهته قال مدير وحدة الإستجابة الإعلامية في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات الدكتور أحمد النعميات، إن جل ما نشر من إشاعات عبر منصات “مشبوهة” حول قضية “مطيع” يهدف إلى التشويش على سير العملية التحقيقية.

وحذر في حديث لـ”هلا أخبار” من أهداف هذه الإشاعات، قائلاً: “إن الهدف من وراء نشر هذه الإشاعات هو الإنتقاص من جهود السلطات القضائية والرسمية”.

وبين أن هذه الصفحات، وما يبث عبرها حول قضية “مطيع” تهدف أيضاً، إلى تحويل الرأي العام الأردني عن المتهمين الرئيسيين في القضية.

وأكد أن احدى الصفحات المشبوهة عبر “الفيسبوك” أنشأت حديثاً، مما يشير إلى أهدافها بالتشويش على التحقيقات وعمل السلطات في قضية مطيع على وجه التحديد.





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق