بسام حدادين يكتب : تكلّمت الحركة الإسلامية ولَم تقل شيئاً

كتب الوزير والنائب الأسبق بسام حدادين :

بفضولٍ كبير، ترقّبت نشر (الوثيقة التاريخية) للحركة الإسلامية، التي سبق الإعلان عنها “طنة ورنة”، وحديث عن مراجعات نقدية، وبيان موقف الحركة، من القضايا الملتبسة : الاٍرهاب (داعش)، الدولة المدنية، المرأة، الحريات الفردية، الموقف من المشاركة في الحكم .. الخ .

لكن (الوثيقة التتاريخية) لم تقل كلمة أو فكرة جديدة في هذه العناوين، وأتحدى من يقول لي غير ذلك، لا بل هناك خطوة إلى الخلف في بعض العناوين، كالتراجع عن فكرة دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتجاهل الحديث عن “فكرة الدولة المدنية”، وكذلك الهروب من تحديد موقف من الفنون والموسيقى والفلسفة والتعددية الثقافية وحقوق المرأة.

والأهم، أنها لم تشر لا من قريب أو بعيد، لداعش أو لإرهابها ولا للوضع القانوني (للجماعة)، ولا لما كان يصدر من تلميحات عن فصل الدعوي عن السياسي.

أما المراجعات النقدية، فلم تتضمن الوثيقة أيّ مراجعة من أي نوع على الإطلاق، أكرر على الإطلاق، وللأمانة العلمية، فقد ورد في الوثيقة عبارة تنم عن تواضع جم “نحن بشر، نخطىء ونصيب”!، وكفى الله المؤمنين شرّ المراجعات.

الوثيقةُ التاريخيةُ، ليس لها من اسمها نصيب، بكل تجرّد وأمانة وبعيداً عن الخصومة السياسية، أقول: إانها وثيقةٌ تعكس الفقر والخواء الفكري والسياسي للجماعة في الأردن التي لم يظهر بين صفوفها يوماً مفكراً أو باحثاً أو مُجدداً، فهي جماعة تعيش على أدبيات الماضي التليد.

يُحزنني هذا الواقع المتكلس الذي يُذكّرني بواقع حال الكثير من الأحزاب الشيوعية العربية.

هيأتُ نفسي لسجال يغني الحوار الوطني، فإذا هي وثيقة إنشائية عمومية، تتكلم ولا تقل شيئاً، ولا أبالغ حين أقول، لو شطبنا كلمة الأردن من الوثيقة، فيمكن إعتبارها صادرة عن الجماعة في أَي بلد عربي.

أخيراً،  

يا جماعة الخير الوثائق التاريخية تصدر عن تنظيم أو حزب واحد، موحد الفكر والإرادة، شو دخل كتلة الاصلاح النيابية مثلاً، ألم تصدعوا رؤوسنا وأنتم تصفون هذه الكتلة بأنها إئتلاف عريض وفيها من غير “الإخوان”، هذه ضربة قوية لمصداقيتكم.

ننتظر محاولة أخرى قبل فوات الأوان.

 






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق