الرزاز للكباريتي : السوداوية لا تولّد إلّا السوداوية

** الرزاز يُحذّر من “رسم مستقبلنا بكل هذه القتامة” لأنها ستصبح حقيقة من دون موضوعية

** التشاؤم المطلق العدمي يجعل مما نخاف منه حقيقة مقبلة وقدراً

** لا نحتاج تفاؤلاً ساذجاً بل نعترف بوجود صعوبات تحتاج إلى شغل وتعب وشراكة

** الرزاز ينتقد أن يكتفي كل طرف برمي الحمل على الآخر وتعميم الانطباعات

** بعض المستشفيات الخاصة غالت في الفواتير وأساءت لسمعة القطاع

* لا نستطيع الاستمرار إلى الأبد بالاتكال على العمالة الوافدة في الكثير من قطاعاتنا

هلا أخبار – سامر العبادي – حذّر رئيس الوزراء عمر الرزاز من نشر “السوداوية”، مؤكداً أن “المجتمعات التي تحلق عالياً هي المجتمعات التي تصر على مجابهة الواقع بروح المسؤولية”.

وقال الرزاز في سياق رده على مداخلة لرئيس غرفة تجارة الأردن نائل الكباريتي خلال مؤتمر عُقد الأحد “ساتحدث يمستوى الصراحة التي تحدث بها الصديق نائل الكباريتي”.

وأضاف “كما كنت صريحاً اسمح لي أن أكون صريحاً، أنت تترأس هذه المؤسسة المهمة (غرفة تجارة الأردن)، أقولها صراحةً لم أسمع جلداً للذات بقدر ما سمعت به من شخص مسؤول، قد نسمعه ممن (شغلته ذلك) فنحن نسمع منهم الكثير”.

وأضاف الرزاز “السوداوية لا تولّد إلّا السوداوية، والتشاؤم المطلق العدمي يجعل مما نخاف منه (وهذا ما قلته) حقيقة مقبلة ويجعل منها قدرا”، مشيراً إلى أن الإنسان الأردني والمجتمع الأردني والقيادة الأردنية تعودت على مجابهة صعاب جمة”.

وتابع الرئيس “لم يمر عقدٌ على الدولة الأردنية دون مواجهة صعاب، وكنا نخشى تجاوزها، لكن بإيماننا بوطننا وقيادتنا وتلاحمنا تمكنا من تجاوز تلك الصعاب، وليس لدينا أدنى شك من أننا قادرون على تجاوز الصعاب التي نواجهها”.

وزاد “لا نحتاج تفاؤلاً ساذجاً ونقول إن (الدنيا قمرة وربيع)، (ولم يكن بالإمكان أحسن مما كان)، بل نعترف بوجود صعوبات حقيقية تحتاج إلى شغل وتعب وشراكة، وحوار حول المصلحة الوطنية، أما أن نكتفي بأن يرمي كل واحد على الثاني ونعمم الانطباعات، فإذا وصلنا إلى هذه القناعة حكمنا على أنفسنا مسبقاً بهذه النتيجة وساعتها لا نلم أحداً”.

وتابع رئيس الوزراء “المجتمعات التي تحلق عالياً هي المجتمعات التي تصر على مجابهة الواقع بروح المسؤولية”، ولم يشكك الرزاز بروح المسؤولية عند الكباريتي، قائلاً “لا شك لدي عند مستوى روح المسؤولية لكن بين الحين والآخر ندخل في حالة نصبح فيها فقط نبحث عن (فشة قلب)”.

وأشار الرزاز إلى أنه يدرك أن وضع الإنسان في الشارع صعب ووضعه الاقتصادي يتردى والتاجر يواجه صعوبات جمة، إلا أنه قال ” نعمل ضمن الأطر القانونية وبالتحاور معكم لتخطيها”.

لكنه حذّر من “أن نرسم مستقبلنا بكل هذه القتامة”، وقال “إذا انتشرت هذه الصورة ومن دون أسس موضوعية ستصبح حقيقية واقعة، لأن الانطباع والإحساس بهذا الشكل حول المستقبل عند المواطن سيدفعه بعدم الصرف، كما أن المستثمر لن يستثمر والمستورد لن يرغب بالاستيراد والمصدر سيبصح غير راغب التصدير”.

وبين أنه “ضمن هذا المناخ هو الخطر الحقيقية”، بيد أنه قال “ما نراه من إصرار لدى كل القوى (قوى الخير) على تجاوز هذه المرحلة كما تجاوزنا غيرها”.

وقال “لا نعد بشيء هلامي غير قابل للتطبيق، ونحن لسنا مع إبر التخدير والمسكنات”، مشيراً إلى أن الأردن يمر باصلاح اقتصادي هيكلي، وقال “فيما يتعلق بسوق العمل، لا نستطيع الاستمرار إلى الأبد بالاتكال على العمالة الوافدة في الكثير من قطاعاتنا”.

وبين أن أول عقد في الألفية الماضية، نما الاقتصاد الأردني ووصل إلى 7 بالمئة، ولم ينعكس على العمالة الأردنية، بل زادت العمالة الوافدة إلى 60% “.

ودعا إلى تعلم الدروس، متسائلاً “هل لدينا ثقافة عيب؟ أم هل نحن بحاجة إلى تدريب شباب في مجالاتهم؟”، مؤكداً شبابنا بحاجة إلى حماية حقهم في العمل اللائق، وهذا بحاجة إلى عمل، كما قال إن علينا الاستفادة من الأعداد الكبيرة الموجودة من العمالة الوافدة.

وقال الرزاز “ضريبة الدخل لم تتحقق نتائجها لا زالت، لأنها مستحقة الدفع في نهاية عام 2019م، وإذا كان هناك انطباع .. الشركات الرابحة تعتمد على الدخل الصافي.

وأضاف “مشكلتنا أن اعتمادنا على الضرائب غير المباشرة كالمبيعات”، داعياً إلى الاتفاق على البوصلة أن الاعتماد سيكون أقل على الضرائب  غير المباشرة في المستقبل، وقال “من يربح يدفع ضريبة ومن يخسر يتم جدولة حتى خسارته للمستقبل، وأن هذا النظام الضريبي العادل وهو التصاعدي”.

وبين أن “هنالك كثيراً من الأمور بحاجة إلى نقاش، ويجب أن يتحمل كل طرف مسؤوليته، مثلاً: هل أثرت “الفيزا” على السياحة العلاجية؟”، ليجيب ” أعدنا النظر وخرجنا بفيز خاصة لها”.

وأضاف “بعض المستشفيات الخاصة غالت في الفواتير وأساءت لسمعة القطاع”، داعياً إلى مراجعة الأجراءات كافة وبلا تردد، والحكومة لا تتردد في تحمل مسؤوليتها”.

وبين أن وزير الصناعة والتجارة يتابع ويرفع لمجلس الوزراء مصفوفة بما تم انجازه، ونتابع ما هو بحاجة إلى تعديل، وقال “قطاع التجارة عصب الحياة وندرك أهميته، وليس هدفنا تسجيل أي نقاط، بل الهدف العمل بشراكة للخروج من الوضع الصعب، وقادرون على الخروج منه”.

* الكباريتي :

وكان الكباريتي وجه هجوماً على السياسة الاقتصادية والضريبية للحكومة. بخاصة قانون الضريبة الذي وصفه ب”المجحف” الذي لم يحقق العوائد المرجوة.

كما عبر الكباريتي عن رفضه لأي توجه لمنع حبس المدين، معتبراً أن الحديث عنه يأتي لغايات هدفها حملات إعلامية، كما عرج على الاستثمار والسياحة العلاجية.

وأكد اهمية هذا اللقاء لايجاد حلول للتحديات التي تواجه القطاع التجاري في المملكة، لافتا إلى المصفوفة الشاملة التي التوصل لها كنتيجة لجهود مشتركة بين غرف التجارة في المملكة ووزارة الصناعة والتجارة والتموين لاهم المعيقات التي تواجه القطاعين التجاري والخدمي.

وأكد ان التنسيق بين وزير الصناعة والتجارة والتموين وغرفة تجارة الاردن أوجد حلا لبعض المعيقات واتخاذ القرارات بشأنها الا انه لا تزال هناك بعض المعيقات التي تحتاج إلى قرارات حكومية، وقال الكباريتي في تصريح صحفي عقب اللقاء وفق ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية، “نحن كقطاع خاص نعتبر هذا اللقاء مميزا في ضوء الظرف الاقتصادي الذي تمر به المملكة ويدركه الجميع”.

وأشار إلى ان رؤساء الغرف التجارية طرحوا بعض التحديات والمعيقات التي تستوجب من القطاعين العام والخاص التشارك لايجاد حلول لها بهدف زيادة وتيرة النمو الاقتصادي والحركة التجارية التي تنعكس على الوطن والمواطن.

وبين أن ابرز المعيقات التي جرى تناولها تتعلق بقانون الجمارك والمواصفات والمقاييس وقضية الرقابة المتعددة على المنشآت التجارية وتطبيق قانون الابنية والمشاكل التي تواجه بعض المحافظات خاصة فيما يتعلق بالمناطق التنموية.





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق