زيمبابوي تحيي مراسم التكريم الأخير لموغابي “بطل الاستقلال”

هلا أخبار- تحيي زيمبابوي السبت التكريم الأخير لرئيسها السابق روبرت موغابي “بطل الاستقلال”، الذي تحول إلى ديكتاتور، وقاد البلاد لمدة 37 عاما بيد من حديد، بموجب مراسم حضرها رئيس البلاد إيمرسون منانغاغوا إضافة إلى زعماء أفارقة.

وبدأ الرئيس الحالي إيمرسون منانغاغوا، الذي تولى الحكم خلفا لموغابي والعديد من رؤساء الدول الإفريقية الحاليين أو المتقاعدين، قبيل ظهر السبت باعتلاء المنصة الرسمية في الملعب الرياضي الوطني في العاصمة هراري لمراسم تستمر أربع ساعات.

وحول أرض الملعب الذي يطوقه عسكريون ولم توضع فيه أي صور للرئيس الراحل، امتلأت المدارج ببطء مع وصول نعش موغابي.

“الأيقونة الثورية”

واستقبل الحاضرون الذين ارتدى بعضهم قمصانا تحمل صور موغابي، النعش بإطلاق مجموعة من أغاني “حرب التحرير” وهم يرفعون لافتات كتبت عليها عبارات تشيد “بالأيقونة الثورية” أو “بإرثه في خدمة الأمة”.

وقال سولومون نيوكا (64 عاما) “أنا هنا لأشارك في الحداد على بطلنا”. وأضاف الرجل الذي قاتل في “حرب التحرير” أن “كل ما هو إيجابي في زيمبابوي، وحدتها والمصالحة فيها والأرض التي أصبحت لنا، كل هذا بفضل موغابي”.

 وأكد نورمان غومبيرا (57 عاما) الذي كان في طريقه إلى الملعب الرياضي “من المستحيل الحديث عن زيمبابوي بدون ذكر بوب (لقب موغابي). زيمبابوي هي بوب”.

وأضاف مدير المدرسة “بفضل رجل مثل بوب وشجاعته تمكنا من الحصول على استقلالنا”، مقللا من أهمية أخطائه. وتابع أن “بوب فعل ما بوسعه بالنظر إلى الظروف. لكل بلد مشاكله”.

رئيس ترك البلاد في وضع اقتصادي كارثي

لكن في شوارع العاصمة لا ينظر إليه مواطنوه كذلك الزعيم القومي الذي ستفتقده البلاد، حيث الكثير من المواطنين متوسطي الحال، لا هم لهم سوى تأمين حياتهم اليومية بين البطالة والتضخم الكبير جدا ونقص المواد الأساسية، خاصة وأن الرئيس ترك البلاد في وضع اقتصادي كارثي.

ورأى ستيفن (45 عاما) الذي كان يتسوق أن “النقص في المواد هو الإرث الوحيد لحكمه. هذا كل ما خلفه”. وأضاف رب العائلة الذي فضل عدم كشف اسم عائلته “ليس لدي أي سبب للذهاب إلى مراسم تشييعه”.

 وأكد كيشاف تيردرا (59 عاما) العاطل عن العمل “لم يعد لدينا وقود لنذهب إلى الجنازة”.

ويحضر هذه المراسم رؤساء جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا، وكينيا أوهورو كينياتا، وغينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغيما صاحب الرقم القياسي في مدة الحكم بين الرؤساء الحاليين إذ إنه يحكم منذ أربعين عاما.

خلاف حول مكان دفنه

وحصلت خلافات بين أسرته والسلطة حول مكان دفنه. ففضلت أسرته في البداية أن يتم دفنه في قريته في إقليم زفيمبا على بعد نحو مئة كيلومتر عن هراري. فيما كانت حكومة الرئيس منانغاغوا تريد دفنه في “ميدان الأبطال” الذي يضم أضرحة الشخصيات الكبيرة. واستقر رأي الطرفين في آخر المطاف على دفنه في نصب هراري الوطني، لكن ليس قبل شهر من الآن، الوقت اللازم لبناء ضريح له.

وعكس الخلاف حول مكان دفنه، التوتر بين الرئيس السابق وعائلته من جهة، ومن جهة أخرى منانغاغوا، الذي وصفه موغابي علنا بـ”الخائن”.

وكان الجيش دفع في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 موغابي إلى الرحيل بعد إقالته نائبه منانغاغوا تحت ضغط زوجته غريس موغابي. وبدعم من جزء من الحزب الحاكم، كانت السيدة الأولى السابقة تطمح لخلافة زوجها المسن.

 بعد سنتين، ما زال المحيطون بموغابي يكنون كراهية للجنرالات وقادة الحزب الحاكم “الاتحاد الوطني الإفريقي لزيمبابوي (زانو)-الجبهة الوطنية”، الذين تخلوا عنه.

وتوفي موغابي في السادس من سبتمبر/ أيلول عن 95 عاما في مستشفى فخم في سنغافورة، كان يزوره باستمرار في السنوات الأخيرة للعلاج. واضطر للاستقالة قبل سنتين بعد تحرك للجيش وحزبه ضده.  (فرانس24)

 

 





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق