العودات: الأردن بلغ مرتبة متقدمة بين الدول في تصديه للوباء

هلا أخبار – كتب رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب – المحامي عبد المنعم العودات
 
يمر بلدنا في مرحلة عصيبة من تاريخه الحديث، شأنه في ذلك شان العالم كله الذي يواجه أزمة فايروس الكورونا، والذي تجاوز في طبيعته الجرثومية شديدة وسريعة العدوى، كل الحدود ليشل أوصال القارات والدول، ويعطل الحياة الطبيعية في كل مكان، ويضع الدول أمام حالة فريدة من نوعها، ولتواجه كل دولة الأمر الواقع منفردة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإجراءات التي تتخذها الحكومات لمعالجة المصابين وتحصين مواطنيها من انتشار المرض على نطاق واسع.
 
كنا نحن في الأردن أمام اختبار حقيقي لمدى قدراتنا، ومنها الطبية والدوائية في أبعادها المادية والبشرية والمؤسسية، تلك القدرات التي تم التعبير عنها من خلال مركز إدارة الأزمات والآجراءات الحكومية في تعاملها مع الوباء من خلال تهيئة العناصر الضرورية لمنع انتشاره، وتوفير أفضل فرص النجاة لضحايا الفايروس وأخذ الاحتياطات اللازمة التي تركزت على منع التجمعات، وفرض الاجراءات والتعليمات بما فيها حظر التجول ضمن الصلاحيات التي يمنحها الدستور لقانون الدفاع رقم 13 لسنة 1992
 
لقد اتحدت مكونات الدولة وسلطاتها ومؤسساتها ضمن منظومة متكاملة ومنسجمة لتهيئة الأردن وشعبه للتعامل مع الأزمة  ورغم بعض الأخطاء الناجمة عن قرارات مرتجلة أحيانا، وعدم الاستجابة التامة من جميع شرائح المجتمع للتعليمات إلا أن الأردن بلغ مرتبة متقدمة بين الدول في تصديه للوباء، تشهد على ذلك منظمات دولية ومراقبون ووسائل إعلام عربية وأجنبية، بعضها أجرى مقارنة بين الأردن والولايات المتحدة ودول أوروبا، وبعضها أجرى مقارنة ايجابية بين الأردن والصين، ولكننا كعادتنا نميل في بلدنا إلى إهمال الايجابيات والتركيز على السلبيات.
مجلس النواب ليس في حالة انعقاد، ولكن المشاورات والاتصالات تتم على مستوى جيد، وبعضنا يعد من الآن لكيفية معالجة آثار الوضع القائم عندما تعود الحياة العامة إلى طبيعيتها، ونحن الآن في حالة تضامن مع الحكومة ومؤسسات الدولة، وفي مقدمتها قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، وكلنا ثقة وافتخار بقائدنا جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي يقود إدارة الأزمة بقدراته وخبراته وعقله الإستراتيجي ، وقد أدار بحنكة واقتدار كل مكامن القوة الإستراتيجية لبلدنا الحبيب
بقي لي أن أقول بإعتباري أحد نواب محافظة إربد، أن ما جرى كان مؤسفا، بقدر ما كان عفويا، في لحظة لم يكن قد تبين بعد حجم الخطر الناجم عن العدوى من المرض، ولكن أربد العزيزة على قلوب الأردنيين جميعا، ستصبر وتتحمل كعهدنا بها، ومعها جيشنا وأجهزتنا الأمنية يخوضوا معا معركة الانتصار على الوباء، وهم بإذن الله لغالبون




زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق