الطراونة عن “تمويل الأحزاب” : ليست عروضاً ولا خصومات، والحكومة تعلق على خفض سن الترشح

أبو رمان : تخفيض سن الترشح للانتخاب يحتاج إلى تعديل دستوري، والمسألة مرتبطة بحملات الضغط 

** وزير التعليم العالي : كثرة البرامج المتشابهة أدت إلى وفرة في الخريجين

هلا أخبار – انتقد رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة التعديلات التي تعتزم الحكومة إجراءها على نظام تمويل الأحزاب السياسية، والتي تهدف إلى التشجيع على الانخراط بالحياة السياسية.

وقال الطراونة في رده على مداخلة لوزير الشؤون السياسية موسى المعايطة تحت قبة البرلمان خلال جلسة غير رسمية عُقدت بحضور شبابي وساع “الرافعة الحقيقية للأحزاب تكون عندما يُرسم قانون يُخفض سن المترشح، ويعطي للمرأة مشاركة أوسع في المحافظة لتصبح 25 %”.

واعتبر الطراونة أن هذا الأمر الذي يفتح الفرص أمام الشباب بالمشاركة في الحياة السياسية، و “ليس بالاغراء المالي للمجموعة التي هي مسؤولة عن حزب غير معروف البرنامج”.

وأضاف “الشباب يتوجه للاحزاب حينما تكون البرامج جاذبة وتقترب من طموحاتهم، وليس الموضوع أن اقوم بعمل (أوفر) عروض، أو خصومات للأحزاب”.

وختم حديثه “قانون الانخاب هو الذي يرسم الخارطة السياسية للدولة الأردنية، واذا تجرأنا ووصلنا إلى مرحلة بأننا مقتنعون باشراك الشباب فيجب التعامل معهم وتخفيض سن المرشح ورفع نسبة مشاركة المرأة”.

المعايطة :

وكان وزير الشؤون السياسية والبرلمانية موسى المعايطة  قال إن مشاركة الأحزاب ضعيفة، ما يضعف التعددية والمشاركة الحزبية في الحياة السياسية.

واستبعد المعايطة فكرة إلزام الأحزاب السياسية بتخصيص نسبة أو مقاعد للشباب داخل الحزب الواحد، مجيباً الوزير في حديثه على شاب دعا إلى ادماج الشباب بنص القانون من خلال فرضهم على المكاتب التنفيذية أو الهيئات الحزبية.

وبيّن الوزير “لا اعتقد أن هنالك ممكناً، فلا يجوز فرض نص أو شكل من اشكال داخل الحزب لانه تدخل داخل عمل الحزب، فالهيكل التنظيمي أمر يعود للحزب،  لكن لدينا نص لوضع حوافز للأحزاب التي ترفع نسب مشاركة الشباب”.

وأسهب المعايطة في شرح فكرة إعادة صياغة نظام تمويل الأحزاب، بهدف تعزيز وجود الشباب فيها من خلال الاهتمام بمشاركتهم، وفيما يتعلق بسن الترشح للانتخاب، أكد أنها تحتاج إلى تعديل دستورية، لكنه حث الشباب على المشاركة عبر الانتخابات غير النيابية.

وقال “هنالك مجال للمشاركة عبر الانتخابات المحلية من خلال البلديات والمجالس المحلية ومجالس المحافظات، وهنالك شباب من محافظة انشأوا قائمة وترشحوا على أساسها”.

أبو رمان :

من ناحيته قال وزير الشباب وزير الثقافة محمد ابو رمان إن تخفيض سن الترشح للانتخاب يحتاج إلى تعديل دستوري.

وحثّ الوزير بطريقة غير مباشرة على الضغط لتحقيق هذا الهدف، وقال “المسألة مرتبطة بكم هنالك حملات ضغط من قبل الشباب وحملات توعية من أجل إيصال صوتهم، وبهدف المشاركة والانخراط في الحياة العامة والسياسية”.

واشار أبو رمان إلى أنه متفاءل بالأعوام المقبلة برغم التحديات التي أمامنا، وقال “سيكون هنالك تمثيل جيد للشباب ووصول حقيقي دون كوتات في الحكومات”، متمنياً أن يكون هنالك وزير أقل من 30 سنة يمثل الحكومة”. 

المعاني :

من جهته قال وزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي والبحث العلمي وليد المعاني، إن كثرة البرامج المتشابهة أدت إلى وفرة في الخريجين، وفائض في الخدمة المدنية.

وتساءل المعاني عن سبب توجه الشباب نحو التوظيف وليس التشغيل، مشيراً في الوقت ذاته أنه كلما تحسن الاقتصاد ازدادات فرص العمل.

وأشار الوزير إلى أن الحكومات المتعاقبة ساهمت بلا إدراك بدفع الشباب نحو التعليم الأكاديمي على حساب التعليم الفني والتقني، مبيناً أن تعظيم بعض التشريعات تساهم بجعل التعليم المهني حافزا للطلبة.

الشباب :

وأكد عدد من الشباب على أهمية خفض نسب البطالة التي ارتفعت خلال الربع الأول من العام إلى مستويات مرتفعة وصلت إلى 19 %.

وحذر الشباب من الاستمرار في اشباع السوق بالتخصصات الراكدة، وقالوا إن هنالك عدم مواءمة بين الجامعات وسوق العمل.

وطالبوا  بتجميد التخصصات وفتح تخصصات بديلة، كما أشاروا إلى أن هنالك مشكلة في الحصول على فرص العمل، مشددين على أنان نحتاج إلى حلول مبتكرة وريادة الاعمال لمحاربة الفقر والبطالة.

كما أشار عدد من الشباب إلى وجود عوائق تمويلية وتشريعية فيما يتعلق بأعمال الريادة والمشاريع الناشئة والصغيرة، داعين إلى أهمية الاستفادة من الطاقات الشبابية.

وأكدوا على أهمية إشراك الشباب بالحياة السياسية لأن ذلك سينعكس إيجاباً على الأردن وهم أحد ركائز التنشئة السياسية، ودعوا إلى إيجاد نص ملزم لتشكيل لجنة وأذرع شبابية داخل المكتب التنفيذي والهيئات الحزبية.

وكان رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ألقى كلمة في مستهل الجلسة، رحب فيها بالشباب والشابات المشاركين بالجلسة غير الرسمية تحت قبة البرلمان.

وقال الطراونة في كلمته أن الشباب الأردني أثبت في كثير من المحطات أن الرهان على وعيه وإدراكه، رهان في مكانه.

وأعرب عن أمله بأن تساهم الاستراتيجية الوطنية التي أطلقتها الحكومة، “في إحداث نقلة نوعية تعيد ثقة شبابنا بمؤسساتنا المختلفة، بعد أن اعترى مشهد النهوض بالواقع الشبابي، تشتت في البرامج، وتقطع لمساراتها”.

وتاليا نص كلمة الطراونة:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين

وعلى الأنبياء والمرسلين من قبله أجمعين

الزميلات والزملاء. السادة أصحاب المعالي الكرام

البُناة من شابات وشباب الوطن الغالي على طريق المنجز والعطاء والمستقبل الواعد.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرني أن أرحب بنخبة من شابات وشباب الوطن، لنتبادل الرأي والمشورة، في جلسة غير رسمية تحت قبة مجلس النواب، مجلسِ الشعب ونبضه وضميره، لتتفاعل أفكارهم وتصوراتهم وطموحاتهم مع أصحاب الاختصاص من اللجان والكتل النيابية، على طريق تطبيقها مع الوزراء المختصين كل في مجاله، لتكون هذه الجلسة فاتحة للقاءات مماثلة مع العديد من شبابنا في مختلف القطاعات.

إن تداعينا اليوم مع شباب الوطن، يأتي امتثالاً لتوجيهات ورؤى وتطلعات جلالة الملك عبد الله الثاني ومبادرات سمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبد الله في دعم وتمكين الشباب وتوفير مختلف أوجه الإسناد لهم، وعليه فإننا نتطلع إلى أن تسهم هذه الجلسة في الوصول لحالة مثلى من التفاعل المفضي إلى توصيات ناجزة، تؤدي إلى إشراك فاعل لشبابنا في العملية السياسية وصناعة القرار.

السيدات والسادة الكرام

إن ما يوليه جلالة الملك عبد الله الثاني من ثقة واهتمام ورعاية للشباب، يستوجب إحداث نقلة حقيقية وفارقة لواقعِ أكبر شريحة في مجتمعنا، فهم قادرون على تحقيق الأثر والتأثير في مساراتنا الوطنية المختلفة السياسية والاقتصادية منها، متى ما توافرت لهم الظروف والدعم والتمكين اللازمين، ومتى ما كانت ثقتنا بأن دورهم أساسي، نتجاوز معه شكل العلاقة في عقد جلسات النقاش والمؤتمرات، إلى ما هو أبعد في البرامجية والمراجعة المستمرة والانخراط في مسارات القرار.

وإذ تدركون معنا أن مشكلتي الفقر والبطالة، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، هي المعضلة الرئيسية التي تؤرقنا جميعا، فإن طريقنا للحد منها، يبدأ ببناء شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص للنهوض بمسار التنمية الشاملة، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الريادية للشباب، مع مواصلة نهج الإصلاح بخاصة في شقه الإداري، فهو طريقنا نحو وقف الفساد المالي، ومعه نصل إلى حالة يثق بها شبابنا أن الفرص ما تزال متاحة ونتغلب معها على حالة اليأس والإحباط.

السيدات والسادة الكرام

وإذ نبارك للحكومة إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب، فإننا نتأمل أن تسهم في إحداث نقلة نوعية، تعيد ثقة شبابنا بمؤسساتنا المختلفة، بعد أن اعترى مشهد النهوض بالواقع الشبابي، تشتت في البرامج، وتقطع لمساراتها، وعليه فإن طريقنا نحو تحقيق الأهداف المرجوة يبدأ بتطبيق حقيقي للتوجيهات الملكية في تمكينهم بالعملية السياسية والاقتصادية ومختلف مسارات التنمية، ليكونوا شركاء في اتخاذ القرار.

أقول هذا وكلي ثقة وإيمان بأن لدى الشباب الأردني من الطاقات والكفاءات والوعي، ما يبعث على التفاؤل نحو مستقبل واعد، مستقبل نعبر فيه بأجيالنا إلى فضاءات من الأمل والاستقرار وتحقيق الآمال، ونتجاوز معه التحديات والضغوطات.

السيدات والسادة الكرام

لقد برهن الشباب الأردني في كثير من المحطات أن الرهان على وعيه وإدراكه، رهان في مكانه، فقد شاهدنا حجم التفاعل الشبابي في رسم مشهد وطنيٍ متلاحم عند كثير من المفاصل، فكانوا أول خطٍ للدفاع عن الوطن في مواجهة الأفكار المتطرفة، وكانوا أول من تداعى لرفض كل أشكال الضغط على الأردن، حيث نقف على جبهة الحق والثبات بصمود وإباء تجاه القضية الفلسطينية والقدس، مؤكدين هنا على أن تماسك الصفوف، والوقوف خلف قيادتنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية هي سبيلنا لتجاوز الضغوطات، ليبقى الأردن عزيزاً منيعاً ولتبقى القضية مركزية لا تراجع فيها عن ثوابتنا ولا قبول لأي مساومة على القدس.

خاتماً بالتأكيد إن وطنا يتسلح بوعي وعزيمة شبابه لن يهزم، فالأوطان تنتصر بشبابها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق