تحويل 3% من مساحة المملكة إلى محميات

هلا أخبار – معاناة الطَّبيعة لا تنتهي كلَّ عام، فالحرائق مشتعلة، والحرارة تبلغ مستويات قياسية في الارتفاع، والأشجار تُقطع، والفيضانات أيضًا تفعل ما تفعل بها، حتى وصلت إلى التأثيرات إلى انتشار فيروس كورونا المستجد والمتصل بالنِّظام الايكولوجي الإنساني، بيدَ أنَّ الطبيعة في الأردن وجدت اهتمامًا خاصًا جعل فيها مساحة محمية بلغت 3 بالمئة.

ويحتفل العالم باليوم العالمي للتنوع الحيوي والذي يُصادف في 22 من أيَّار، ويعتبر حدثًا عالميًا تشارك به جميع دول العالم، بهدف مناقشة جميع القضايا والمستجدات التي تطرأ على النُّظم البيئية والتنوع الحيوي جزء اساسي منها، ووضع الحلول المناسبة للمحافظة المستدامة عليها؛ لزيادة الفهم والوعي بالقضايا المتعلقة بالطبيعة.

واختارت الأمم المتحدة شعار “حلولنا في الطبيعة”؛ لاحتفالية هذا العام 2020، وللتأكيد على ضرورة وأهمية العمل الدولي الجماعي وعلى المستويات كافة؛ لبناء مستقبل حياة يتناغم مع الطبيعة، والمحافظة على التنوع الحيوي.

وزير البيئة والزراعة الدكتور صالح الخرابشة، قال، الجمعة، إنَّ الوزارة عملت وبالشراكة مع الجهات والمؤسسات الوطنية والدولية كافة على اتخاذ العديد من الاجراءات الفاعلة لحماية التنوع الحيوي الذي يتمتع به الأردن، ومن اهم هذه الإجراءات، إطلاق وتأسيس الشبكة الوطنية للمحميات الطبيعية والتي تشمل حاليًا 10 محميات طبيعية، تُمثل كافة الأقاليم الجغرافية، والانماط النباتية المختلفة في المملكة مساحتها ما يقارب 3 بالمئة من مساحة المملكة، بالإضافة إلى العديد من المشاريع الأخرى الرامية إلى حفظ ما أمكن من رأس المال الطبيعي على الرُّغم من وجود العديد من التحديات والتعديات البشرية المستمرة.

الخرابشة، أكد أنهَّ من الواضح إرسال الطبيعة دعوة عاجلة للإنسان من أجل العمل الجاد والمستدام، فهي تعاني من الحرائق والإزالة في الغابات، والأرقام القياسية لارتفاع درجات الحرارة، وقطع الاشجار والفيضانات الكارثية المدمرة والصيد الجائر للحيوانات والطيور والذي أثَّر ويؤثر سلبًا على التنوع الحيوي واتزانه، خاصة ونحن نواجه في هذه الفترة جائحة فيروس كورونا، والتي تعتبر وباء عالميًا ذو اتصال بصحة نظامنا الايكولوجي.

وبين أنَّ يوم التنوع الحيوي العالمي يذكرنا بالحاجة الماسة إلى التحول نحو اقتصاد أخضر اكثر استدامة يعمل لنفع الناس والكوكب اجمع، الأمر الذي يتطلب منا تعزيز الانسجام والتفاعل مع الطبيعة وتعزيز نظامنا الاحيائي وبما يتضمن التنوع داخل الأنواع وبين الأنواع والنظم الايكولوجية.

ولفت إلى أنَّ العالم اتفق على تحديد يوم عالمي سنوي في 22 أيار من كل عام للاحتفال بالتنوع الحيوي، لإظهار دعمهم المطلق لحماية البيئة بعناصرها المختلفة، وليكون يومًا للتوعية البيئية، تتشارك به دول العالم من خلال شبكة خاصة تهتم بهذه المناسبة، لتبادل الرؤى والأفكار وعقد الندوات والمؤتمرات بهدف نشر الوعي والاهتمام بالبيئة والطبيعة والتنوع الحيوي والأرض بشكل عام.

وقال، إنَّ قضية الطبيعة تُعد من القضايا الحاسمة والمؤثرة في عصرنا الحالي والعالم أمام مفترقات حاسمة، والآثار العالمية لقضية الاهتمام بالطبيعة والتنوع الحيوي، واسعة النطاق ولم يسبق ان شهدها العالم بأسره من قبل، وانعكست الآثار المدمرة عليها بطريقة أصبحت تهدد السِلم الاجتماعي والأمن الغذائي العالمي.

وأكد، أنَّ كل ذلك يتطلب تكثيف الجهود الدولية لمكافحة كلَّ ما من شأنه أن يؤثر على التنوع الحيوي، وبالسرعة الممكنة واتخاذ الإجراءات والحلول الجذرية كافة لمواجهتها، وتحديدًا ما يتعلق بالنشاط البشري؛ لأن استمرار فترة التأقلم مع هذه التأثيرات سيصبح اكثر صعوبة وكلفة في المستقبل، وسيعمل على بعثرة الجهود الدولية وعدم تحديد مسار واضح لبذل الجهود الطموحة لمكافحة الانتهاكات كافة، مؤكدً أهمية وضرورة تسريع وتكثيف الإجراءات والاستثمارات؛ لينعم العالم اجمع بأمن وسلام دائمين.

وأشار إلى أنَّ الأردن وعلى الرغم من صِغر رقعته الجغرافية، إلا أنَّه يتمتع بغنى وتنوع فريد بالموائل الحيوية والذي يمثل التنوع الحيوي للأراضي الجافة، وذلك لتميز الطبيعة الأردنية بتعدد المناخات والتراكيب الجيَولوجية، حيث تنقسم البلاد إلى اربع مناطق حيوية جغرافية هي، منطقة إقليم البحر الأبيض المتوسط، والإقليم الإيراني – الطوراني، والإقليم الصحراوي، والاقليم السوداني.

ونوه إلى أنَّ هذه الأقاليم تُعتبر عناصر أساسية في دعم التنوع الحيوي، وتحتوي على ثلاثة نظم بيئية رئيسية، هي الأرضية والبحرية والأراضي الرطبة، ويندرج ضمن هذه المناطق المختلفة 13 نمطًا نباتيًا مختلفًا، يمثل كلٌ منها عناصر مختلفة من النباتات والحيوانات، حيث تم تسجيل ما يقارب 2500 نوع نباتي، و434 نوعًا من الطيور و 82 نوعًا من الثدييات و98 نوعًا من الزَّواحف.

ولفت إلى أنَه ولرفع درجة الوعي العام على المستويات الوطنية والدولية كافة، بضرورة الحفاظ على النظم البيئية وما تحويه من تنوع حيوي، فإن العالم يحتفل بهذا اليوم العالمي؛ لتسليط الضوء على أهمية المحافظة على الموارد الطبيعية واعتبارها رأس مال طبيعي، يعد تأثير فقدانها كتأثير أية قطاعات حيوية أخرى، وفي هذا العام فإن الاحتفال بيوم التنوع الحيوي له خصوصية، حيث يعيد المجتمع الدولي في ظل جائحة كورونا النظر في علاقته مع رأس المال الطبيعي، وأصبح من المؤكد أنّه وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي، إلا أن البشر يعتمدون كل الاعتماد على البيئات الصحية النابضة بالحياة.

وأضاف، أنَّ على الجميع اتخاذ إجراءات تعاونية عاجلة لبناء اقتصاد عالمي مرن ومستدام يأخذ الموارد الطبيعية بعين الاعتبار.

وقالت وزارة البيئة في بيان صحافي، إنَّ فعاليات الوزارة بهذا اليوم تشتمل على بثِّ الرسائل الإلكترونية عبر مواقع الوزارة، وصفحات التَّواصل الاجتماعي للمديريات في المحافظات، للحديث عن أهمية هذه المناسبة وموضوعها لهذا العام.

وبينت، أنَّه وللمزيد من المعلومات عن التنوع الحيوي في المملكة والجهود المبذولة للمحافظة عليه زيارة الموقع التالي:http://jo.chm-cbd.net /، وللمزيد من المعلومات عن اليوم العالمي للتنوع الحيوي زيارة الموقع التالي: https://www.cbd.int/idb/2020.بترا

 




هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق