طوقان: منظومتا فحص كورونا لوزارة الصحة بتكلفة 400 ألف يورو، ومفاعل نووي صغير لتحلية المياه في العقبة قبل 2030

** منظومتا فحص كورونا قدمت عبر “الهيئة” بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوزارة الصحة بتكلفة بلغت 400 ألف يورو

** طاقم المفاعل النووي يعمل حالياً على تطوير إنتاج نظير (التكنيشيوم- 99 المشع) المستخدم على نطاق واسع في تصوير القلب والدماغ وتصوير أعضاء أخرى في الجسم

** مختبراتنا أفضل مختبرات على مستوى الأردن والمنطقة في إجراء قياسات المعادن 

** الذهاب نحو المفاعلات الصغيرة بتكلفة تبلغ خُمس المفاعلات الكبيرة التي أوقف العمل عليها مؤخراً

** من المتوقع أن يكون أول مفاعل صغير مدمج جاهزاً للتشغيل في عام 2025

** سياسة القوى الدولية وبالذات الغربيّة ما زالت تصرّ على بقاء إسرائيل القوة النوويّة الوحيدة في المنطقة

** احتمالية بناء مفاعل نووي صغير لتحلية المياه في منطقة العقبة قبل نهاية العقد الحالي

** موازنة الهيئة لهذا العام متواضعة جداً، حيث بلغت 5.5 مليون دينار

** كلفة تشغيل المفاعل البحثي تبلغ 16 ألف دينار يومياً

** 400 موظف في “الطاقة الذرية” وإجمالي رواتبهم السنوية تبلغ  4 مليون دينار

هلا أخبار – أصرّ رئيس هيئة الطاقة الذريّة الدكتور خالد طوقان، على أنّ خيار الطاقة النووية لا يزال خياراً استراتيجياً، ويزداد أهميّة ووضوح على المستوى الوطني، خاصّة في ظلّ قلّة مصادر الطاقة الأردنيّة، والنفع الكبير من تعدّد الأغراض المستفادة من المفاعل النووي، سواء في تحليّة المياه أو انتاج الهيدروجين أو للصناعات الكيميائية أو إنتاج الحرارة لمفاعل الطاقة أو اليود المشع (لأغراض صحية) في المفاعل البحثي.

**دور الهيئة خلال جائحة كورونا

وأشار طوقان في حوار أجرته “هلا أخبار” إلى أنّ الهيئة كان لها دور كبير خلال أزمة جائحة كورونا، في مساعدة المختبرات المركزية التابعة لوزارة الصحة، وتزويدها بأجهزة فحص الكورونا (PCR) والتي تعتبر من أفضل التقنيات المستقاة نووياً والمثبت نجاعة نتائجها بنسبة شبه كاملة.

وبيّن أن الجهازين هما عبارة عن منظومة متكاملة قدمت من قبل الهيئة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تبلغ تكلفة كلّ جهاز منهما 200 ألف يورو، لافتاً إلى أنّ المنظومة الأولى وصلت بينما ستصل الثانية الأردن مع نهاية الشهر الحالي.

ولفت إلى أنّ المفاعل البحثي قد توقف عن العمل لمدة لثلاثة أسابيع أثناء فترة الحظر الشامل، إلّا أنه عاد للعمل إستجابة لطلب من قبل مستشفيات ومراكز صحيّة منها مستشفى الملك المؤسس الجامعي، ومركز الحسين للسرطان، وعيادات الطب النووي في القطاع الخاص، بضرورة إعادة تشغيل المفاعل البحثي لانتاج (اليود- 131 المشع) المستخدم في علاج مرضى السرطان.

وأشار إلى أنّ طاقم المفاعل النووي يعمل حالياً على تطوير انتاج نظير (التكنيشيوم- 99 المشع) المستخدم على نطاق واسع في تصوير القلب والدماغ وتصوير أعضاء اخرى في الجسم.

** برامج لمعالجة المياه الجوفية للتخلص من النظائر المشعة: 

ونوّه طوقان إلى أنّ الهيئة تعمل على عدّة برامج حالياً، منها مع وزارة المياه لمعالجة المياه الجوفية في بعض مناطق الأردن للتخلص من  النظائر المشعّة، وأيضا في موضوع التعدين،  قائلاً: “إن مختبراتنا أفضل مختبرات على مستوى الأردن والمنطقة في إجراء قياسات المعادن الموجودة في الأرض الأردنية”.

وبين طوقان، أن الهيئة تعمل على مشاريع أخرى مثل: مشروع الليثيوم في البحر الميت، ومشروع عناصر الأرض النادرة في منطقة دبيديب جنوب الأردن.

** إيقاف المفاعلات الضخمة والذهاب نحو الجيل الرابع (100-200 ميغاواط)

وأعلن طوقان عن وجود تحوّل في عمل الهيئة من خلال الذهاب نحو المفاعلات الصغيرة المدمجة، بكلفة تبلغ خمس المفاعلات الكبيرة، التي أوقف عليها حالياً، موضّحاً: “بدلاً من إنتاج 1000-2000 ميغاواط ستعمل المفاعلات الصغيرة بقدرة 100-200 ميغاواط والذي سيستخدم لأغراض صناعية وكيميائية بالإضافة إلى تحلية المياه وإنتاج الحرارة والكهرباء”.

وأشار طوقان إلى أنّ المفاعلات الصغيرة، هي من الجيل الرابع ومتطورة جداً تستخدم لإنتاج طاقة كثيفة جداً، حيث بدأت الصين بإنشائها، ثم لحقتها الولايات المتحدة عبر تطوير تلك المفاعلات، لافتاً إلى أنّ الهيئة تعمل على تلك الدراسات المسبقة عن المفاعلات الصغيرة، ويتم التخطيط لتجهيز وحدة أو وحدتين من تلك المفاعلات لتحلية المياه، أو لاغراض صناعية في مصفاة تكرير البترول المستقبلية أو صناعات الزجاج أو لانتاج الهيدروجين.

وتوقّع “أن يكون أول مفاعل جاهزاً للتشغيل في عام 2025، حيث سيتمكن من إنتاج طاقة كهربائية تكفي لتشغيل مصنع المنيوم ضخم أو منشاة صناعية ضخمة مثل مصفاة تكرير البترول”.

** معيقات وعراقيل بناء المفاعل النووي

ونوّه طوقان إلى أن مشروع بناء المفاعل النووي واجه معيقات وعراقيل عدة وواضحة للعيان، مبيناً “أن سياسة القوى الدولية وبالذات الغربيّة المساندة لإسرائيل منذ الحرب العالمية الثانية كانت وما زالت تصرّ على أن تبقى إسرائيل القوة النوويّة الوحيدة في المنطقة سواء للاستخدمات السلميّة أو العسكريّة”.

واستشهد طوقان بالتجارب السابقة لبعض الدول العربية والإقليمية، مبيناً أنّ التجربة المصرية “ومنذ العهد الملكي وهي تحاول الانضمام إلى المضمار النووي، وبرغم امتلاكها لجامعات قديمة وعريقة مع تطورها الصناعي الذي سبق الدول العربية منذ خمسينيات القرن المنصرم، إلّا أنّ  تلك المحاولات أحبطت”.

وعن التجربة العراقية بيّن طوقان “جميعاً نعرف تجربته، وجزء من الهجوم على العراق كان برنامجه النووي” مشيراً إلى أنّ التجربة النووية الإيرانية والضجيج حولها رغم المصالح المشتركة مع تلك القوى الدولية، لا يسمح لها بامتلاك التكنولوجيا النووية الحساسة والتي تعد احتكارا لإسرائيل في المنطقة”.

** مصنع لإنتاج الكعكة الصفراء

وقال طوقان إن الهيئة طورت تقنيّة استخلاص الكعكة الصفراء وطنيا، من خلال استقطابها لأساتذة كبار في الهندسة الكيميائية والعلوم النووية من الجامعات الأردنية، مبيّناً انتهاء شركة تعدين اليورانيوم الأردنية من تركيب خط تكتيل خامات اليورانيوم للمصنع الريادي في منطقة سواقة والعمل قائم على عملية ضبط الظروف التشغيلية المُثلى لإنتاج الكعكة الصفراء بكفاءة عالية، مبينا أنه كان من المفترض ان يتم افتتاح تشغيل المصنع الريادي قبل ثلاثة أشهر إلّا أن انتشار جائحة كورونا أخّر ذلك.

وأشار إلى أن طاقم الشركة بدأ تجاربه بتعبئة ما يطلق عليه “الصناديق الضخمة”، وذلك لإجراء العمليات الصناعية لمعالجة 180 طن من خام اليورانيوم بهدف إنتاج الكعكة الصفراء، مبيّنا أنّها الخطوة الأخيرة التي تسبقُ الانتقال إلى المستوى التجاري بمعالجة 10 إلى 20 ألف طن من الخام المحتوي على أكسيد اليورانيوم.

وأكّد طوقان أن المصنع قادر على معالجة اليورانيوم من ناحية تكنولوجية وصناعية، لافتاً إلى أنه ومع نهاية هذا العام سيكون جاهزا للإنتاج بكميات محدودة حال نجاح التجارب التي تجرى حاليا لاستخلاص اليورانيوم، وأن الانتاج التجاري هو مجرّد إعادة استنساخ لما تمّ على مستوى المصنع الريادي.

وأوضح أن إنتاج المصنع لكميات تجارية من الكعكة الصفراء يعتمد على سعر اليورانيوم العالمي ورغبة الشركاء بالاستثمار أو في حال وضعت الحكومة خطة للتوسع في الإنتاج على مستوى تجاري، منوّهاً إلى أنّ كلفة بناء المصنع التجاري وتجهيزه تقدر بـ 200 مليون دولار.

وشدّد على أنّه ليس من الحكمة أن يبدأ المصنع بالانتاج التجاري في الوقت الحالي، بسبب انخفاض سعر اليورانيوم حيث يتراوح سعر الباوند الواحد ما بين 25-30 دولار، لافتا إلى أنّ هذه الأرقام تعدّ منخفضة للإنتاج التجاري مقارنة مع تلك المصادر المعتمدة على الوقود الأحفوري حيث يتوقع ارتفاع أسعار اليورانيوم مستقبلاً.

** مفاعل لتحلية المياه في العقبة:

وأشار طوقان إلى احتمالية بناء مفاعل نووي صغير لتحلية المياه في منطقة العقبة قبل نهاية العقد الحالي، مبينا أن الحكومة لديها فائض حاليا في إنتاج الكهرباء وفي ضوء تأخر مشروع قناة البحرين سيكون لهذا المفاعل دور كبير في توفير الطاقة لتحلية المياه.

وأكد أن مدة بنائه وتجهيزه في حال توفر التمويل، ستستغرق 6 سنوات فقط، لتوافر الموقع المناسب على منفذ بحري ولكون حجم المفاعل صغير، مدللّاً على ذلك ببناء كلّ من: الولايات المتحدة والصين لمفاعلات نوويّة صغيرة خلال ذات المدّة.

وأوضح أنّ الهيئة تعمل حالياً على إجراء دراسات لتحديد كلفة تحلية المتر المكعب الواحد من الماء بدقّة تراعي الإجراءات التي تضمن سلامة المفاعل كون العقبة تصنّف على أنّها منطقة زلزاليّة، ولهذا يجب ان يكون موقع المفاعل بعيداً عن الشاطئ لحمايته من الارتدادات والهزّات الأرضيّة مع ضرورة دراسة كلفة نقل المياه وكيفيّة سحبها من الخليج لموقع المفاعل.

وتوقّع طوقان أن يكون موقع مفاعل العقبة بعيداً عن الشاطئ بمسافة 60 كيلومتر.

** دور المفاعل البحثي في بناء القدرات العلمية والتكنولوجية والبحثية:

وفي سياق آخر، قال الدكتور طوقان إنّ المفاعل النووي البحثي الأردني ليس مخصصا لتوليد الكهرباء فقط، بل لبناء قدرات علميّة وتكنولوجية وبحثيّة متطورة جدا، مؤكداً أنّ كادر المفاعل المكوّن من 120 عالما وباحثا ومهندسا وفرق الصيانة والتشغيل بات مصنَعا للعقول.

وأوضح أنّ المفاعل النووي البحثي مفتوح أمام أساتذة وطلبة الجامعات الأردنية  لإجراء تجارب حيّة ومتطوّرة وغير متاحة في كثير من جامعات  العالم العربي، قائلا “هذه تجربة وخبرة  فريدة لا يمكن أن نجدها بأرقى جامعات العالم”.

وأشار إلى أنّه تمّ اختيار موقع المفاعل البحثي ضمن حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا ليكون متاحا لطلبة الهندسة النوويّة للتدرب فيه على تجارب علمية، وأخذ البيانات  وتحليلها  وتقديم تقارير بها.

وقال طوقان إن المفاعل أتاح لأساتذة الجامعات الأردنية إجراء التحليل بالتنشيط النيوتروني، والاختبارات النيوترونية الأخرى لإجراء بحوثهم، مبينا أن كلفة اليوم التشغيلي للمفاعل النووي حوالي 16 الف  دينار.

ولفت إلى أنّ المفاعل البحثي  يضع الأردن في مصاف الدول المتطورة جدا في مجالات استخدام التقنيات النوويّة لاغراض الطبّ النووي والصناعات النووية، وأيضاً في تدريب الطلاب ومستقبلا  في بحوث المواد من خلال إجراء البحوث النيوترونيّة المتقدّمة على المستوى العالمي.

وأضاف أنّ الهيئة تعمل على التوسّع في الاستخدامات الطبيّة لهذا المفاعل البحثي  وبالذات في مجال الطبّ النووي، تمهيدا للانطلاق إلى مجال الاستخدامات الصناعيّة الواسعة.

وذكر طوقان بأنّ 50 من الطلبة المهندسين اكملوا مؤخّراً دراستهم في الخارج (روسيا، كوريا والصين) على حساب الهيئة، ليصل إجمالي الطلبة الذين درسوا على حساب الهيئة 165 طالباً بكلفة بلغت 6 مليون دينار منذ تأسيس الهيئة.

وقال طوقان، أن 12 مهندساً من كادر المفاعل، يستكملون دراساتهم العليا في أرقى الجامعات الأميركية في الهندسة النووية، ويحصلون على منح من تلك الجامعات نتيجة القاعدة العلمية والتكنولوجية القوية التي يتمتعون بها.

** براءات الاختراع ستسجل باسم شركة تعدين اليورانيوم الأردنية

وقال طوقان، إن الهيئة لم تنظر إلى اليورانيوم كمجرد منتج يتمّ إنتاجه بكميات تجارية ويخصص للبيع فقط، بل ارتأت توطين العلم والتكنولوجيا المتطوّرة من خلال إجراء البحوث وعمليّات التطوير الصناعية والعلمية عبر تكنولوجيا معقدة.

وشدّد على أنّه وفي حال نجاح تشغيل المصنع الريادي سيسجّل حقّ الاختراع باسم شركة تعدين اليورانيوم الأردنية، لأنّ عمليات التطوير والتجارب والبحث للوصول إلى المنتج الصناعي النهائي جرت داخل الأردن بخبرات وعلوم وطنية.

ونوه إلى أن بعض القطع تم شراؤها من أستراليا وبلجيكا، و انطلاقا من ثقة الشركة بالصناعات الاردنية فقد تم تصنيع خط تكتيل خامات اليورانيوم بجميع اجزاءه محليا، فالعقل المخطط لتكنولوجيا معالجة خامات اليوارنيوم في المملكة هو عقل وطني أردني طورته كوادر شركة تعدين اليورانيوم الاردنية وهيئة الطاقة الذرية دون الحاجة للاستعانة بشركة أجنبيّة أو غربيّة.

** استكشاف اليورانيوم:

وعن استكشاف اليورانيوم قال طوقان “نشرنا 3 تقارير دولية وكّل تقرير مطوّر عما سبقه لمنطقة سواقة ، كان آخرها عام 2018 تضمنت مصادر تحوي 41 ألف و300 طن من الكعكة الصفراء مثبتة ومدوّنة دولياً في نشرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونشرات الأمم المتحدة في تبويبات مصادر الأرض المعدنية.”

وبيّن طوقان أنّ هذه الكمية تكفي الأردن لمئة عامٍ على الأقل “على افتراض استخدام المفاعلات النوويّة لتغذية حاجة الأردن من الطاقة الكهربائية، وهي ثروة استراتيجة”، مؤكدا استمرارية الهيئة في استكشاف اليورانيوم في مناطق الدبيديب والحسا لتحديد الاحتياطيات.

وأشار إلى أن المناطق الجنوبية من المملكة غنية بمادة السيليكا، مؤكدا أن المفاعل البحثي “له القدرة من خلال تشعيع بلورات السيليكون على زيادة القيمة المضافة للمادة الخام ثلاث إلى أربع أضعاف، من خلال تقنيات الغرز النيوتروني”.

** هيكلة هيئة الطاقة الذريّة:

وقال طوقان، إنّه كان هناك حديث سابق عن دمج الهيئة الذرية مع الهيئة الرقابية، ما يعدّ مخالفاً لكلّ التعليمات الدولية، لأنّ الجهة الرقابيّة يجب أن تكون منفصلة عن التنفيذية، وتمّ بحث هذا الأمر من قبل الحكومة ورفضه.

وعن إعادة الهيكلة قال طوقان: إن الهيئة قامت بتقديم مبررات وجود مفاعل نووي بحثي له خصوصية تتعلق بسلامته، وهناك مشروع اليورانيوم الذي دخل مرحلة التصنيع، و مركز السنكروترون الذي فتح للباحثين إضافة إلى تأهيل جيل كامل من القوى النووية البشرية المتخصصة، والتي تقتضي كلها الحفاظ على البنية المؤسسية الحالية، “وأعتقد أن الأمر استقر على ما هو عليه الآن”.

وأضاف طوقان، أن موازنة الهيئة لهذا العام متواضعة جداً، حيث بلغت 5.5 مليون دينار، ولديها  400 موظف الآن تبلغ مجموع رواتبهم السنوية 4 مليون دينار، فيما بلغت مساهمة الخزينة ببناء المفاعل  البحثي 60 مليون دينار، وهو معلم نووي متطور جداً، في حين بلغت كلفة مشروع السنكروترون 100 مليون دينار ساهم الأردن منها بمبلغ 10 مليون دينار تقريباً.

وبيّن طوقان أنّ ما تمّ صرفه على  البرنامج النوويعلى مدار 12 سنة بلّغ 100 مليون دينار، معتبراً أنّ هذا المبلغ قليل جداً إذا ما قورن بمصروفات مديريات حكومية، قائلاً: “عندما كنت أشغل منصب وزير التربية والتعليم عام 2003م، كانت ميزانية تربية عمان الأولى وحدها تبلغ سنوياً 50 مليون دينار”. 

وقال طوقان، إنّ المبالغ التي صرفت على البرنامج استثمرت في بناء مرافق نووية وبنية تحتية   متطورة جداً، واصفاً ذلك الاستثمار بـ “المجدي جداً”. 

** المشروع النووي استراتيجي:

ويرى طوقان بأن المشروع النووي استراتيجي للدولة، بالرغم من أنها تستغرق وقتا طويلا، قائلاً:  هي مشاريع لا تأتي بين عشية وضحاها وتحقق رؤية المستقبل، فأي مشروع نووي في أي دولة في العالم يستغرق عشرات السنين”.

وذكر – في حديثه- أمثلة على ذلك، حيث إنّ الولايات المتحدة الأمريكية بدأت مطلع القرن الماضي حديثها عن النووي، وقد مر عليها 45 سنة حتى وصلت لبناء المفاعلات النووية وتشغيلها،  وتطوير السلاح نووي، ومثال آخر: مصر التي بدأت الحديث عن المفاعلات النووية منذ خمسينات القرن الماضي، حيث قامت بالتوقيع على أول عقد لبناء محطة نووية قبل سنة ونصف فقط.

أما عن الدعم الذي تلقته الهيئة، أشار طوقان إلى أنّ الدولة وعلى رأسها جلالة الملك قامت بدعم المشروع، وسيقطفها مستقبلاً المواطن مع استمراره، وسوف يراها في مجالات  البحث العلمي والصناعة المتقدمة، والطب، وتحلية المياه.

وقال طوقان، أن الهيئة تعي وضع الدولة المالي الحالي الصعب، ولكنها أزمات وستمّر، وهذا البرنامج يزداد قوّة وتجذرّاً في الأردن من خلال الجيل الذي بدأ الآن بالعودة من أمريكا وروسيا وكوريا والصين، وهو الذي سيقوم بالاسهام في إدارة البرنامج  مستقبلاً.

** رصيد وثقة عالية للهيئة دولياً:

ولفت رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية خالد طوقان، إن حكمة جلالة الملك والقيادة الهاشمية ببدء المشروع النووي بتأن وتدرج وانفتاح واسع على العالم أكسب المملكة رصيداً من الثقة على مستوى الأسرة الدولية والدول النووية من خلال التركيز على الجانب السلمي.

وأكد أنّ الأردن استفاد من رصيد الثقة العالي ومصداقيته لدى الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة، من خلال الحصول على أجهزة نووية متطورة كالمسارعات الخطيّة وأجهزة فحص الكورونا وتجهيزات معالجة المياه ومختبرات اليورانيوم، مضيفاً: نبلور مشاريع تعاون مع الوكالة، وتقريباً في كل دورة  مدّتها سنتان نحصل على مليون ونصف دولار كمنح من الوكالة.

 

 





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق