الصفدي: المنطقة لا تحتاج الى صراعات جديدة.. ويجب حل التوتر مع إيران

هلا أخبار – عقد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ووزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، ووزيرة خارجية السويد آن ليندا اليوم مؤتمرا صحافيا مشترك عقب انتهاء أعمال الاجتماع الوزاري الثالث لمبادرة ستوكهولم لنزع السلاح النووي ومعاهدة عدم الانتشار والذي شارك فيه، عبر آلية الاتصال المرئي، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزراء خارجية وكبار مسؤولي الدول الأعضاء في المبادرة، وهي كل من: الأرجنتين، كندا، إثيوبيا، فنلندا، ألمانيا، إندونيسيا، اليابان، الأردن، كازخستان، هولندا، نيوزيلاندا، النرويج، جمهورية كوريا، إسبانيا، السويد، سويسرا.

وذكر الصفدي خلال المؤتمر الصحفي المشترك أن الاجتماع “هو الاجتماع الثالث للمبادرة، وكان اجتماعاً مفيداً وقيماً وتبنينا خلاله خريطة طريق للعمل المشترك قبيل انعقاد مؤتمر المراجعة لمعاهدة عدم الانتشار في شهر آب القادم”. وأضاف “أكدنا على التزامنا ببيان برلين الذي صدر في شهر شباط الماضي بمناسبة مرور 50 عاما على معاهدة عدم الانتشار وما رافقه أيضا من بيان أو خطة عمل حول العمل المتدرج من أجل نزع السلاح وعدم الانتشار والذي تضمن 22 خطوة عملية لإحراز تقدم للوصول إلى عالم خال من الأسلحة النووية، ودعينا إلى أن يتسمر التعاون مع جميع شركائنا وأصدقائنا في المجتمع الدولي من أجل الوصول إلى هذا الهدف”.

وأشار الصفدي إلى أن الاجتماع أكد على ” ضرورة بناء منطقة شرق أوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، وأهمية التوصل إلى حل للتوتر الموجود مع إيران حول موضوع التسلح النووي”.

وأضاف “نحن في المملكة نؤكد على ضرورة حل التوتر مع إيران بكل جوانبه، المنطقة مليئة بالصراعات ولا تحتاج صراعات جديدة، وعليه فإننا ندعم إطلاق حوار لحل التوتر مع إيران فيما يتعلق بالجانب النووي وضرورة أن تكون المنطقة ممثلة في أي حوار قادم حول التعامل مع هذه القضية، ونعتقد أنه من أجل الوصول الى حل الدائم للتوتر ومن أجل أن نبني علاقات إقليمية قائمة على التعاون يجب أيضاً أن نتعامل مع قضايا أخرى مرتبطة بالتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية. وزاد “هذا يجب أن يتوقف، ويجب أن نعالج أيضاً مسائل أخرى مثل برامج الصواريخ إلى غيرها”.

وقال الصفدي “نريد علاقات جيدة، نريد علاقات حسن جوار مع ايران، ولا بد من معالجة جميع القضايا التي سببت وتسبب التوتر، والعالم العربي كله أكد أنه يريد مثل هذه العلاقات مع إيران”.

وذكر الصفدي “دائماً كانت جهود جلالة الملك منصبة على التعامل مع تحديات المنطقة بشكل شمولي يأخذ بعين الاعتبار ترابط قضايا المنطقة، والهدف في النهاية حل الأزمات على أسس تضمن إيجاد مساحة أوسع من التعاون بيننا في المنطقة ومع شركائنا في المجتمع الدولي، والتحرك مرة أخرى للاستفادة من ظروف الاستقرار التي سيولدها حل هذه الصراعات لبناء الرخاء وبناء مستقبل أفضل لشعوبنا”.

وقال الصفدي ان الاجتماع وفر فرصة لعقد محادثات ثنائية مع وزير خارجية ألمانيا، مضيفاً “بحثنا خلال الاجتماع سبل البناء على العلاقات المتميزة التي تربط المملكة وألمانيا، ألمانيا ثاني أكبر داعم للمملكة، ونثمن عالياً جهودها في مساعدتنا على مواجهة التحديات الاقتصادية وفي تحمل عبء اللاجئين.

وأضاف “ألمانيا أيضا شريك رئيس في جهودنا لحل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار.

وفي هذا السياق، قال الصفدي “أتطلع إلى لقائنا القادم في القاهرة في إطار مجموعة ميونخ مع زملائنا وزراء خارجية فرنسا ومصر والاتحاد الأوروبي من أجل الاستمرار في العمل على إيجاد أفق سياسي لاستعادة مفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع والتوصل إلى سلام حقيقي، نعتقد نحن في المملكة أن سبيله الوحيد هو حل الدولتين على أساس القانون الدولي”.

وثمن الصفدي “الدور الكبير للسويد وهي شريك رئيس لنا في جهودنا للاستمرار في حشد الدعم السياسي والمالي لوكالة الأونروا، عملنا معاً منذ سنوات، ومستمرون بالعمل من أجل ضمان أن تستمر الوكالة في تقديم خدماتها الكاملة إلى اللاجئين لحين التوصل إلى حل سياسي على أساس حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال الذي بدأ في العام 1967، ويجسد حل الدولتين لتعيش دولة فلسطين الحرة المستقلة ذات السيادة بأمن وسلام إلى جانب اسرائيل”. وتحدث عن تحضير أردني سويدي “لمؤتمر دولي خلال الأشهر القادمة “لنعمل مع شركائنا وأصدقائنا على توفير ما تحتاجه الوكالة من الدعم”.

وفي رد على سؤال، قال الصفدي إن “مجموعه ستوكهولم، وألمانيا عضو فيها، انطلقت من أجل إيجاد الآليات التي تسمح بحشد الدعم للوكالة، وعقدنا اجتماعات عديدة على مدى الاشهر الماضية على مستوى الوزراء وأيضا على مستوى الخبراء وتوافقنا على خريطة طريق لحشد الدعم الأونروا.”

وقال “أشكر السويد على كل ما تقوم به، ليس فقط على حشد الدعم للوكالة ولكن أيضا على المساعدات السخية التي قدمتها وتقدمها للوكالة، وأشكر أيضا ألمانيا، التي هي شريك رئيس لنا في جهود دعم الوكالة، وزادت الدعم الذي تقدمه للوكالة، وكان لدعمها اثر كبير في مساعدة الوكالة في سد العجز المالي الخطير الذي تواجهه. ”

وقال الصفدي “أقف بين زميلين ملتزمين بشكل كامل بتوفير الدعم للوكالة وكان لما قدمته بلادهما من دعم أثر كبير على مدى السنوات الماضية التي واجهت عبرها الوكالة صعوبات مالية كبيرة.”

وقال “سنستمر في العمل من أجل حشد الدعم الذي تحتاجه الوكالة لأن عدم قدرة الوكالة على تقديم خدمات للاجئين يعني حرمان اكثر من خمسة ملايين لاجئ من حقوقهم في التعليم والمعالجات الصحية والعيش الكريم.”

وأضاف أنه “إلى جانب هذا الجهد كما قلت هو جزء من جهد اكبر. نحن أيضا نعمل معا من أجل إيجاد أفق افق سياسي لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة”

وزاد “نحن في المملكة نعتقد جازمين وهذا موقفنا الثابت الذي لا يتغير أن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع وأن حلها على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة، لتعيش بأمن وسلام بجانب إسرائيل وفق القانون الدولي ووفق مبادرة السلام العربية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يشكل خيارا استراتيجي اردنيا وعربيا وفلسطينا وهو ضرورة دولية أيضًا.”

وأكد الصفدي على دور السويد وألمانيا القيادي والريادي في مبادرة ستوكهولم للحد من الانتشار و نزع السلاح النووي.
وأشار الصفدي إلى الشراكة المتينة بين المملكة وألمانيا والسويد وإلى “التعاون الكبير الذي يميز العلاقات بيننا وأيضا في إطار الاتحاد الأوروبي الذي يشكل شريكا رئيسا.”

وقال الصفدي ” نثمن كل ما يقوم به البلدان على مستوى العلاقات مع المملكة وعلى مستوى جهود تحقيق الامن والاستقرار في إطار الاتحاد الأوروبي “.

وفي رد على سؤال قال الصفدي “المنظمات الإرهابية تعتاش على الفوضى وغياب الأمن وغياب الاستقرار، وبالتالي اذا أردنا ان نهزم تلك المنظمات لا بد أن نعمل على حل الصراعات وإنهاء حالات الانهيار التي للأسف تشهدها العديد من الدول العربية.”

وقال إن خطر وصول السلاح النووي الى منظمات إرهابية خطر حقيقي “ونتعاون معا ضمن اكثر من مظلة دولية وأداة عمل متعددة الاطراف من أجل الحد منه.”

وقال الصفدي أن رؤية المملكة التي يؤكدها جلالة الملك عبدالله الثاني دائما هي وجوب “التعامل مع تحديات المنطقة بشكل شمولي يأخذ بعين الاعتبار ترابط هذه القضايا، والهدف في النهاية حل الأزمات على أسس تضمن ديمومتها وإيجاد مساحة اوسع من التعاون بيننا في المنطقة ومع شركائنا في المجتمع الدولي، والاستفادة من ظروف الاستقرار التي سيولدها حل هذه الصراعات لبناء الرخاء وبناء مستقبل افضل لشعوبنا”.

وفي رد على سؤال قال الصفدي “موقفنا في المملكة واضح، نريد منطقة شرق اوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، وهذا يشمل كل دول المنطقة. اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية التي وقعت في العام ١٩٩٤ نصت بشكل واضح على بناء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.”

وأضاف “نحن نتعامل مع هذا الموضوع بمعيار واحد: على جميع الدول ان تلتزم بالمعايير الدولية والالتزامات الدولية بما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل، طالبنا اكثر من مرة ان تسمح إسرائيل للمجتمع الدولي ان يتفقد اي منشآت نووية لديها وفق القانون الدولي أيضا.”

وزاد الصفدي “نحن نتحدث بلغة واحدة ويجب على الجميع ان يلتزم بالاتفاقات والتشريعات الدولية، وما نقوله بما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل يشمل كل دول المنطقة بما فيها إسرائيل ايضا.”

ومن جانبه ذكر وزير الخارجية الألماني أن هذا اللقاء هو الأول له هذه السنة في الخارج وهي انطلاقة جيدة لهذا العام الذي قد يتحول إلى سنة القرارات المصيرية فيما يتعلق بمراقبة التسلح النووي ونزع السلاح في العالم. وقال إن مراقبة التسلح ونزع السلاح هي مواضيع مهمة أكثر من أي وقت مضى، ويشكل لقاء اليوم بداية ممتازة للقرارات المصيرية التي يجب اتخاذها خلال عام 2021، مضيفاً أن لقاء اليوم جاء في الوقت المناسب.

وقال إن إعلان طهران إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 20%، انتهاك جسيم لا يُمكن قبوله في خطط العمل الشاملة المشتركة.

وتحدث عن أهمية ألا يشهد الوضع تصعيداً إضافياً وألا تفرط إيران في آخر لحظة بفرصة إنقاذ هذه الخطة. وحث إيران على التنازل بدلاً من تأجيج الوضع، مشيراً إلى وجود اتصال دائم مع من تبقى من الشركاء المعنيين بخطة العمل الشاملة حول الاتفاق النووي مع إيران.

من جهتها أشارت وزيرة الخارجية السويدية إلى أن الهدف من الاجتماع هو التقدم بشكل قوي لنزع السلاح النووي قبل المؤتمر العاشر لمراجعة معاهدة عدم الانتشار الذي سيعقد في نيويورك في شهر آب المقبل. ونوهت إلى أنه تم تبني قائمة اقتراحات للمراحل الجديدة لنزع السلاح العام الماضي في الاجتماع الوزاري في برلين، والذي يشمل إجراءات لتخفيف المخاطرة وزيادة الشفافية وبناء الثقة والسيطرة على الأسلحة.

وأضافت وزيرة الخارجية السويدية أنه تم اليوم مناقشة كيفية المضي قدماً وتبني خارطة طريق للعمل والمشاركة في نشاطات خلال الأسابيع والأشهر المقبلة مع الأخذ بعين الاعتبار التقدم الدولي الذي ساهم في الوصول إلى أجندة مشتركة، والاستمرار في التواصل مع كل الدول منزوعة السلاح النووي وتلك التي تمتلك السلاح النووي.





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق