في استسقاء الضحك

يوسف غيشان

 

كلما فتحت على موقع انترنت (محتوى عربي) وكلما تصفحت صحيفة أو مطبوعة ما، أجد أنها قد نشرت قصة الضحك الذي يفيد القلب ويمنع الجلطات، وتصلب الشرايين، لدرجة أني صرت شبه مقتنع بأن بالإمكان التدخين بشراهة والشرب والضحك بشراهة لتحيا حياة صحية متعادلة.

بما إننا جميعا نرزح تحت ضغوط نفسية عالية الوطيس فإن علينا الاستفادة من التجربة المصرية في مواجهة الصعوبات والضغوط بالضحك قبل بزوغ نتائج تقارير علماء الفرنجة، فقد يكون الضحك مانعة صواعق ضد الجنون والعطب النفسي، وقد يكون الضحك وسيلة للهزء من الظلم والظالمين، وقد يكون الضحك وسيلة للتغلب على القدر والموت اللاإرادي.

ربما نستطيع افتتاح مضاحك كبرى في المدن والأرياف العربية، حتى نستدعي الضحك الاصطناعي (مثل المطر الاصطناعي) بما أن قلوبنا مطفية وأرواحنا مثقوبة عاجزة حتى عن مجرد الابتسام.

سماعات عملاقة على مداخل المدن يتم تشغيلها في ساعات الصباح وفي ساعات المساء لإصدار قهقهات عالية يضطر المواطن إلى مجاراتها تماما كالتثاؤب اللاإرادي من اجل استمطار الضحك داخل الأرواح المهترئة.

و نظل نضحك، نضحك… نضحك، حتى نطق ونموت من الضحك على أنفسنا، فأن تموت ضاحكا باسما أفضل من أن تموت باكيا شاكيا، ومن لم يمت بالسيف مات بالكندرة.

على كل حال أتمنى ألا أموت قبل أن أحصل على حقي في مطعوم الكورونا.

الدستور





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق