كتاب يعاين دوائر السرد في رواية (عذبة) لصبحي فحماوي

هلا أخبار – صدر حديثا عن دار جليس الزمان للنشر والتوزيع، كتاب بعنوان “العذوبة والعذاب في رواية (عذبة) لصبحي فحماوي” من إعداد وتقديم الشاعر نضال برقان.

يتضمن الكتاب مجموعة من الرؤى النقدية والدراسات الأسلوبية، منها ما هو انطباعي تأملي، ومنها ما هو أكاديمي ومنهجي، وهي في مجملها تقدم رؤية بانورامية حول الرواية، وتتيح تجوالا في المختبر الإبداعي الذي خرجت “عذبة” من رحمه، كما تضيء على مجمل التجربة الإبداعية للروائي فحماوي.

وفي تقديمه للكتاب رأى برقان أن “عذبة” تمثل “رواية وطنية انشغلت بكبرى القضايا التي واجهت العرب في العصر الحديث، قضية فلسطين، انفتحت على فضاءات التاريخ، والواقع المعيش، والمتخيل، إضافة إلى ملامح غرائبية، تندرج في إطار مفهوم (الأدب الملتزم)، فثمة في الرواية انحياز للحرية والتحرر، وثمة رفض لكل أشكال العنف الذي مارسه المعتدي المحتل على أصحاب الأرض من الفلسطينيين، وثمة التزام بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، على غرار حق العودة وتقرير المصير، ولعل ذلك الالتزام تسلل إلى الرواية بتأثيرات وجودية لدى المؤلف.

وبحسب برقان، فإن دوائر السرد تزدحم في الرواية، وتتوالد من بعضها بعضا بشكل عفويّ، يخفي تحته دراية واسعة بالتقنية السردية وأدواتها الفنيّة الجديدة، وثقافة غزيرة كانت قد تشربت الموروث الفلسطيني، من منابعه الأصيلة، حتى أصبحت مرآة تعكس، بأمانة وجمالية، تفاصيل الذاكرة الجمعية.

وحوى الكتاب مقدمة ثانية للروائي فحماوي بعنوان “روايتي الأولى” قال فيها: “على الرغم من أن (عذبة) كانت الرواية الأولى في سردياتي الروائية، إلا أنني ما زلت أعتبرها الرواية الأهم، والأنضج، والأكثر تعبيرا عما يسكنني من عذابات التهجير، وذلك بعد أن فقدنا المسكن والسكون في وطني، مثل سائر المشتتين من هذا الشعب الفلسطيني الذي أُفقد بوصلته، فتاهت به شمسه.. وبالتالي فقد ظله، فتغرّب في بلاد كانت تلفُظه أينما حل”.

وتضمن الكتاب الرؤى والدراسات الآتية: “(عذبة) وحتمية العودة إلى فلسطين” للناقد د.محمد حسن عبد االله، “مركزية الاغتراب في رواية (عذبة)” للناقد د.محمد صابر عبيد، “(عذبة) والهمُّ الوطني” للناقد د.حسين جمعة (سوريا)، “(عـذبـة).. توثيق رصين ودقيق لسنوات الشتات” للناقد د.حسين جمعة (الأردن)، “العودة إلى فلسطين في رواية (عذبة)” للشاعر محمد ضمرة، “الطفولة في زمن النكبة في رواية (عذبة)” للناقدة د.عالية صالح، “الاتكاء على التراث وتوظيف السخرية في رواية (عذبة)” لفوزات رزق، “البحث عن البطل في رواية (عذبة)” للكاتب د.عمر الخواجا، “رسم الشّخصيّات وتنوّعها في رواية (عذبة)” للباحث أمين خالد دراوشة، “(عذبة).. عذابات الوطن” للباحث توفيق الشيخ حسين.

كما تضمن الكتاب: “مشاهد المعاناة الفلسطينية في رواية (عذبة)” للأديب رائد محمد الحواري، “(عذبة).. حرب طروادة جديدة” للأديب نازك ضمرة، “(عذبة).. رواية مطرزة بغابات البلوط والغزلان السابحة في الضباب” للدكتور رباح حلبي، “التركيبة الأهوائية في رواية (عـذبـة)” للناقد فؤاد عاقل، “العُذوبَةُ في الحَياةِ الفِلسطينيّةِ مَا قَبْلَ عذاب الهِجْرةِ في
رواية (عذبة)” للباحثة إلهام الشرع.

كما يتضمن الكتاب (صفحات يافاوية من رواية “عذبة”)، وهي مقاطع مختارة من الرواية، فيها حنين للمدينة المحتلة، كما تقدم مصداقا جماليا لكثير مما ذهب إليه الباحثون والدارسون للرواية في هذا الكتاب.

وكان برقان، وهو مدير الدائرة الثقافية في صحيفة “الدستور”، أصدر خمس مجموعات شعرية، وكتابا في الدراسات الأدبية بعنوان “مقاوم من أجل الحياة.. هشام عودة شاعرا”.

أما صبحي فحماوي، الذي حاز جائزة الطيب صالح” عام 2014 -عن مسرحيته “حاتم الطائي المومياء”، فقد أصدر اثنتي عشرة رواية هي: “عذبة”، “الحب في زمن العولمة”، “حرمتان ومحرم”، “قصة عشق كنعانية”، “الإسكندرية 2050” ،”الأرملة السوداء”، “على باب الهوى”، “سروال بلقيس”، “صديقتي اليهودية”، “قاع البلد”، “اخناتون ونيفرتيتي الكنعانية”، و”حدائق شائكة”. له تسع مجموعات قصصية، وسبع مسرحيات.





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق