الصفدي يزور روسيا مطلع شباط ويلتقي لافروف

قلقون من عودة بعض القوى الإرهابية إلى الجنوب السوري

** نسابق الزمن بسبب الإجراءات الأحادية الإسرائيلية على الأرض والتي تقوض حل الدولتين

** كلما حللنا الخلافات عززنا العمل العربي المشترك

** توّلي الإدارة الأمريكية الجديدة مسؤولياتها يتطلب تنسيقا عربيا مشتركا

** نتطلع إلى العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة لإحراز تقدم في تسوية القضية الفلسطينية وفق القانون الدولي

** نوظف علاقات الأردن من أجل خدمة قضايانا العربية

** تحقيق المصالحة الفلسطينية مصلحة عربية

** الأزمة السورية طالت ولم نر استراتجية شاملة للتوصل إلى حل

**  الأردن لا يفاوض بالقضية السورية بل يعمل لإيجاد أفق للحل

** وفرنا 170 ألف تصريح عمل للاجئين وهذا أربعة أضعاف ما يوفره الاقتصاد الأردني من فرص عمل

 

هلا أخبار – قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إنه يتطلع إلى العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل إحراز تقدم حقيقي في جهود تحقيق التسوية السلمية للقضية الفلسطينية والمرتكزة إلى حل الدوليتن وفق القانون الدولي بما يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران من عام 1967.

وأضاف خلال مقابلة عبر قناة سكاي نيوز عربية، مساء الأحد، أن هناك حاجة للحل سواء للمنطقة أو العالم، مشيرا إلى أن تعثرا كبيرا في الجهود السلمية الفترة الماضية، ما يجعل من العودة لمفاوضات جادة وحقيقية أمرا ضروريا.

وأكد الصفدي أن الأردن ينسق مع فلسطين والأشقاء والمجتمع الدولي من أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي جديد للمفاوضات، لافتا إلى أن “القضية الفلسطينية هي المركزية الأولى والسلام الشامل والدائم الذي نريده والذي يشكل خيارا استراتيجيا عربياً لن يتحقق إلا بعد التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية”.

وبين أننا نسابق الزمن إذ إن هناك إجراءات أحادية إسرائيلية على الأرض تقوض حل الدولتين وتنسف الأسس التي قامت عليها العملية السلمية وبالتالي لابد من تحرك فلسطيني عربي دولي من أجل وقف الإجراءات والعودة إلى مفاوضات حقيقية.

وحول الاجتماع الذي عقد مؤخراً بين الأردن ووزير خارجية فلسطين ووزير خارجية مصر، وإصدار بيان مشترك، قال الصفدي “هناك موقف عربي دائم، الفلسطينون والعرب أجمعوا منذ فترة طويلة على أن المفاوضات هي السبيل لتحقيق السلام، وقد تعثرت في السابق، والتحدي الآن هو العودة لها وفق ثوابت معروفة تجسدها المبادرة العربية وهي الطرح الأكثر شمولا للسلام  مع إسرائيل والدول العربية شرط أن تنسحب من الأراضي العربية التي احتلتها منذ عام 1967”.

وبين الصفدي أن المفاوضات التي يجب أن تسير بالشكل المطلوب لابد أن يرافقها توقف من إسرائيل عن الإجراءات الأحادية والتي تقوض حل الدولتين وتنسف معادلة الأرض مقابل السلام، ولابد من تحرك عربي منسق مع المجتمع الدولي من أجل العودة إلى المفاوضات.

وأضاف أن التركيز على الحل الواحد يجبر المجتمع الدولي برمته على أن يقرر كيف سيتعامل مع إسرائيل، هل هي عنصرية على أساس نظام الأبرتهايد أو اسرائيل ديمقراطية وهذا يعني اعطاء الفلسطينين جميع حقوقهم السياسية.

** العلاقة مع الخليج

وحول المصالحة الخليجية خلال الفترة الماضية، قال الصفدي: المصالحة تحققت وهذا أمر ندعمه وفيه مصلحة عربية مشتركة وكلما حللنا الخلافات عززنا العمل العربي المشترك، وعلاقاتنا مع السعودية مثل جميع الدول العربية جيدة، نعمل معا وندرك أن التحديات الكبيرة تتطلب تنسيقا أعمق لمحاولة تحديد أولويات المرحلة المقبلة من أجل خدمة مصالحنا المشتركة.

وتابع أن المملكتين (الأردنية والسعودية) تجمعهما علاقات تاريخية متميزة مبينا: “نحن على أبواب مرحلة جديدة بتولي الإدارة الأمريكية الجديدة مسؤولياتها ما يتطلب تنسيقا عميقا بيننا وبين المملكة العربية السعودية وجميع الأشقاء من أجل أن نحدد ما هي أولوياتنا في المرحلة المقبلة”.

وأشار إلى أن منطقتنا مليئة بالتحديات وهذه الأزمات مترابطة، و”نعرف أننا سنكون أكثر قدرة على مقاربتها بشكل فاعل إذا ما عملنا معا. وهذا التنسيق يهدف إلى بلورة رؤية عربية مشتركة حول كيفية العمل الجماعي والإسهام في تحقيق الاستقرار في المنطقة”.

وعن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للإمارات، قال الصفدي: إن علاقاتنا مع الإمارات استراتيجية وقوية ومتميزة ونتعاون في مختلف المجالات على المستوى الثنائي وعلى مستوى المقاربات حول الأزمات الإقليمية، بهدف التوصل إلى حلول ثابتة ودائمة، والعلاقة بين الزعيمين علاقة قوية والتنسيق مستمر ودائم.

وأضاف أنه لايمكن أن نتعامل مع الأزمات بالشكل الذي يخدم مصالحنا إلا من خلال تنسيق عربي، وكل هذا التواصل الذي يجريه جلالة الملك منصب حول كيفية ترتيب أوراقنا في هذه المرحلة الحساسة من أجل بلورة رؤية عربية تقدم طرحاً موحداً إزاء التحديات.

** العلاقة مع الإدارة الأمريكية الجديدة

وقال إن علاقاتنا مع الإدارة الأمريكية الجديدة والولايات المتحدة قوية ومتجذرة وبالتالي هناك تواصل مستمر ونحن دائما نوظف العلاقات من أجل خدمة قضايانا العربية ومن أجل الوصول إلى استقرار المنطقة، والمرحلة القادمة ستشهد مزيدا من الانخراط من أجل إيجاد طريق للخروج من الأزمات التي كلفت منطقتنا الكثير، ويستدعي ذلك ترتيب البيت العربي وكيف نتحدث إلى المجتمع الدولي.

وأكد الصفدي أن الرئيس الأمريكي الجديد يعرف المنطقة جيدا ويعرف العملية السلمية وكثير من إدارته عملوا على المفاوضات، وثمة إدراكا بأهمية القضية الفلسطينية وحل هذا الصراع وسيكون هناك انخراط مكثف مع إدارته وبالتنسيق مع الأشقاء من أجل إيجاد أفق سياسي للعودة إلى المفاوضات والتوصل إلى السلام العادل والذي لا يمكن أن يتحقق إلا بحل الدولتين.

** القضية الفلسطينية

وحول القضية الفلسطينية قال الصفدي إن هناك شقين، الأول متعلق بالمفاوضات مؤكدا أن اتصالات دائمة يجريها الأردن مع السلطة الفلسطينية حتى نحدث التقدم  المطلوب بإنهاء الاحتلال نحو السلام العادل، والآخر هو المصالحة الفلسطينية التي ندعمها وندعم جهود مصر في ذلك.

وأكد ان تحقيق المصالحة الفلسطينية مصلحة عربية وضرورة من أجل توحيد الصف الفلسطيني الذي واجه تحديات ومخاطبة العالم بلغة فلسطينية موحدة، وسيواجه مزيدا من التحديات لكن ما أعلنه الرئيس الفلسطيني أنه وصل لاتفاق لتحقيق المصالحة مع حماس وأعلن عن موعد للانتخابات، وندعم هذا اجهد الذي يعتبر مصلحة فلسطينية وعاملا مساعدا لتوحيد الصف.

** الأزمة السورية

وحول الأزمة السورية، قال الصفدي إنها طالت ونحن في المرحلة السابقة لم نر استراتجية شاملة للتوصل إلى حل، وما نعمل عليه مع الأشقاء هو التوصل إلى رؤية شاملة لإنهاء الأزمة والتوصل إلى حل سياسي ينهيها ويعيد لسوريا الأمن والاستقرار ويعيد دورها الأساس ويخلصها من الإرهاب وينهي التدخلات الخارجية ويتيح الظروف التي تسمح العودة الطوعية للاجئين.

وأضاف، وفق ما رصدته هلا أخبار، أن الدول العربية هي التي تدفع الثمن الأكبر لأزمة سوريا، ولا يوجد دور عربي جماعي في جهود حل الأزمة السورية، وما نريده أن نتفق معا على منطلقات هذا الحل ونعمل من أجل استعادة الدور العربي.

وأشار إلى أن التقدم بالعملية السياسية المستهدفة إلى حل يقبله السوريون حتى تتوقف الأزمة ونسير إلى الأمام، وغدا تبدأ جولة جديدة في جنيف من محادثات اللجنة الدستورية وهذا أمر ندعمه لأنه يضعنا على طريق الحل السياسي، وما نريده حلا سياسيا يحفظ وحدة سوريا وتمساكها ويحقق لها الاستقرار ويعيد ظروف العودة الطوعية للاجئين إلى سوريا، ولابد أن يعودوا إلى وطنهم حينما تتوفر الظروف لذلك، والتي تستدعي حلا سياسيا يوقف الحرب وعملية إعادة بناء تتيح لهم العودة إلى مدنهم وقراهم وإيجاد أفق حقيقي لاستعادة حيواتهم في بلدهم.

ونوه بأن الأردن لا يفاوض بالقضية السورية، مبيناً “نحن لا نفاوض؛ فالقضية سورية وهم يفاوضون في ذلك، لكن نعمل على إيجاد أفق سياسي لذلك نتحدث مع الجميع، ونتحدث مع أوروبا وأشقائنا العرب وروسيا”، مضيفا “سأزور روسيا بداية الشهر القادم  وسألتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للحديث حول سوريا والقضية الفلسطينية وكل القضايا العربية التي تستدعي تنسيقا وحشدا دوليا لجهود حلها” وفق ما رصدته هلا أخبار.

وقال الصفدي، إنه ومنذ البدء تعاملنا مع اللاجئين من باب تقديم كل ما نستطيع من مساعدة وإسناد لهم على مستوى التعليم والخدمات الصحية والرعاية وفرص العمل، كما منحنا 170 ألف تصريح عمل للاجئين وهذا أربعة أضعاف ما يوفره الاقتصاد الأردني من فرص عمل، وتوجيهات جلالة الملك كانت واضحة بتقديم ذلك إلى حين توفر ظروف العودة الطوعية.

ولفت إلى أن الأردن كان أول من باشر تقديم مطعوم كورونا للاجئين قائلا “صحيح أن أول لاجىء حصل على التطعيم في الأردن”، منوها بأن الأردن يعتبر ثاني أكبر دولة مستضيفة للاجئين نسبة إلى عدد السكان.

وأضاف الصفدي “أننا قلقون حول كل ما يجري في سوريا، وحتى تستعيد عافيتها لابد من وقف القتال وتوفير متطلبات الحياة للشعب السوري، وفي الجنوب السوري هنالك حاجة كبيرة لإعادة البناء وقلقون من عودة بعض القوى الإرهابية إليه ومحاولة بعض الميليشات التمترس هناك ولابد من معالجات كبيرة تأتي في سياق حل كامل للأزمة السورية على أسس تضمن وحدتها واسقرارها”.

وأوضح الصفدي حول مَن يؤمّن الجنوب السوري، وإن كان الجيش الأردني يتدخل في ذلك، قائلاً “نحن لا نتدخل خارج حدودنا، وجيشنا يحمي حدودنا من خطر الإرهاب وتهريب المخدرات أو تسلل بعض الميليشيات، ودفعنا شهداء نتيجة عمليات إرهابية  تمت عبر الحدود، ولا نتدخل فيما يجري في سوريا”.

** الأردن ومصر والعراق

وحول الاجتماعات الثلاثية التي تعقدها الأردن مع مصر والعراق، قال الصفدي إنها ليست تحالفا، بل آلية عمل مشتركة، وثمة الكثير ما يجمع الدول الثلاث وهناك تعاون وليست إقصائية ونراها منطلقا لتعاون عربي أوسع.

وبين الصفدي، في حديثه، أننا لا نعتقد أن ثمة حربا أهلية في العراق لكن هناك تحديات أمنية، والجيش العراقي استطاع النصر على الميليشات الإرهابية، مشددا على ضرورة دعم جهود الحكومة العراقية والتي تتطلبه مصلحة المنطقة وأمنها واستقرارها.

وأضاف أن الحادث الذي ضرب بغداد مؤخراً، كان مؤشرا على أن الخطر الإرهابي لا يزال موجودا ويتطلب تعاونا جماعيا لإعادة البناء وتثبيت الاستقرار وأيضا أن نحيّد العراق من تبعات التوتر الإقليمي ولابد ألّا يكون العراق ساحة للأجندات الإقليمية والدولية، ويحتاج للدعم وتجذير النصر الذي حققه على الإرهاب، وفق ما رصدته هلا أخبار.

وعن زيارة السيسي للأردن قال الصفدي: لنا دور يكمل بعضه في جهود دعم الاستقرار وتنسيقنا مستمر ولم يتوقف، والزيارة جاءت في سياق ذلك.

وأضاف الصفدي: أن الملف شامل وتم بحث كل القضايا التي تشكل محط اهتمام للبلدين، مبينا “عندما التقى الملك والسيسي وضعا جميع الملفات على الطاولة بهدف تنسيق المواقف، ونحن ننسق مع الجميع وشهدت المرحلة السابقة حوارا أكثر عمقا بين جميع الدول، لأننا كلنا ندرك أن المرحلة القادمة تتطلب مزيدا من الجهود والتوافق على رؤى تأخذ اعتبارات كل دولة لكنها تبني على الجوامع.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق