تحضير لأول قمة عالمية للعمل الإنساني في الأردن


هلا أخبار

عقدت الثلاثاء في قصر المؤتمرات في البحر الميت المشاورات الإقليمية بهدف التمهيد للقمة العالمية للعمل الانساني في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا التي ستعقد في اسطنبول عام 2016 بمبادرة من الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون .

وشارك في المشاورات نخبة من ممثلي منظمة الأمم المتحدة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، والمنظمات الإقليمية، ومنظمات العمل الإنساني وأصحاب الخبرة دولياً ووطنياً، لبلورة الرؤى الإقليمية في الميادين الإنسانية.

وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جوده ان ظاهرة التطرف والارهاب تشكل منطلقا لازمات انسانية جديدة تواجهها المنطقة نتيجة الممارسات التي تقوم بها فئة ارهابية تدعي انها تمثل الدين الاسلامي، داعيا الى التفكير بخطوات مدروسة لمعالجة التحدي الذي يواجهه قطاع الشباب من تحديات كونهم مستهدفون من تلك الفئات.

واشار الى ان الاردن مازال يواجه التبعات الانسانية للازمة السورية واللاجئين السوريين، عبر التزاماته ضمن الإطار العربي والأخلاقي والاجتماعي والإنساني، وكذلك تحديا اقتصاديا كبيرا وان التحديات لم تنحصر في المجتمعات المحلية المضيفة، وإنما توسعت على مستوى الوطن، مضيفة أعباء باهظة على كاهل الموارد الاقتصادية والمالية والطبيعية المحدودة جداً.

وأكد أن الأردن يعمل بجهود حثيثة على توفير الدعم لمواجهة تداعيات اللجوء السوري للمملكة من خلال التنسيق مع الجهات المعنية وتقديم الخدمات اللازمة للتخفيف من الآثار السلبية مبينا أن شرع الأردن في تنفيذ خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية التي شملت مشاريع وبرامج تنموية في قطاعات التعليم، والطاقة، والبيئة، والصحة، والعدل، والسكن، والمياه، والنقل، والحماية الاجتماعية، وسبل العيش الكريم.

وقال جوده ان إجمالي التمويل المطلوب لتنفيذ هذه الخطة يبلغ حوالي 2.99 مليار دولار أمريكي مضيفا أنه على الرغم من توفر الإرادة الدولية لتقديم المساعدة، والبدء بتنفيذ بعض المشاريع على أرض الواقع إلا أن معظم تلك الوعود والتعهدات الملحوظة لم تترجم إلى دعم فعلي لتلبية الحاجات الحقيقية للأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وطالب المجتمع الدولي بتلبية الاحتياجات الإنسانية والصحية والمعيشية والتعليمية وتوفير مزيد من المساعدات اللازمة لتمكين الحكومة الأردنية من القيام بدورها الإنساني، فالجهود لن تكون مكتملة ما لم يتم توفير الدعم الأممي والدولي لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين بما يسهم في مواجهة تداعيات هذه الأزمة الإنسانية.

وأكد جودة أنه لا يمكن النظر لقضية اللاجئين الفلسطينيين بمعزل عن الصراع العربي الإسرائيلي بمجمله، فالقضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في المنطقة، وان التعامل معها وفق منظور شمولي يحقق مصالح الجميع. واشار الى أن الوضع المأساوي الذي يعيشه السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة جراء الحصار، والخروقات المتواصلة للقانون الدولي الإنساني، ومواثيق حقوق الإنسان المتمثلة أساسا في تصاعد وتشديد الحصار وتدمير الممتلكات وارتكاب سلسلة من الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين قد عمقت من معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، كما أنها ما زالت تمثل تهديداً حقيقياً ومتزايداً على الاستقرار والسلم والتنمية، وتقلص من إمكانيات تكريس الحقوق لتحقيق الحياة الكريمة للجميع .

وقال بما اننا أكبر دولة مضيفة ومانحة للاجئين الفلسطينيين، وانطلاقاً من التزامنا بمساندة كافة الجهود الرامية إلى دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بما يمكنها من القيام بمسؤولياتها ومواصلة تقديم الخدمات الإنسانية لهؤلاء اللاجئين، مؤكدا توفير الدعم اللازم للتصدي للضائقة المالية التي تمر بها الأونروا والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين خلال العام الحالي.

واعرب جوده عن أسفه إزاء استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وبطء جهود إعادة الاعمار، ومحدودية الموارد المتوفرة لدى وكالات الأمم المتحدة هناك، وتحديداً الأونروا التي باتت أيضاً بحاجة إلى مائة مليون دولار لتقديم الخدمات الحيوية والأساسية في قطاع غزة.

وشدد على إيفاء الدول المانحة بما تعهدت به في مؤتمر القاهرة لإعادة اعمار غزة الذي عقد في تشرين أول من العام الماضي.

وقال الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية الدكتور بدر الدين العلالي نسعى من خلال هذه المشاورات لتطوير منظومة العمل الانساني لنكون اكثر قدرة وتحركا على تخفيف معاناة من يقاسون ويتضررون من اوضاع انسانية فرضت عليهم .

واضاف ان واقع الازمات الانسانية المتزايد في منطقتنا العربية يضعنا وكل المعنيين بالعمل الانساني في مواجهة مسؤولية كبرى وان نطرح اهم التحديات التي اعاقت تقديم العون لأكثر من 36 مليون شخص على طاولة المشاورة .

وقال الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية في منظمة التعاون الإسلامي هشام يوسف ان المجتمع الدولي ينتظر نتائج هذه المشاورات كون المنطقة تشكل بؤرة الازمات الاقليمية الانسانية التي تجتاح المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية مضيفا انه يجب ايلاء معاناة المرأة والشباب والاطفال ومواجهة ظاهرة التطرف والارهاب في مناطق الازمات ومساعدتهم على تخطي الظروف التي تواجههم .

وقالت مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ فاليري آموس ان الاحتياجات الإنسانية كبيرة بالفعل في شتى أنحاء العالم ومن المرجح أن تتزايد ما دفع الامين العام للأمم المتحدة للدعوة لعقد اول قمة عالمية للعمل الانساني .

والمشاورات التي يستضيفها الأردن تستمر ثلاثة ايام تعقد بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) وبمشاركة كل من جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي –(بترا)

 





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق