الطويسي لـ”هلا أخبار”: مواجهة التطرف ليست بحجب المادة المتطرفة

*الطويسي يستغرب تراجع موازنة وزارة الثقافة الى النصف
*مفارقة في تاريخ الوزارات أن تُخفّض موازنتها 50 % بعد عقد من الزمن
*ثُلث عناوين مكتبة الأسرة ستُعنى بنشر ثقافة تواجه التطرف
*تعطيل برنامج التفرغ الابداعي بتبرير أنه اصبح تنفيعاً كان خاطئاً
*الوزارة تعمل على اعادة طباعة وتوزيع كتب من الفكر الاسلامي المستنير
هلا أخبار – أكدّ وزير الثقافة الدكتور عادل الطويسي على أن مواجهة التطرف والفكر المتطرف لا تكون بحجب المادة المتطرفة على الانترنت والكتب.
وقال الطويسي في حديث لـ”هلا أخبار” إن مواجهة التطرف تتطلب ايجاد البديل الذي يدعو إلى الفكر المنفتح والمستنير.
وكشف عن أحد البرامج التي تعكف الوزارة العمل عليها من خلال اعادة طباعة وتوزيع كتب من الفكر الاسلامي المستنير ممن كتبها علماء أجلاء مثل ابن رشد، بحيث يتم توفيرها إما بالاهداء أو باثمان مناسبة كالتي تباع بمكتبة الاسرة.
وبين الطويسي أن مواجهة التطرف تكون بالمسرح أيضاً وبالأفلام الوثائقية والأغنية الموجهة لعدم ترك الساحة الى دعاة الفكر المتطرف، وزاد “فالاجيال الجديدة الساحة أمامها مفتوحة ومن السهل الدعوة الى الفكر المتطرف”.
ولفت إلى أن عناوين مكتبة الاسرة المقبلة ستُركز على نشر الفكر المعتدل والوسطي والذي يدعو لقبول الاخر وثقافة الحوار، وقال “هنالك 60 عنواناً في المكتبة وسيُعنى ثلثها بنشر الثقافة التي تواجه ثقافة التطرف”.
واوضح أن فلسفة المكتبة تقوم على توفير الكتب بثمن رمزي وهنالك اقبال منقطع النظير عليها وسيتم توفير اعداد كافية وعناوين ملاءمة لمواجهة الأفكار الظلامية.
*خطة الوزارة :
وحول خطة الوزارة واستراتيجيتها لدعم النشاط الثقافي والفني في المملكة، قال الطويسي ” اعلنتُ اكثر من مرة أننا نعمل حالياً على إعداد خطة تنمية ثقافية للأعوام (2017 – 2019م)، وستتضمن عدة محاور منها محور للمشاريع القديمة التي اثبتت جدواها وفعاليتها من مكتبة الاسرة ومدن الثقافة والتفرغ الابداعي الذي كان مُجمداً ومكتبة الطفل المتنقلة”.
وأشار إلى محور مهم لمواجهة التطرف من خلال انشاء مرصد لمتابعة للتطرف في البلد بحيث يصدر تقارير دورية وبرامج للتعامل مع هذا الفكر.
وقال وزير الثقافة ” نُعد الخطة واتوقع ان تنجز خلال اسبوعين بحيث ستُعلن بعد موافقة مجلس الوزراء عليها”، وتابع ” الخطة استراتيجية ولم نسلقها ولا بد من استشارة الوسط الثقافي والفني والاعتماد على التغذية الراجعة”.
*موازنة الوزارة :
وشكا الطويسي من الموازنة التي كانت مخصصة لوزارة الثقافة معرباً عن استغرابه لإنخفاضها ، وقال ” لا اعلان لاي برنامج قبل حلول موازنة 2017، حيث اتيت على الموازنة في شهر 6 وهي شبه خالية”.
واوضح الوزير أن موازنة الوزارة لهذا العام بلغت (8) ملايين دينار وهي نصف موازنة عام 2007 حينما كان وزيراً في ذلك الوقت وكان مخصصاً لها نحو 15 مليون، وقال ” هذه مفارقة في تاريخ الوزارات أن تُخفّض 50 % بعد عقد من الزمن في الوقت الذي تكون فيها الزيادة الطبيعية 7 % أو توازي نسبة النمو على الأقل”.
وتابع ” كانت تعود خلال 9 سنوات بين 5 – 6 %، ونحن اليوم نعمل على ايجاد بديل”، موضحاً إمكانية اللجوء إلى صندوق دعم الثقافة والفنون الذي انشأ عام 2007 واستمر حتى العام 2008.
وقال إن ايرادات الصندوق ليست حكومية ونفقاته ليست جارية (أي صرف رواتب وبنزين وكهرباء وغيرها)، وهو يستهدف البرامج التنموية والثقافية، معرباً عن عدم رضاه لإيقاف عمل الصندوق وقال” نحاول ارجاع الصندوق الممول من القطاع الخاص”.
*دعم المبدعين :
وحول الإنتقادات التي كانت تطال أعمال الوزارة خلال فترات سابقة من عدم ايصال الدعم للمبدعين الحقيقيين علق الطويسي ” نتحدث عن ممارسات لا برامج، فبرنامج التفرغ الابداعي جُمّد قبل سنتين لأن أخطاء وقعت في عملية تنفيذه وليس الخطأ في الفكرة بل في التطبيق”.
وزاد الطويسي ” هنا الخلل فيمن يشرف على ادارة البرنامج من قبل الوزير الى الموظف الصغير والممارسة الخاطئة لا تعني تجميد البرنامج بل يجب تطوير عملية تطبيقه لكي يصل الدعم الى اصحاب الافكار الابداعية وعملية تجميد البرنامج لسبب انه اصبح تنفيعاً كان خاطئاً باعتقادي وأنا اليوم اعدته وسنضع آليات لوصول الدعم الى المستحقين”.
*دعم الكتب :
وعن دعم الأعمال الأدبية والكتب قال أن هنالك شكاوى من “الشللية” وهنالك من يسقط ايدولوجياته للمخطوطات التي تقدم، وتحصل أخطاء بسبب المقيم وهنا نعيد الحديث للممارسة لا الفكرة لذا نتحدث عن آلية تشكيل اللجنة وزاد ” نحن لا نسلخ الناس عن ايدولوجياتهم لكن يجب أن تشكل اللجان من ناس ثقات وعندهم موضوعية”.
وختم حديثه بالقول ” لا انفي وجود ممارسات خاطئة ووصول الدعم لغير المستحقين أو المبدعين لكن يجب أن يكون هنالك رصد للتجاوزات حتى نصل إلى الممارسة الايجابية في التعاطي مع كل هذه المسائل”.