“الإصلاح” النيابية تخلط الأوراق عشية الانتخابات

هلا أخبار – وائل الجرايشة – أعلن ممثلون عن كتلة الإصلاح النيابية المحسوبة على حزب جبهة العمل الاسلامي دعم الكتلة للمترشح أحمد الصفدي لموقع النائب الأول رئيس مجلس النواب.
ويتوقع أن يؤثر هذا الاعلان على مسار انتخابات المكتب الدائم التي ستنعقد يوم الأحد المقبل عقب افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس النواب – وفق مراقبين -، غير أن المشهد لم يُحسم بعد لصالح أحد المترشحين الذي يتنافس عليه كل من خميس عطية وخالد البكار بالإضافة الى الصفدي.
لكن من شأن هذا التحرك الذي يأتي عشية الانتخابات أن يعيد تشكيل الخارطة الانتخابية لمقاعد المكتب الدائم لمجلس النواب (النائب الثاني والمساعدان) وربما ينعكس على انتخابات اللجان النيابية.
وبدأت وتيرة الحراك على موقع النائب الأول للرئيس ترتفع خلال الساعات الماضية، حيث افضت “جاهة نيابية” تحركت مساء الاربعاء الى اقناع النائب نصار القيسي بالعدول عن الترشح لموقع النائب الأول.
وبينما رشحت أنباء عن وعود تلقاها النائب نصار القيسي بدعمه لرئاسة اللجنة المالية اذا فكّر بها، أخذ القيسي تعهدات خلال زيارة الوفد النيابي له بعدم اعاقة ترشحه مستقبلاً لأي موقع بالمكتب الدائم، على أن يتاح له الترشح دون منافسة أحد من المترشحين الحاليين وهو الأمر الذي لم يُعلن عنه بشكل رسمي من قبل أي طرف.
سبق هذا اللقاء دعوة غداء اقامها النائب المخضرم عبد الكريم الدغمي ظهر الاربعاء في منزله، والذي على ما يبدو يسعى لتجسير الفوارق على مقعد النائب الأول وربما المساهمة في دعم أحد المترشحين بعينه، وبرغم ذلك علّق نائب حضر الدعوة “لم نتحدث عن الانتخاب ولم يُطلب من أحد الانسحاب لصالح أحد”.
وعقب اللقاءين الذي حضر ثانيه رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة والمرشحون الثلاثة لموقع النائب الأول لم يُعلن لصالح مَن ابتعد القيسي عن المنافسة، بيد أن الآراء النيابية تتباين حول أكثر المستفيدين من هذه الخطوة وإن كان الداعمون لخطوة عدوله عن الترشح يرونها لصالح مرشح بعينه.
في أعقاب ذلك، بدت كتلة الإصلاح النيابية تخلط الأوراق أكثر من أي كتلة أخرى لسبب يتعلق بوحدة موقفها وتراكم أصواتها على أخرى، وإن كان عارفون ببواطن الأمور يرون إمكانية أن “يشب” نواب في الكتلة عن “طوق” الموقف العام يتراوح عددهم بين 3 – 4 نواب.
وفي الوقت الذي يرى مقربون من المترشح خميس عطية موقف كتلة الاصلاح النيابية مفاجئاً وليس في صالحه البتّة، يعتقد مقربون من النائب خالد البكار أن كتلة الإصلاح ربما تتجه لتكتيك يسعى للإطاحة به من الجولة الأولى على أن يُغيّر نواب “الإصلاح” موقفهم بعد انتقال الانتخابات الى المرحلة الثانية.
وبينما يقول مطلعون إن تحركات كتلة الإصلاح تقودها النائب ديمة طهبوب الناطق الاعلامي باسمها وهي التي حضرت برفقة نائبين اسلاميين هما (احمد الرقب، ومصطفى العساف) أحد لقاءاي الأربعاء (لقاء الدغمي)، يشيرون إلى أن النائب صالح العرموطي يرافقها في هذه التحركات.
العرموطي الذي اتصلت به “هلا أخبار” لمعرفة توجهات الكتلة وموقفها مما يجري في الساعات الأخيرة، رمى الكرة في ملعب رئيس الكتلة عبد الله العكايلة “المكلف بادارة الملف” – على حد وصفه-، غير أن مقربين من العكايلة أشاروا إلى أن الرجل شحيح الحديث في هذا الجانب بل يصل الأمر به إلى عدم رضاه عما يجري.
وظهر النائب خليل عطية شقيق المترشح الى موقع النائب الأول خميس عطية عبر صفحته على “فيسبوك” منتقداً التحركات الأخيرة لمن وصفهم بـ “الاخوان المسلمين”، ويعتقد خليل عطية أن قرار “الإصلاح” يأتي مناكفة شخصية له لمواقف متعددة – وفق ما نقل مقربون عنه لـ “هلا أخبار”.
“الإصلاح النيابية” سبق وأن طرحت أحد أعضائها مرشحاً لموقع المساعد (النائب موسى الوحش)، بينما رشّحت كتلة الوفاق الوطني النائب الصفدي لموقع النائب الأول، وفيما يجري الحديث عن ترشح النائبين صوان الشرفات وشعيب شديفات لموقع المساعد.
واعلن النائب عبد الله عبيدات بشكل مستقل لموقع النائب الثاني، كما اعلن النائب احمد هميسات ترشحه لذات الموقع بشكل مستقل، ويترشح على الموقع أيضاً النواب سليمان الزبن واحمد اللوزي ومفلح الخزاعلة المدعوم من كتلته التي يرأسها (كتلة التجديد).
فيما البكار تدعمه كتلة الديمقراطية التي يرأسها لموقع النائب الأول ويؤكد حظوظه الجيدة بين زملائه، أما عطية فيحوز على دعم عدد من النواب خارج نطاق الكتلة بعد أن انسحب من “الديمقراطية” متكئاً على سيرته في ادارة الجلسات خلال ترؤسه المجلس كنائب أول للرئيس في الدورة العادية الأولى، أما الصفدي فيرى – بحسب مقربين – “أن كل ما يجري أمر طبيعي طالما أننا نتحدث عن انتخابات لا تخلو من التكيتك”.
وتبقى المعركة الحقيقية على موقع النائب الأول للرئيس في ظل استمرار بقاء رئيس مجلس النواب في موقعه للسنة الثانية على التوالي بحكم الدستور، ولا تزال التكهنات بشخصية الفائز بموقع النائب الأول محل جدل ونقاش بخاصة أن كتلاً لم تعلن موقفاً حاسماً وداعماً لأي من المترشحين.