ميركل “تحلم” بخط سككي مباشر بين عمان والجامعة الألمانية الأردنية

** ميركل تؤكد على أهمية استقرار الأردن بالنسبة لألمانيا 

** الألمان يشعرون بالأمان حين يذهبون إلى الأردن

** تنصح الأردن بالاستئناس بتجربة أستونيا للتحول الرقمي

** تؤكد على ضرورة أن يتعلم الشباب الأردني بشكل أفضل للحصول على وظيفة جيدة

** تعرب عن سعادتها بنسبة الطالبات المرتفعة بالجامعة الألمانية الأردنية

** ميركل للشباب :حاولوا الإيمان بمستقبل الأردن حتى وإن كانت هناك مشاكل كثيرة

** ميركل تدعو الشباب الأردني لأن يفكر بحل لانتشار الأكياس البلاستيكية

** ميركل تعتقد أن اجازة الأبوة في الأردن 3 أيام غير كافية

** ميركل تدعو إلى ايجاد عدالة بتوزيع المياه بين الأردن واسرائيل

** يجب ايجاد مقاربة مشتركة بين القوى الخارجية المنخرطة في الأزمة السورية  

** ميركل تدعو إلى تطوير جدول عمل مشترك بشأن سوريا  يهدف إلى تعديل دستوري

** أهمية تشجيع ممثلي المعارضة السورية على الانخراط بالعملية السياسية.

** ميركل تخشى من أن يحد المرسوم الرئاسي السوري من عودة اللاجئين لبلادهم

** طالما غاب التحول السياسي في سوريا فلن نساعد بالإعمار

هلا أخبار – سامر العبادي – قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن بلادها تؤمن بأن التعليم الجيد هو الطريق الأفضل للمستقبل، وأن استثمار بلادها في التعليم بالأردن جاء لتكريس استقرار الأردن.

وأضافت خلال جلسة حوارية عقدتها صباح الخميس في الجامعة الألمانية الأردنية أن إنشاء الجامعة الألمانية الأردنية بالمملكة جاء بهدف رفع سوية الطلبة وتمكينهم من الحصول على فرص بسوق العمل.

وأكدت أن هذا الاستثمار يأتي لإيمان بلادها بأهمية استقرار الأردن، قائلة للطلبة : ” نحن نؤمن أن التعليم هو مفتاح الحياة الأفضل، ويهمنا أن نضمن لكم مستقبلاً جيداً، فعندما تكنون بحال جيدة نكون نحن كذلك”. 

* تجربتها السياسية :

واستعرضت ميركل، في حوارها مع طلبة الجامعة، أوجه تجربتها السياسية ومحطاتٍ من سيرتها الذاتية، قائلة إنها برغم دراستها العلمية إلا أنها انتقلت للمجال السياسي عقب عام 1989 ووحدة الألمانيتين الشرقية والغربية.

 وبينت أن عملية التحرر والوحدة التي حققتها ألمانيا الشرقية – آنذاك- وصولاً إلى الوحدة، جاءت لإيمان الشعب الألماني بضرورة عدم عودة الساسة الألمان المكرسين للديكتاتورية في ألمانيا الشرقية إلى الحكم، “وكان من الضرورة بمكان أن يتولى المسؤولية من يملكون حساً نقدياً تجاه نظام ألمانيا الشرقية”.

وأشارت إلى أنها كانت وزيرة في الحكومة الوحيدة المنتخبة بألمانيا الشرقية، حاثة الطلبة على تدريب أنفسهم على المهارات المختلفة، وقالت ميركل “إن الأمر في السياسة مختلف عن الأمر في الطبيعيات حيث دراستي، إذ لم أعتد على التغيير بسهولة بل بالعمل والتعاون مع الجميع”. 

*دعم ألمانيا للأردن:

وفي سياق ردها، على سؤال عن الدعم الألماني للأردن، أوضحت المستشارة أن بلادها تحاول دعم التنمية المستدامة وأن  إسهام بلادها يتركز على  دعم الأردن في مجالي الطاقة والمياه.

وبينت أن شح الموارد في الأردن يدفع بلادها إلى التركيز على الاستدامة في إدارة موردي المياه والطاقة، “إذ  تعتبر المياه  شحيحة في الأردن”، بالاضافة إلى ديمومة الطاقة التي تعتبر ذات سعر مرتفع.

وأشارت ميركل إلى ضرورة تقديم الدعم إلى الشرائح المحتاجة له، في سياق ردها عن سؤال في حال واجهت بلادها تظاهرات شبيهة بالأردن، قائلة: ” عندما يكون هناك انطباع أن تظاهرات عارمة إثر الشعور بعدم العدالة الضريبية فيجب التفكير باقتراحات أكثر عدلاً”.

وأكدت على ترحيب بلادها بالطلبة الساعين إلى العلم، مبينة أن الألمان يشعرون بالأمان حين يذهبون إلى الأردن، مثلما يشعر الأردنيون بذلك. 

* حلول النقل:

وعبرت المستشارة الألمانية عن أملها في أن يبادر الجانب الأردني في طلب المساعدة لإيجاد حلول النقل، في سياق ردها عن سؤال حول دعم ألمانيا للنقل في المملكة، قائلة: “إن هذا القرار يجب أن يأتي من الأردن محدداً طلبه إن كان تعاوناً في مجال الحافلات أم المشاريع السككية داخل عمان أم غيرها”.

وأضافت : ” حلمي أن يكون هناك خط سككي مباشر بين عمان والجامعة الألمانية الأردنية  برغم أن الطبيعة الأردنية الحجرية تشكل صعوبة في ذلك”.

وقالت إنها من خلال مباحثاتها السياسية ستركز على التعاون الأردني الألماني في مجال الكهرباء، وذلك في حال توفرت الرغبة لدى الجانب الأردني بالمساعدة، داعية إلى انخراط القطاع الخاص في مثل هذه المشاريع، معتبرة أن مشاركته يعد اختراقاً حقيقياً. 

* قوانين ألمانية لهجرة التقنيين:

وكشفت عن توجه بلادها لسن قانون هجرة خاص بالعاملين في المجالات التقنية، مثل : هندسة الكمبيوتر والبرمجيات ونحوها من التخصصات التقنية، داعية طلبة الجامعة إلى التقدم بطلبات للحصول على عمل في هذه المجالات، نظراً لحاجة بلادها الكبيرة لمثل هذه الوظائف.

* تأخر بوتين عن مواعيده: 

وضمن حوارها وردها على أسئلة الطلبة حول سلوك بعض الساسة،  مثل الرئيس الروسي بوتين وتأخره المعتاد عن مواعيده بحسب سؤال طالبة، اجابت ميركل “أنها لم تلحظ ذلك بشكل جلي في لقاءاتها معه إذ كان ملتزماً بمواعيده ولكن أحياناً تضطر إلى انتظاره وهذا حدث معها في احدى اللقاءات في سوتشي  أخيراً”. 

* الرسوم الجامعية:

وحول رؤيتها تجاه تزايد عدد الطلبة الراغبين بالدراسة بالجامعات الألمانية نظراً للرسوم الباهظة، قالت ميركل: “إنه لا توجد رسوم دراسية بالجامعات الألمانية بالنسبة للمواطنين”، مشيرة إلى وجود ولايات ألمانية فيها التعليم مجاني للطلبة المغتربين.

وحول الرسوم الجامعية في الأردن ومقارنتها بألمانيا، قالت : ” إن الرسوم الجامعية ضئيلة في الأردن”، وأعربت عن تمنيها بأن تنخفض الرسوم الدراسية بالجامعات الأردنية، أو ايجاد دعم للمنح خاصة لمن لا يستطيع أهاليهم توفير مصاريف الدراسة.

واستعرضت عدداً من جوانب النظام التعليمي الألماني، والمتضمن نماذج مثل القروض للطلبة يسدد بعد إنهاء دراستهم، مبينةً أن هناك نماذج مماثلة في الأردن ولكن يجب تعزيزها.

ونوهت إلى أن بعض الطلبة لا يثقون بالنظام الدراسي المجاني، ” إذ إن الفكرة السائدة أن النظام المجاني بالعادة يكون سيئاً”.

وأعربت المستشارة عن ” انبهارها” بعدد الطلبة الأردنيين الذين يتقنون الألمانية، مؤكدة على ايمانها بأن بلادها تقدم نموذجاً جيداً بالتعليم خاصة للطلبة الوافدين وبجودة منتشرة بأنحاء ألمانيا.

وأشادت بنموذجية مشروع الجامعة الألمانية الأردنية للعلاقات بين البلدين، معربة عن أمنياتها بالتوفيق لأسرة الجامعة.

* نصائح للشباب الأردني:

وقدمت ميركل، عدداً من النصائح للشباب الأردني، بينها: “أن ينخرطوا في تحسين مستقبل الأردن، أي من أجل مجتمع يحاول حل مشاكله بنفسه”، مبينةً “أن تعليم الشباب الأردني الذين التقتهم جيد جداً”.

وأشارت إلى الحاجة للتواصل مع الشباب الذي لم يحظ  بفرصة جيدة بالتعليم، خاصة وأنهم لا يتمتعون بأمل كبير، وأكدت على ضرورة أن يتعلم الشباب الأردني بشكل أفضل للحصول على وظيفة جيدة،  ثم الانخراط بالسياسة، من أبواب حماية البيئة واستهلاك الموارد والطاقة وإدارة موارد مثل  المياه والكهرباء، عادةً أنها مجالات جيدة للإنخراط من أجل مستقبل مستدام للأردن.

وقالت للطلبة الحضور:”حاولوا الإيمان بمستقبل الأردن حتى وإن كانت هناك مشاكل كثيرة”.

وأعربت ميركل عن أسفها لوجود مشكلة بالأردن تتمثل بانتشار كبير للأكياس البلاستيكية، قائلة: “رأيت مشاكل الأكياس البلاستيكية في الأردن، وذلك من خلال تنقلي بالسيارة”، مشيرةً إلى ضرورة أن يفكر الطلبة في حل هذه المشكلة.

* كرة القدم لحل النزاع :

واعتبرت أن أنجع الوسائل لحل مشكلة السلام في العالم، هي حل النزاعات وحل العنف، هي كرة القدم بين الأطفال، مشيرة إلى أن التجربة الألمانية أثبتت جدواها خاصة في سياق التعايش بين الألمان واللاجئين.

وقالت : ” إن الأنشطة الاجتماعية تساعد على تجاوز هذه النزاعات”، إذ ليس من الصعب ايجاد ملاعب للأنشطة الرياضية ليساعد ذلك على التعارف وتجاوز النزاعات”.

* الأزمة السورية : 

وحول الأزمة السورية، قالت :” إن كثيراً من السُّنة السوريين تركوا بلادهم، ويجب ايجاد حل سياسي يضمن عودتهم لبلادهم، من خلال ايجاد طريق للتحول السياسي يكون في مصلحة الجميع هناك”. 

ونوهت إلى وجود كثير من القوى الخارجية المنخرطة في الأزمة السورية وتتوزع بين مجموعتين: الأولى مجموعة أستانة وهي دول: روسيا وايران وتركيا، أما المجموعة الثانية فهي دول : الأردن والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا السعودية.

وأشارت إلى أن المجموعتين تمتلكان أهدافاً مختلفة وقالت : ” إن القوى الخارجية المنخرطة بالأزمة السورية تملك توجهات مختلفة لذا فالأمر في غاية التعقيد”.

وتابعت : لذا فالهدف هو ايجاد مقاربة بينهما بمشاركة أممية، وذلك من خلال تطوير جدول عمل مشترك  يكون من بين أهدافه تعديل الدستور السوري، وتشجيع ممثلي المعارضة السورية على الانخراط بهذه العملية.

وأضافت “تحدثت مع الرئيس الروسي بالشأن السوري”، معربة عن تخوفها من المرسوم الرئاسي السوري المتعلق بأملاك اللاجئين وتسجيلها، معتبرة أن هذا المرسوم الرئاسي يحد من عودة اللاجئين السوريين لبلادهم.

* اعمار سوريا: 

وحول دور ألمانيا بإعمار المدن السورية، خاصة وأن ألمانيا تمتلك تجربة وخبرة نتيجة لتجربة الحرب العالمية الثانية، قالت: ” طالما غاب التحول السياسي فلن نساعد بالإعمار، أما بالنسبة للتجارب الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية، فلقد حاولنا الحفاظ على الشكل الأساسي للمدن، وبنينا منازل بداية ثم حاولنا اعادة الأماكن التاريخية، وعملنا على بناء البنية التحتية”.

وأشارت إلى ضرورة وجود حوافز ضريبية تترافق وعملية الإعمار، ” إذ لن ينجح إعادة الإعمار بالجهود الحكومية وحدها، ودون مشاركة القطاع الخاص”، مؤكدة على أهمية تخفيف الأعباء الضريبية الحكومية على الشركات الراغبة بالعمل في الإعمار لإتاحة المجال للقطاع الخاص والشركات . 

* التعاون الأكاديمي الألماني الأردني:

وحول الأمور الايجابية التي جنتها ألمانيا نتيجة لتعاونها مع الأردن في الجامعة الألمانية الأردنية، قالت: ” يسعدنا هذا التعاون النموذجي خاصة وأن أعداد المتقدمين للجامعة كبيرة”.

وبينت أن هذه الجامعة هي لتكريس هذا التعاون، بالاضافة إلى أن هناك مؤسسات ألمانية تجارية خاصة تعمل في الأردن، وبينت أن هذا الأمر يؤكد على أهمية استقرار الأردن بالنسبة لألمانيا.

وأعربت عن سعادتها بنسبة الطالبات المرتفعة بالجامعة الألمانية الأردنية والتي تزيد على (50%) خاصة وان تخصصاتها تعتمد على التخصصات التقنية.

* العمل والأسرة:

كما قدمت ميركل للفتيات الراغبات بتوفيق الأمور بين طموحاتهن ومتطلبات الأسرة، قائلة “أنا شخصياً ليس لدي أطفال”، مؤكدة على ضرورة وجود بنية تحتية ترعى أطفالهن مثل الحضانات، وعلى شرورة أن يساعد الآباء (الزوج) بذلك.

وقدمت نموذجاً ألمانياً تشريعياً، بقولها: ” في ألمانيا يوجد قانون عندما تحصل الأسرة على طفل فيمكن لأحد أولياء الأمور أن يبقى بالمنزل ويحصل على نسبة من الراتب، وإذا قام الأب بذلك فيحصل على امتيازات أعلى تتمثل براتب أضافي لشهرين”.

وأشارت إلى أن رعاية الآباء بالأطفال، أسهمت في تشغيل النساء، كما أن القانون كان مجدياً في الاقبال على الوظائف الجزئية، وأعربت عن أسفها لوجود فارق بين الأردن وألمانيا، “إذ تحصل الزوجة على اجازة أمومة لمدة (70) يوماً بينما الزوج يحصل على اجازة ابوة (3) أيام فقط”.

وشجعت الفتيات على الاضطلاع بالوظائف القيادية، بقولها: ” ثقن بأنفسكن بشكل أكبر وستتبعكن كثر”.

*الإرث الحضاري :

ووعدت ميركل ببحث امكانيات التعاون في مجال الإرث الحضاري، خاصة في ضوء ما تعرضت له بعض الآثار بسوريا، على يد عصابة داعش بسوريا والعراق، وقالت : ” عندما تبدأ اعادة الاعمار سيكون لنا دور في ذلك وفي إطار ما نمتلكه من خبرات”. 

* الهجرة :

وحول الخطط الألمانية للم شمل العائلات المهاجرة، قالت: ” ناقشنا هذه المسألة بألمانيا، إذ عندما يحصل على حق اللجوء، فله الحق أن يأخذ أسرته من الدرجة الأولى”.

وبينت أن ألمانيا سمحت بقدوم (1000) من أفراد الأسر شهرياً ممن حصل اباؤهم على حق اللجوء، مؤكدة أن مدن ألمانيا تعاني من أزمات بالسكن وهذا يشكل عبئاً كبيراً.

وأكدت على أن بلادها تأخذ هواجس مواطنيها بالنسبة للجوء بعين الاعتبار، بايجاد توازن بين الألمان واللاجئين. 

* مساعدة الأردن:

وحول مسؤولية ألمانيا تجاه اللاجئين السوريين بالأردن، قالت  :” سنقدم وقدمنا المساعدة الانسانية الضروية وسأتابع العمل على ذلك”، مبينةً أن هناك عجزاً دولياً في هذا الجانب لقلة التمويل، بينما ألمانيا قامت بدور كبير.

وأكدت على ضرورة تقديم الخدمات بشكل متساوٍ للأردنيين أيضاً، خاصة وأن عدد اللاجئين المتزايد يشكل ضغطاً على الخدمات والسكن، مشيرة إلى ألمانيا قدمت المساعدة للأردن من خلال مشروع مناطق اقتصادية ذات امتيازات جمركية معينة وتوفر فرصاً أكبر للعمل.

ونوهت إلى وجود هواجس لدى بعض الدول الآوروبية في أن تؤثر الامتيازات الجمركية الممنوحة للأردن على بضائعها، مثل الصناعات النسيحية التي تزدهر في دول أوروبية مثل اسبانيا والبرتغال.

ودعت إلى ايجاد عدالة بتوزيع المياه بين الأردن واسرائيل خاصة وما يعانيه الأردن في هذا المجال، قائلةً: “يجب أن يكون هناك تعاون أردني اسرائيلي في مجال تقاسم المياه وبعدالة بين الجانبين”.

* التحول الرقمي:

وأكدت على ايلاء ألمانيا أهمية كبرى للتحول الرقمي، وذلك من خلال الإدارة الجيدة، داعية إلى توفير الخدمات الحكومية عبر الانترنت في الأردن، ومثالاً على ذلك تنظيم القطاع الصحي.

ونصحت ميركل الأردن،  أن يلجأ إلى أستونيا للاستئناس بتجربتها بالتحول الرقمي، خاصة وأن الأردن بلد عدد سكانه قليل نسبة لبلدان العالم، معتبرة أن ذلك يشكل فرصة أمامه لبناء بنية متوافقة مع المستقبل.

 





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق