“الأوقاف” تشرف على (52) مدرسة بالقدس

** 3 مدارس شرعية و49 مدرسة أكاديمية يدرس فيها أكثر من 12 ألف طالب وطالبة
هلا أخبار- أكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الدكتور عبد الناصر أبو البصل، أهمية التعليم الشرعي في مدينة القدس، والدور الكبير الذي تقوم به مدارس التعليم الشرعي في الحفاظ على هوية القدس والمسجد الأقصى .
وقال في حديث “لتقرير القدس في عيون الأردنيين” الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الإثنين، ان الأوقاف الإسلامية في القدس ورثت تراثا كبيرا وعظيما من المحاضر التعليمية في مدينة القدس التي كانت حاضرة من حواضر التعليم في تاريخ العالم الإسلامي، مشيرا الى أن كل مدرسة ووقفية في القدس والمسجد الأقصى وأروقته تمثل كلية اسلامية وجامعة تعليمية .
وبيّن أنه منذ أن فتح الخليفة الراشد عمر بن الخطاب مدينة القدس وتسلم مفاتيحها، بدأت حركة العلماء وحركة الزيارة للقدس ومجاورة مسجدها، وبدأت الدروس والحلقات والكراسي العلمية في المدينة، التي رحل إليها عدد كبير من العلماء وأقاموا فيها ودرسوا في مدارسها، وكتبوا المؤلفات الكثيرة في مختلف العلوم الشرعية .
وأوضح أن هذا التاريخ والتراث العظيم ورثته المملكة الأردنية الهاشمية، منذ أن جاء الملك المؤسس عبدالله الأول رحمه الله، واعتنى في القدس التي كانت في قلبه ووجدانه، وأصدر مرسوما في سنة 1951، بإنشاء الهيئة العلمية الإسلامية برئاسة قاضي القضاة في ذلك الوقت، المرحوم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، للعناية بالمدارس والمعاهد الشرعية وإدارتها، مشيرا الى أن الهيئة العلمية الإسلامية أوعزت للشيخ عادل الشريف بتشكيل أول معهد ديني في المسجد الأقصى المبارك في عام 1958، وهذا المعهد وضعت له رؤية وأهداف، من أهمها أن يقوم على سد الفراغ في الخطابة والوعظ في المملكة، ثم أصبح هذا المعهد ثانوية الأقصى الشرعية المشهورة في المسجد الأقصى، ثم افتتحت ثانوية شرعية أخرى للبنات، ثم افتتحت مدرسة ثالثة، وهي التي كانت في الأصل الخانقاه الصلاحية، وأصبحت مدرسة الخانقاه الإسلامية بقرار من مجلس الوزراء .
وأشار الى أن المدارس والمحاضر العلمية التي ورثتها أوقاف القدس كثيرة، توجت بهذه المدارس الشرعية حاليا، بالإضافة الى عدد من دور القرآن والمصاطب والكراسي العلمية التي توجد في القدس .
وأوضح أن وزراة الأوقاف تشرف على عدد كبير من المدارس الشرعية وأكاديمية في القدس، منها ثلاث مدارس شرعية و49 مدرسة أكاديمية ، يدرس فيها أكثر من 12 ألف طالب وطالبة، وهناك بالإضافة الى المدارس دور القرآن التي يصل عددها الى أكثر من 30 دار قرآن، يشرف عليها من المدرسين، 137 موظفا في دور القرآن الكريم، وهناك عدد من المصاطب والكراسي العلمية، منها وقفية الملك عبد الله الثاني في القدس “وقفية الإمام الغزالي” التي يقوم عليها أستاذ كرسي متخصص يقوم بالعمل وفق قواعد الوقفية التي تمت قبل سنوات لرفد وتقوية التعليم، وتثبيت الإرث التاريخي للإمام الغزالي، والتعليم والمجاورة في القدس الشريف .
من جانبه أوضح مدير التعليم الشرعي في القدس والمسجد الأقصى، الدكتور ناجح بكيرات، أن التعليم الشرعي كان موجودا منذ بدايات الخلافة الإسلامية، وتمثل في المسجد الأقصى الذي يعتبر معقلا من معاقل العلم، إضافة الى الاعتكاف والعبادة، كان الناس يتوجهون إليه لطلب العلم في مدارسه وأربطته وزواياه، التي بدأ فيها التعليم بحلقات علم من خلال مصاطب العلم التي تطورت بعد الفتح الصلاحي، وكانت قبل ذلك عبارة عن المشيخة وتلقي العلوم، ومنح الاجازات، فانتشر العلماء الذين يمنحون الاجازات في مختلف العلوم الشرعية وانتشرت المكتبات .
وأضاف في لبرنامج “عين على القدس”، أنه مع بداية الفتح الصلاحي انتقلت الى الزوايا والخانقاه التي كانت مأوى للطلاب والفقراء، وكانت تضم مسجدا ومدرسة، ثم أصبحت الخانقاه زوايا، والزاوية انتقلت في في فترة المماليك لتسمى مدرسة، وأصبح العلم كجزء ليس تعبدي فقط، بقدر ما هو جزء مهم جدا في نهضة المجتمع .
وأشار بكيرات الى أن موضوع التعليم الشرعي كان ركنا أساسيا، حيث كان كل من يريد أن يذهب لدراسة أي علوم، كان عليه أن يمر بعملية تحضيرية في دراسة القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه، التي كانت شيئا ضروريا، ثم تطورت المدارس الشرعية وأضيف إليها بعض العلوم الأخرى نتيجة احتياجات العصر، حتى وصلنا في مرحلة من المراحل الى تطور المدارس الشرعية، وأضيفت إليها المناهج الأكاديمية، وأصبحت مدارس شاملة فيها العلوم الإنسانية والمناهج العلمية .
ولفت الى أن الاحتلال حاول ضرب التعليم ضربات قاصمة، وأراد أن يهدم منظومته الموجودة التي تبني الإنسان، حينما سيطر فورا بعد احتلاله لمدينة القدس عام 1967، على كل المدارس التي كانت تشرف عليها الحكومة الأردنية ، وأراد أن يضرب المنهاج الأردني الذي كان موجودا، وبالتالي حاول الاحتلال أن يفرض المنهاج الإسرائيلي، وكثير من المدارس التي كانت تشرف عليها الحكومة الأردنية، جعل فيها الاحتلال المنهاج الإسرائيلي بعدما استولى عليها وأدارها، وبدأ التعليم يعاني معاناة كبيرة جدا، ويواجه إشكاليات واضحة .
وأشار الى أن اتفاقية أوسلو ضربت العمل الفلسطيني في داخل المسجد الأقصى وفي داخل البلدة القديمة، إذ لا يسمح لأي وزارة او مؤسسة أن تمارس دورها كفعل على أرض الواقع، لا تعليميا ولا صحيا ولا اقتصاديا، مما أوجب على دائرة الأوقاف أن تتبنى مواقف مختلفة، منها أن جعلت مدير التربية والتعليم يتبع الى وزارة الأوقاف الأردنية، ويكون موظفا في دائرة الأوقاف، لكي تكون كل المدارس تحت إدارة دائرة الأوقاف، وإن كانت النفقات التشغيلية والجارية والرواتب للمعلمين في 43 مدرسة في القدس، تنفق عليها وزراة التربية والتعليم الفلسطينية .
ولفت الى العقبات التي يعاني منها التعليم الشرعي، والتي أدت الى تقليصه في القدس والمسجد الأقصى، نتيجة ضيق المكان بعد استيلاء سلطات الإحتلال على الكثير من المباني المدرسية بعد عام 1967، ورغم ذلك استطاعت دائرة الأوقاف أن تخطو خطوات عملية، ووضعت خطة للتعليم الشرعي رغم عدم وجود ميزانيات كافية لموضوع التعليم الشرعي، تساعد في توسيع المكان لاستيعاب أعداد الطلبة الذين يتقدمون بطلبات من أجل التعليم الشرعي، ولا يوجد مكان لاستيعاب أكثر من 350 طالبا وطالبة في المدارس الشرعية، ويجري البحث عن أماكن أكثر استيعابا لهؤلاء الطلبة، لحاجة المجتمع للعلوم الشرعية التي تساهم في خلق منظومة ذات أصالة في الأخلاق.
وأعرب عن أمله في أن يكون في العام 2022، عشرة مدارس ذات قيمة عالية في ذات المسجد الأقصى، والإفادة من الأبنية الموجودة في المسجد الأقصى، لخدمة محراب المسجد والإنسان المقدسي، وإعادة المكانة العلمية والتاريخية للمسجد الأقصى المبارك .
بدوره قال قاضي القدس الشرعي الشيخ محمد مصطفى السرندح، أن الرواق الشمالي كاملا والرواق الغربي كاملا للمسجد الأقصى المبارك، كلها مدارس محيطة ومتاخمة للمسجد الأقصى، كي تخدم التعليم الشرعي، وكان ذلك في الفترة المملوكية وبعد الفتح الصلاحي، مشيرا الى أن كل أمير من الأمراء تولى أمر القدس، أنشأ مدرسة للتعليم الشرعي، وكل والٍ تولى القدس، الا وأنشأ مركزا للتعليم ومركزا للذكر، فكلما مرّ عصر من العصور تجد في كل وقت من الأوقات تجد مدرسة جديدة لخدمة التعليم الشرعي . (بترا)