الرزاز بثقة “مريحة” .. والتيار المدني و”الإصلاح” في خانة الحجب

** 75 % من سيدات النواب منحن الثقة و 20 % حجبن وغياب سيدة

هلا أخبار – وائل الجرايشة – خرج رئيس الوزراء عمر الرزاز مساء الخميس بثقة “مريحة” من قبل مجلس وهو ما كان يسعى إليه بجهد متوازن بحيث لم يندفع ضاغطاً للحصول على ثقة عالية، للحفاظ على صورة السلطتين في الشارع.

الرئيس الذي كان يدّون بالورقة والقلم عملية التصويت من مقعده تحت القبة، خرج بثقة تتجاوز الأغلبية المطلقة بـ (13) صوتاً وسط حجب مرتفع لرئيس مستجد في العلاقة مع البرلمان وصلت إلى 42 نائباً.

لم يصوّت رئيس مجلس عاطف الطراونة أثناء التصويت وهو إجراء دأب عليه في الآونة الأخيرة بعد أن كان منح الثقة في إحدى المفاصل النيابية مع حكومة النسور حينما طرح مجلس النواب الثقة بها.

أبرز النقاط اللافتة في التصويت تتمثل في تخلي رموز التيار المدني عن الرئيس وهو يوقعه بذات الخانة في الموقف من الحكومة مع كتلة الإصلاح النيابية المحسوبة على التيار الإسلامي (14 نائباً)، ما يجعل تفسير المشهد السياسي إزاء حكومة الرزاز ملتبساً من ناحية على من تُحسب هذه الحكومة.

وبينما كان متوقعاً إلى حد ما تصويت “الإصلاح” على الحجب بخاصة بعد كلمة رئيسها عبدالله العكايلة التي ألقاها الثلاثاء برغم الآمال التي انعشتها المحادثات بين الحكومة والكتلة، لم تكن ايماءات الرزاز متقبلة الإعلان من على منصة الخطابة لحجب التصويت عن الحكومة من ممثلي تيار (معاً) النائبين خالد رمضان وقيس زيادين سبقهما إلى ذلك نواب آخرون محسوبون على التيار المدني.

وكما ذكرت “هلا أخبار” في تقرير سابق فقد أصاب “الخزان التقليدي” من المانحين للثقة نزيف ما هوى بالتصويت لصالح حكومة الرزاز إلى السبعينات لم يلامس معها الرئيس الثمانين صوتاً.

وبإستثناء كتلة الإصلاح فقد ظهر التعويم في التصويت على جميع الكتل النيابية الست المتبقية ولم يكن موقفها موحداً فيما كانت الخارطة النهائية لنتائج التصويت تزداد تبعثراً مع تنويع خيارات المستقلين بين المانحين والحاجبين.

وعلى غير العادة منح الأخوان عطية خليل وخميس الثقة لحكومة الرزاز، فيما لم تشفع تعهدات الرئيس بمتابعة قضية شركة الدخان أمام النائب مصلح الطراونة لمنحه الثقة بعد أن كان قد أعلن استعداده لمنحها في حال أعلن الرئيس أسماء المتورطين بها، حيث أكد الرئيس إتخاذ إجراءات ومصادرات بحق الشركة، لكنه أبدى إلتزماً واحترامه لسلطة القضاء التي يُمنع التدخل في عملها أثناء حيازتها للقضية.

وكان ملاحظاً حجم الحجب المرتفع من على منصة الخطاب وبشكل يندر حصوله مع حكومات سابقة حيث وصل إلى 12 نائباً، فقد أعلن في جلسات المناقشة حجب الثقة كل من النواب: عبد الكريم الدغمي، حسن العجارمة، طارق خوري، خالد البكار، مصلح الطراونة، صداح الحباشنة، ابراهيم القرعان، يحيى السعود، شعيب شديفات، مصطفى ياغي، قيس زيادين، خالد رمضان.

وبينما شكل النائب عدنان أبو ركبة حضوراً نادراً في مجلس النواب وهو المسجل بحقه غيابات كثيرة ليمنح الثقة، غاب عن جلسة التصويت 6 نواب أحدهم كان قد أعلن الحجب سلفاً (النائب يحيى السعود) : حمود الزواهرة، غازي الهوملة، صفاء المومني، نضال الطعاني، يحيى السعود، خالد الحياري.

وحجب عن الرئيس 4 سيدات هن :وفاء بني مصطفى، هدى العتوم، ديمة طهبوب، حياة المسيمي، بينما منحنه الثقة 15 نائبة: فضية الديات، رندة الشعار، صباح الشعار، انتصار حجازي، هيا مفلح، منال الضمور، ابتسام النوافله، ريم ابو دلبوح، انصاف الخوالدة، مرام الحيصه، منتهى البعول، عليا ابو هليل، زينب الزبيد، رسمية الكعابنة، شاهه ابو شوشه، بينما غابت النائب صفاء المومني عن التصويت.

ووفق الأرقام فإن 75 % من سيدات النواب البالغ عددهن 20 سيدة منحن الثقة للرزاز، بينما حجبن نحو 20 % حجبن، بينما غابت نائب عن جلسة التصويت.

وأعلن الرئيس في ختام رده على مناقشات النواب أنه لن يكرر ما جاء في بيانه الوزاري متفرغاً للرد على نقاشات النواب، وخطراً المجلس بأن الوزراء دونوا كل الملاحظات لمتابعتها.

أبرز رسالة وجهها الرئيس في خطابه لمن عاب عليه تشكيلته الحكومية، بالقول “أؤكّد أنّني شخصيّاً أتحمّل مسؤوليّة هذه التشكيلة، التي اخترتها وفقاً لقناعاتي واجتهاداتي، وإيماني الكبير بقدرات أعضائها وخبراتهم، وقدرتهم على أداء الواجبات الموكولة إليهم بكلّ كفاءة وأمانة وإخلاص؛ كما وأؤكّد أيضاً أنّ المعيار الرئيس لتقييم الوزراء هو الأداء”.

وهنا حمل المسؤولية لغيره بقوله “أودّ أن أشير هنا إلى أنّ ضعف العمل الحزبي، وعدم القدرة على تشكيل حزب الأكثريّة، أو تكوين الائتلافات الحزبيّة هو السبب الرئيس في إخضاع التشكيلة الحكوميّة لاجتهاد شخصي من كل رئيس للوزراء أيٍّ كان؛ ونحن نتطلّع إلى ذلك اليوم الذي يكون فيه لدينا أحزاب فاعلة وبرامجيّة، تستطيع الوصول إلى قبّة البرلمان عبر صناديق الاقتراع، بأكبر عدد ممكن من المقاعد، لتشكّل حكومة برلمانيّة حزبيّة، تجسيداً لمضامين الأوراق النقاشيّة الملكيّة”.

كما أجمل في رده الموقف الحكومي الواضح مما يتردد حول “صفقة القرن” وكذلك من أراضي الباقورة والغمر وشرح مفهوم العقد الاجتماعي بتوسع، وأتى في اجاباته على غالبية النقاش الذي تمحورت حوله كلمات النواب.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق