قراءة في انتخابات رئاسة “النواب” والمكتب الدائم

* الطراونة والعكايلة تقاسما نسبة رفع الأصوات عن الانتخابات السابقة بنحو 14 %

* الطراونة رفع حصته عن الانتخابات السابقة من 55 % إلى 69 %

* “الإصلاح النيابية” رفعت حصة الأصوات النيابية لصالحها من 16 % – 30 %

* 126 ورقة سليمة في الانتخابات الحالية بينما كانت 124 في الانتخابات السابقة

* غاب نائبان عن الانتخابات الحالية والسابقة هما عدنان أبو ركبة ومحمد نوح القضاة

هلا أخبار – وائل الجرايشة – حافظ رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة على موقعه للمرة الخامسة في تاريخه النيابي في الانتخابات التي جرت الأحد في مستهل أعمال الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة الثامن عشر، ليمسك بدفة الرئاسة لدورتين مقبلتين.

وفي مقارنة نسبية بين الأرقام في الانتخابات الحالية للدورة العادية الثالثة والانتخابات السابقة في الدورة العادية الأولى فقد شارك في العملية الانتخابية 129 نائباً في كل مرة وسط غياب نائبين الأولى غاب عنها عدنان أبو ركبة فيما الانتخابات الحالية غاب عنها النائب محمد نوح القضاة، وكانت الأوراق المقبولة في عملية الاقتراع السابقة 124 نائباً بينما اليوم 126 نائباً.

ولا بد من الإشارة إلى أن الانتخابات السابقة نافس فيها 3 نواب هم الطراونة (حصل في الانتخابات الحالية على 87 صوتاً مقابل 69 صوتاً في الانتخابات السابقة) والعكايلة (حصل اليوم على 39 صوتاً مقابل 21 صوتاً في الانتخابات السابقة) والنائب عبد الكريم الدغمي والذي حصل في الانتخابات السابقة على 34 صوتاً نيابياً وبنسبة تصل إلى نحو 27 %.

ويُلاحظ أن الطراونة والعكايلة تقاسما نسبة الرفع في الأصوات لكل منها بنسبة 14 %، حيث تمكّن الطراونة من المحافظة على موقعه بغالبية نيابية تصل إلى نحو 69 % رافعاً حصته ب 14 % عن الانتخابات السابقة (العام 2016) التي حصل فيها على أصوات 55 % من النواب.

أما النائب عبد الله العكايلة ممثل كتلة الاصلاح الذراع النيابية لحزب جبهة العمل الاسلامي فقد رفع حصته من أصوات النواب بنحو 14 %، حيث ارتفعت من 16 % في الانتخابات السابقة إلى نحو 30 % (قرابة الضعف).

ويلاحظ أن كتلة الاصلاح النيابية (حصتها نحو 10 % في البرلمان) حظيت بدعم نحو ثلث أعضاء المجلس ويعزو مراقبون الأمر إلى سببين الأول : ذهاب بعض أصوات المنافسين التقليديين للطراونة إلى العكايلة، والثاني أن عدداً من الأصوات الداعمة لفكرة التغيير دعمت نائب “الإصلاح” على مبدأ “ليس حباً في علي” وهاتان نقطتان عوّل عليهما العكايلة في رفع حصته من مجلس النواب، وربما كان ترشحه جزءً من اختبار وقياس حضورهم داخل المجلس.

ولوحظ أن رئيس الوزراء عمر الرزاز قد غازل العكايلة والذي كان قد حجب الثقة عن حكومته بل وجّه “الإصلاح” نحو الحجب بعد مفاوضات جادة بين الطرفين حول المنح إبان طلب الحكومة الثقة.

الرئيس ربما أراد ترطيب الأجواء مع كتلة الإصلاح النيابية وهو يخصّ العكايلة بالحديث عند تعليقه على نتائج الانتخابات وقال “أبارك للنائب عبد الله العكايلة ثقة زملائه وأعرف مدى محبتهم له”، وهي مغازلة غير معهودة في إطار المجاملات الحكومية لتهئنة الرئيس الفائز.

العكايلة في تعقيبه المقتضب بعيد إعلان النتائج عبّر عن اعتزازه بمنحه الثقة وقال إنه “وسام ثقتهم الذي اعتز به وسابقى اعتز به ما حييت”.

أما على صعيد مقاعد المكتب الدائم فقد كان لافتاً خروج النائب أحمد الصفدي وعدم حصوله على موقع النائب الأول لرئيس مجلس النواب حيث ساد الاعتقاد بأن ابتعاد النائب خميس عطية عن خوض الانتخابات قد يؤهل لتصعيد الصفدي، لكن “الرياح جاءت بما لا تشته السفن”، ففاز النائب نصار القيسي (عضو كتلة النهضة) بفارق 5 أصوات عن زميله الصفدي.

ويرى النائب نصار القيسي أنه أحق بالمقعد من ناحية تنازله عن الترشح لانتخابات النائب الأول لرئيس مجلس النواب في الانتخابات السابقة بعد أن قبل طلب جمهرة من النواب قدموا إليه وطلبوا منه التراجع عن الترشح لصالح عطية أنذاك.

وفي مقعد النائب الثاني لرئيس كان التوقعات تشير إلى امكانية فوز السيدة وفاء بني مصطفى بالمقعد من باب تصعيد وجه نسائي يضفي طابعاً مختلفاً على مقاعد المكتب الدائم، غير أن النائب أحمد هميسات (عضو كتلة الديمقراطية) تمكّن من الظفر بالمقعد بفارق 3 أصوات وهو الذي سبق أن نال مصادقة زملائه في سنوات خلت على الجلوس بذات المقعد.

وعلى صعيد مقعدي المساعدين، فبرز منح مجلس النواب لعضوية أحد المقعدين لعضو من كتلة الإصلاح النيابية (أبراهيم ابو السيد) وهو ما يشي بنوع من المرونة في التعاطي مع الكتلة الإسلامية التي غالباً ما يشكو أعضاؤها التهميش أو الإقصاء، فيما ذهب المقعد الثاني من نصيب النائب إبراهيم القرعان (عضو كتلة وطن) التي يتزعمها فعلياً النائب الطراونة رئيس المجلس.

وستؤثر الانتخابات التي جرت على المكتب الدائم على نتائج انتخابات اللجان النيابية التي ستفتح ابوابها الأحد المقبل.

 






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق