الملك وخطابه الدائم .. “حرب المعتدلين من جميع الأديان ضد المتطرفين”

هلا أخبار – سامر العبادي – تؤكد الحادثة الإرهابية التي وقعت في نيوزلندا الجمعة الماضية على ضرورة تكاتف الأمم ضد التطرف والعنصرية، والإعلاء من قيم الإنسانية.

ولطالما أكد جلالة الملك عبد الله الثاني، أن حربنا العالمية اليوم ليست بين الشعوب أو المجتمعات أو الأديان، بل هي حرب تجمع كل المعتدلين من جميع الأديان والمعتقدات، ضد كل المتطرفين من جميع الأديان والمعتقدات.

هذه القاعدة المهمة يمكن البناء عليها لنشر أفكار الوئام والمحبة والسلام بين الشعوب، فالفكر الضلالي لا يرتبط بديانة أو معتقد، ومن يطلق أوصافاً على أتباع دين بعينه بسبب تصرفات أفراد ينتمون إليه فهذا هو الإفك بعينه.

وعبر جلالة الملك مطلع الأسبوع الحالي عن إدانته واستنكاره الشديدين للجريمة الإرهابية البشعة ضد المصلين في مسجدين بمدينة كرايست تشيرش الذين كانوا يصلون آمنين صلاة الجمعة، والملك يؤكد يؤكد دوماً أننا في العام حين نواجه أحداثاً مأساوية، نجد أنفسنا كبشر مرتبطين حقاً مع بعضنا البعض في الأخوة.

ولطالما حرص الأردن على الاحترام المتبادل بين جميع الأديان، وإن الخطاب الملكي يكشف دوماً عن قيمٍ تتسع لتكون على قدر الروح التي يمثلها الأردن في هذا العالم، إنها الروح الوسطية الجامعة، وهي روح شرعيته ذات الصلة بالحضارة العربية الإسلامية، حيث رسالة اعمار الأرض لا الإفساد وسفك الدماء فيها. 

وجلالة الملك، حذر باكراً من خطر المتطرفين من الأديان، حيث نقرأ في خطاب جلالته، خلال المؤتمر الخامس لقادة الأديان العالمية والتقليدية عام 2015م، قول جلالته: “إن الغالبية العظمى من الناس في عالمنا اليوم ينتمون لمجتمعات دينية، حيث يشكل المسلمون والمسيحيون وحدهم أكثر من نصف سكان العالم، ونعيش جنبا إلى جنب كمواطنين. لكن مجتمعنا العالمي اليوم مهدد من قبل قوى عدوانية تستغل الاختلافات الدينية”.

 ونحو كلمة جامعة للمعتدلين من الأديان، ركزت مساعي جلالته، مؤكداً أن “الأديان الكبرى في فترات مختلفة  خاضت معارك ضد هذا الشر، وعلينا جميعا أن ندرك هذا الواقع ونواجهه”، حيث دعا جلالته (وحث) أكثر من مرة قادة كل الدول والأديان والمجتمعات جميعاً أن يتخذوا موقفاً واضحاً وعلنياً ضد التطرف مهما كان نوعه أو شكله، وهذا يشمل احترام جميع أماكن العبادة من مسجد أو كنيسة أو كنيس.

وهذا الأمر في غاية الأهمية فنبذ أعمال التطرف لا يجب أن تكون منتقاة، والعمل الإرهابي مرفوض أياً كان فاعله، والإدانة من قبل قادة العالم يجب أن تكون واضحة المعالم لا لبس فيها، لا يختبىء معها المرء تحت أي مصطلح رمادية وخلف أي عبارة مطاطة.

والقارئ للخطاب الملكي ومفاهيمه يستطلع السعي لحشد المعتدلين لجانب الإسلام في وقتٍ كان فيه يتعرض لهجمةٍ تحاول وصمه بالإرهاب، وهي الأشد والأدق من مراحل ماضيه وحاضره المعاش كدينٍ سماوي.

وكانت تحية جلالة الملك في مطلع خطبته بالأمم المتحدة عام 2012م، تؤكد مبدأ وحدة المعتدلين من الأديان والمجتمعات كافة، بقول جلالته: “أحيي اليوم أصواتكم وأصوات قادة العالم من مختلف الديانات، ممن وقفوا إلى جانب مليارات المسلمين في كافة أنحاء العالم رافضين محاولات التحريض على الفتنة بين أتباع مختلف الديانات”.

وهذه الدعوة للعالم، تشرح ضرورة حشد الغلبة والكثرة من مجتمعات العالم المعتدلة ضد الفئة القليلة التي تسعى للنيل من قيم الإنسانية الحقة، والتي يثير الحنق في نفوسها وجود “أنموذج” معتدل كالأردن يقدم بخطابه مفاهيم العيش والتحضر ويختزل عناوين الإسلام بشرعيته الحقة.

ويؤكد جلالته، أنه حيثما تتحطم حياة البشر بمعاول الظلم والعنف، فإنه يتم توحيد الجهود لجلب الشفاء وبث روح الأمل، في نفوس البشر التواقة للعيش بسلام وأمن.

وحادثة نيوزلندا، أكدت أن دعوة الأردن وخطابه السياسي المنحاز لجانب الإنسانية وقيم الديانات الإبراهيمية السماوية، وتراثها القائم على مفاهيم الحياة والعيش والحكمة وصوابها، وأن لا هوادة مع التطرف أياً كان لونه وشكله وجنسه.

(وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيداً)، فالوسطية هي الخطاب وأسلوب البيان الهاشمي لحشد المعتدلين ورد فئة التطرف الضالة.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق