شهر رمضان يعيد إحياء عادات الأجداد

هلا أخبار- ونحن نقف على الايام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، نستذكر عادات وتقاليد توارثناها من الأجداد نعمل على إحيائها بفاعلية في هذا الشهر المبارك وفي مختلف المجالات والصعد الدينية والاجتماعية والغذائية، ضمن أجواء روحانية تضفي سمة الايمان والحنو بين أطراف المجتمع والعائلة بحيث يجسد رمضان الخير والمودة والالفة.
تقول أم فارس ان العشر الاواخر من رمضان تعني لها الاجتهاد في عمل الخير لتوديع شهر الالفة والمحبة، مستذكرة حالها وهي تستقبل الشهر الفضيل بالزينة المضاءة بالمصابيح والنجوم إضافة الى انجازها تفريز انواع مختلفة من الخضار وتنشيف انواع اخرى.
وتضيف الستينية ام فارس وهي ام لسبعة من الشباب والشابات، انها تكرس شهر رمضان لاولادها واحفادها واستقبالهم في بيتها من اليوم الاول من الشهر الفضيل وتجهيز مختلف اصناف المأكولات الشعبية والتقليدية الفلسطينية وأشهرها “المسخن” و”المفتول” لافتة الى انها خلال تحضيرها للمفتول تؤدي الاغاني الشعبية المرحبة بالضيوف.
أما وفاء شديفات فتقول انها تعمل على تجهيز طبق رئيسي واحد فقط وتصاحبه الشوربة والسلطة واللبن، مشيرة إلى أن الشهر الفضيل يتخلله عزائم للأهل والاقارب والاصدقاء في كل اسبوع وهي عادة اكتسبناها من الاهل ومجتمعنا المتجانس الامن والمستقر.
فيما تلفت ام نديم “فلحة” الى أنها تعمل في الثلث الثاني من الشهر الفضيل على تجهيز طبخة (الجعاجيل) وهي وجبة غنية بالبروتين مكونة من البصل الناشف وعشبة (الجعدة) ويمكن الاستغناء عنها إذا لم تتوفر إضافة إلى البقدونس والكزبرة والبصل الأخضر والعدس الحب والبيض والطحين لتشكل كرات وتسقط في اللبن سواء الجميد أو لبن الرايب (الشنينة) الجاهزة وتترك لتغلي جيداً ثم يضاف إليها القليل من العدس المسلوق.
فيما تبين ام سامر من سوريا انها دأبت على خبز الفطائر وخاصة الكشك المكون من البندورة والبصل والبقدونس والبهارات إضافة إلى تجهيز خبز الصاج وبكميات وافرة وخاصة اليوم الذي يسبق العيد وتوزيعها على الأقارب والمحتاجين كعادات موروثة من الاجداد؛ إلا أنها تفتقد هذه العادات.
فيما تبين أم محمد (هناء) أنها تعمل في الأيام الثلاثة الأخيرة والتي تسمى أيام الجبر والتي تقوم على جبر خواطر الناس والمحتاجين والفقراء بإخراج الزكاة والتواصل معهم إضافة إلى أنها تعمل على تجهيز المنزل لاستقبال العيد وخاصة أن التركيز كان منكباً على المطبخ وتجهيز المأكولات، مشيرة إلى أن أول أيام العيد عادة ما تستقبل أهلها وتحضر لهم (المنسف).
فيما بين مدير أوقاف المفرق الدكتور احمد الحراحشة، أن شهر رمضان المبارك يحمل في طياته الخير والبركة للمسلمين قاطبة ويمنح الله عباده الصائمين خصالا خاصة بهم في أجواء تسودها المودة والرحمة ويستجاب فيها الدعاء والعطف على المحتاج؛ وقد لون شهر رمضان وعيد الفطر بالوان الطيف بملامح تراثية نابغة من جذروهم الاصيلة ليحافظ عليها الابناء في الذاكرة وتورث للأجيال. (بترا)