“الطريق يضيق” في عمّان بانتظار زوال “آثار الغبار”

هلا أخبار – محمد الهباهبة – لا تبدو مهمة المسؤولين الساعين لاقناع المواطنين بأن ينتظروا مرحلة “زوال الغبار” سهلة، ولكنها ليست مستحيلة، فمع مرور الوقت ستتكشف نهايات أعمال الإنشاءات التي تشهدها مناطق بالمملكة أبرزها ما يجري في العاصمة عمّان.

في عمان، يستمر المشيدون بأعمال البناء وتحسين البنية التحتية والصيانة بكرةً وأصيلاً، فيما يستمهلُ المسؤولون المواطنين انتهاء مراحل أعمالهم قبل أن يطلقوا الأحكام على نجاعتها، مطالبينهم بالصبر “فليصبروا علينا ويتحملونا”، وهي العبارة التي ردّدها أمين عمان الكبرى يوسف الشواربة خلال حديث أدلى به لـ “هلا أخبار” قبل أسابيع.

تنشط كوادر أمانة عمان ميدانياً خلال هذه الأيام وينهمك العمّال بالمشاريع، بهدف إحياء الأمل في نفوس الأردنيين بأن القادم أفضل، وتَعرضُ مراحل العمل إلكترونياً عبر أذرعها على مواقع التواصل الاجتماعي خطوة بخطوة، من الحفر والإزالة ونقل الطمم و”الصب” ورفع “الشُمع”، وتنشر الصور المستقبلية لمواقع المنشآت، علّها تجد طريقها نحو طمأنة السكان.

في السابق، كان التندر يرتفع ويعلو سقف المتهكمين بالسخرية من توقف المشاريع، بينما اليوم يرقب الكثيرون بصمت الآليات وهي تعمل بانتظار ما ستسفر عنه وعود المسؤولين، الذين يحدوهم الأمل بأن تتحوّل القناعة المؤقتة بـ”الصمت” إلى رضا دائم بعد إنجاز المهمة.

يدرك المسؤولون أن المواطنين ملّوا من الوعود وتوقف المشاريع، لكن الطموحات ترتقي لأن تصبح تلك المشاريع واقعاً ملموساً لتغدو نقطة فاصلة في تغيير الصورة النمطية حول نتائج التعهدات التي يطلقها الحكوميون، التي لطالما كانت توصف بأنها “حبر على ورق”.

على أرض الواقع ساهمت مشاريع سابقة بحل العديد من الأزمات والمشاكل ومن أبرزها في العاصمة عمان دوار النهضة وجسر الدوريات ووادي عبدون، وغيرها من المشاريع.

وفيما لا تزال الأعمال مستمرة في مواقع أخرى، يجد المتذمرون طريقهم في شكوى رئيسة تتمثل في إعاقة حركة السير بسبب الإغلاقات والحواجز والطرق البديلة، لكن المسؤولين يؤكدون أنها سترخي بظلالها الإيجابية بعد أن تضع الآلات أوزراها.

يقاس مدى تطور أي مدينة وسعيها للتقدم والتطور بكثرة الغبار والأتربة المتناثرة، حيث يدلّ ذلك على أن آلة البلد مستمرة ونشاط العمل غير متوقف والذي سيعود في نهاية المطاف على الناس بالخير الوفير.

يترافق هذه الأعمال، تطوير في أسطول النقل العام والذي بدأ من العاصمة عمان، وهذا القطاع الحيوي يُحدد هوية المدن والدول في العالم، ومن شأن التباطؤ في تنظيمه وتطويره تأخر نمو الدول وانعكاسه سلباً على مؤشرات الأداء في مختلف الميادين.

ضخت أمانة عمان أخيراً أسطولاً من الحافلات الحديثة ضمن المرحلة الأولى بهدف تسهيل مهمة تنقل السكان، وتستعد الأمانة بدعم حكومي لإكمال مراحل التطوير في منظومة النقل العام، واستبدال الحافلات القديمة بأخرى حديثة تخضع للرقابة والمساءلة بهدف خدمة المواطنين وتوفير سبل الراحة لهم.

إن اعتماد المواطنين على وسائل النقل الحديثة والاقبال عليها ونجاح الفكرة سيؤسس لمرحلة جديدة مع تحديثات الطرق القائمة، بحيث يخف الازدحام المروري في الشوارع ويقلل الكلفة المالية على المتنقلين، وستصب في نهاية المطاف بتحسن مستوى العمل بشكل عام.

تصنّف الدراسات عائق النقل من أكثر التحديات التي تقف في طريق التقدم والتشبيك والانجاز وحتى الاستمرارية في الوظيفة، حيث يخسر موظفون أعمالهم بسبب التأخر عن مواعيد دوامهم فيرتّب عليهم ذلك مثالب قد تنتهي بترك وظائفهم، طواعيةً أو قسراً.

وعليه، لا ضير من أن يُمنح القائمون على تلك الأفكار والمشاريع فسحة من الوقت على أمل أن تشكل هذه الحالة ارتفاع منسوب الثقة وبث التفاؤل بين صفوف المواطنين، وفي المقابل يقع على عاتق المسؤولين أن يبرهنوا للجميع صدقية الوعود التي أطلقوها، والوثوق بقدراتهم على البرّ بالانجازات التي تعهدوا بها ضمن مواقيتها التي أعلنوها.

بلا شك، فإن عبارة “الطريق يضيق” في مناطق عدة بالعاصمة عمان على امتداد صويلح وشارع الجامعة ودوار المدينة وشارع الشهيد وطبربور، قد تبدو مزعجة اليوم، لكن على أمل أن تنجلي غمامة الأتربة ليحكم الجميع على النتائج، بيد أنه ما من شكّ آخر إذا كان التقدم المنشود أكبر والطموحات المأمولة أكثر فإن الغبار لن يغيب تماماً عن المشهد.





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق