روسيا اليوم : نتنياهو.. بين مطرقة العرب وسندان ليبرمان!

هلا أخبار – في ظل نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، يتضح أن التعادل أو التقارب الشديد بين أكبر حزبين في إسرائيل سيد الموقف، ما يلقي بظلاله على حسابات تشكيل الحكومة.

وتشير النتائج الأولية إلى أن حزب الوسط “أزرق أبيض” بزعامة بيني غانتس، حصد 32 مقعدا من أصل 120 في الكنيست، بينما تراجع الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى 31.

لن يتمكن أي من معسكري اليمين والوسط – يسار، من تشكيل حكومة بدون ضم أحزاب مناهضة، حيث تمكن معسكر الوسط – يسار من حصد 57 عضوا (أزرق أبيض-32، المشتركة-13، حزب العمل غيشر-6، المعسكر الديمقراطي-6)، بينما تمكن معسكر اليمين من حصد 56 عضوا (الليكود-31، شاس-9، يهدوت هتوراة-8 وحزب يمينا-7). أما حزب “إسرائيل بيتنا” المعارض للمعسكرين المذكورين بقيادة، أفيغدور ليبرمان، فقد حصل على 9 أعضاء، وبقي حزب “عوتسما يهوديت” المتطرف خارج الكنيست لعدم مروره نسبة الحسم (3.25).

ويحاول نتنياهو في هذه الأثناء كسب ولاء الأحزاب اليمينية لنيل توصياتها لدى رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، لتشكيل الحكومة، لكن غانتس يرفض أن تتضمن حكومة الوحدة، المرتقبة الأحزاب الدينية لاعتبارات سياسية.

والسؤال هنا.. لماذا يسعى نتنياهو لنيل ثقة هذه الأحزاب، علما بأن غانتس سيمتنع عن دخول ائتلاف حكومي بوجود هذه الأحزاب فيه؟

يقول مراقبون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يستخدم المتدينين كورقة ضغط على غانتس، ليتخلى عنها فيما بعد على شكل تنازلات مقدمة لشريكه، وبذلك قد يترأس الحكومة مقابل منح غانتس بعض الحقائب الوزارية المهمة.

لدى نتنياهو مخرج آخر، يكمن في ضم حزب “إسرائيل بيتنا” إلى الائتلاف الحكومي ليحصل المعسكر اليميني على 65 عضوا، لكن نتنياهو يتخوف من هذه التركيبة التي قد تموت قبل أن تولد، وذلك للخلافات القائمة بين “إسرائيل بيتنا”، المعروف باليمين العلماني، وأحزاب المتدينين (الحريديم) في شتى المجالات، أبرزها قضية التجنيد الإجباري للمتدينين التي يصر عليها ليبرمان، وهو ما تسبب في الدعوة إلى الانتخابات المبكرة الأولى قبل أشهر.

– القائمة العربية المشتركة تدخل عصرها الذهبي

ومع جميع التكهنات، يبدو أن رئيس الدولة سيضغط على نتنياهو وغانتس لتشكيل حكومة وحدة، بغية إرضاء المواطنين الإسرائيليين، الذين يميلون إلى رفض إجراء انتخابات ثالثة.

وفي حال تحقق طلب الرئيس، سيكون الجديد في المشهد السياسي الإسرائيلي أن القائمة العربية المشتركة التي أتت في المركز الثالث ستتمكن من قيادة المعارضة في الكنيست لأول مرة في تاريخها، وسيعتبر ذلك بالنسبة لها انتصارا على نتنياهو وسياسته.

وقد صرحت المشتركة فور ظهور النتائج بأن عهد نتنياهو قد انتهى.. فهل بدأ عصر المشتركة الذهبي؟

تكمن أهمية القيادة العربية للمعارضة في أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخصم اللدود للمشتركة بقيادة عضو الكنيست، أيمن عودة، وفي حال نجح بتشكيل الحكومة، سيكون مجبرا على تقديم الإيضاحات للمعارضة ورئيسها باعتبارها أداة الرقابة على أنشطة الحكومة، وذلك من خلال النقاشات والمداولات، وهو ما سيمنع نتنياهو من تمرير القوانين بسهولة كما كان الوضع سابقا.

كما تستطيع المعارضة استجواب رئيس الوزراء خلال جلسات استماع في أمور ذات أهمية، وتقديم الاقتراحات المختلفة، ومنها حجب الثقة عن الحكومة، ناهيك عن التمثيل الواسع في لجان الكنيست الذي يؤثر في نهاية المطاف على جميع أنشطة الحكومة.

وقد تم تحديد صلاحيات قائد المعارضة عام 2000، حيث أجريت تعديلات على “قانون الكنيست” بعد تذمر الرأي العام الإسرائيلي من اختفاء الرقابة على السلطة التنفيذية من قبل السلطة التشريعية بشكل صارم، وهو ما يخالف مبدأ فصل السلطات كركيزة للنظام الديمقراطي.

وخلال 7 أيام، سيختار الرئيس الإسرائيلي بين نتنياهو وغانتس لتشكيل الحكومة، ويبدو أن الاختيار سيقع على نتنياهو رغم تراجعه أمام غانتس، لكن القانون الإسرائيلي يعطي الرئيس الحق في اختيار المرشح الأوفر حظا في تشكيل الحكومة.

يمنح الرئيس المرشح الذي وقع عليه الاختيار 28 يوما لإنجاز مهمته، وحال فشله في ذلك، يطلب المرشح مهلة أخرى لا تتجاوز مدتها 14 يوما. وإذا لم يتم تشكيل الحكومة خلال الفترتين، يقوم الرئيس بنقل المهمة إلى بيني غانتس، خصم نتنياهو الذي سيواجه صعوبة حتمية في تشكيل الحكومة، ما يعني على الأرجح الذهاب إلى انتخابات ثالثة مرفوضة شعبيا.

أمام نتنياهو مهمة صعبة، تكاد تكون مستحيلة لفشله في التوفيق بين ليبرمان والحريديم، الضامن الوحيد لتشكيل حكومة يمينية، بعيدا عن غانتس، وإبعاده إلى المعارضة ومنع المشتركة من أي دور يذكر.. لكن كما يبدو، فإن على نتنياهو أن يختار بين خيارين، أحلاهما مر بالنسبة لمعسكر اليمين، فإما أن يقدم التنازلات لليبرمان والحريديم على حساب الليكود والهروب من الملاحقة القضائية في شبهات الفساد وخيانة الأمانة، وإما معانقة غانتس، مرغما، مقابل عصر ذهبي للمعارضة العربية.(روسيا اليوم)





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق