أبوعودة: المطلوب من منظمة التحرير أن تقدم نقداً ذاتياً ل “أوسلو”

**ضمّ غور الأردن يمس الامتداد الجغرافي لفلسطين ويفصلها عن محيطها العربي
** إلغاء قرار فك الارتباط يحول أهل الضفة إلى مواطنين أردنيين مقيمين في أسرائيل
** بناء المستوطنات يترك انعكاساً على الأردن
هلا أخبار- اعتبر الوزير الأسبق عدنان أبوعودة أنّ نكسة عام 1967م حققت الركيزة الأولى من الفكر الصهيوني وهي احتلال الأرض فيما الركيزة الثانية هي الديمغرافيا (أو السكان).
وقال أبوعودة في حديث للتلفزيون الأردني، يوم الخميس، إنّ اسرائيل تسعى إلى تحقيق السكان عبر بناء المستوطنات منذ ذلك الوقت حتى اليوم، مستعرضاً جوانب ما مرت به القضية الفلسطينية وتجربته السياسية.
وأشار أبوعودة إلى أنّ التدخل الأمريكي في حرب 1973م، تمثل في فكّ الاشتباك بين قوات مصر وسوريا وإسرائيل، وأن هذا القرار لم ينسحب على الأردن ولم يحدث فك اشتباك وبررت أمريكا ذلك بأن الأردن لم يفتح جبهة مثل مصر وسوريا.
ونوّه أبوعودة إلى أنّ عدم فك الاشتباك يعني أنّ إسرائيل لا تريد ترك الضفة الغربية، حيث بقيت الجسور مفتوحة مع الضفة الغربية، لافتاً إلى أنّ أمريكا والصهيونية لا تستخدم كلمة فلسطين بل فلسطينيين (في دلالة على أنها لا تريد دولة لهم).
وأوضح أبوعودة أن قرار قمة الرباط (1974م) بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد لفلسطين هو فكرة من الوزير الأمريكي كيسنجر، معتبراً أن هذا القرار حوّل الضفة الغربية من أرض محتلة إلى أرض متنازع عليها.
وقال أبوعودة إنّ هذا القرار منح الصهيونية وقتاً إضافياً للتغيير بالضفة الغربية واستبدال السكان تحقيقاً للبعد الثاني (وهو السُكان)، معرباً عن اعتقاده أن مشكلة العرب والفلسطينين هو فشلهم في فهم الصهيونية ومراهنتهم على الأمم المتحدة والتي يسيطر عليها أمريكا.
ووصف أبوعودة الخطة الأمريكية للسلام بأنها “تصفية للقضية الفلسطينية”، والأرض المقترحة للدولة الفلسطينية مقسمة الأوصال ومحاصرة ومحاطة بإسرائيل.
وعن ضمّ غور الأردن، قال الوزير الأسبق: “معنى ذلك هو فصل فلسطين عن العرب”، مشيراً إلى أنّ ترامب ونتنياهو استخدما تسميات توراتية للمدن الفلسطينية؛ في إشارة إلى طمعهم في احتلالها مستقبلاً .
وعن القرار الفلسطيني بالذهاب إلى مجلس الأمن، قال أبوعودة: “إنّ هذا الأمر الطبيعي ولكن المجلس في أمريكا وهناك فيتو”، معتبراً أن الميدان الوحيد الذي بقي للفلسطينيين هو الميدان الدولي خاصة شمال أوروبا والذي شهد تحولاً نحو القيم العالمية الإنسانية.
وبيّن أن هنالك تعاطفاً أوروبياً مع الواقع الفلسطيني وذلك بعد خروج حركة المقاطعة (BDS) ، لافتا إلى أن أوروبا الديمقراطية لديها أحزاب يمكن العمل من خلالها.
وعن عودة نتنياهو إلى السلطة بعد إعلان الصفقة، قال “لم يكن ما أعلن عنه مؤتمراً بل كان احتفالاً بإنجاز جديد للصهونية وتم في البيت الأبيض بواشنطن”، في إشارة إلى امكانية عودته.
وانتقد أبوعودة الموقف العربي، قائلا:ً “الجامعة العربية جسد ميت دون إعلان”، بالإضافة إلى مواقف الدول العربية المتباينة تجاه السياسة الأمريكية.
وقال إنّ الأردن أكثر دولة عربية تتأثر بالنتائج السيئة على القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن مواجهة هذه التبعات بحاجة إلى جهد ديبلوماسي.
ونوه إلى وجود انقسامات داخل المجتمع الاسرائيلي، فيما يسيطر اليمين الإسرائيلي الذي يرفض بالأصل قيام دولة فلسطينية، متوقعاً أن يستمر تصاعد اليمين بالسلطة.
وقال أبوعودة إنّ الصهيونية تسعى إلى إلغاء حق العودة، مشيراً إلى أنّ مؤتمر الرباط (1974م) حقق أمراً هو: أن فلسطين لمّ تعد قضية قومية وبات الشعار العربي الرسمي هو نقبل ما تقبل به منظمة التحرير ما أعطى لبعض العرب الذريعة لعدم العمل تجاه فلسطين.
وأشار إلى أن المطلوب من منظمة التحرير أن تقدم نقداً ذاتياً لما فعلت بـ “أوسلو” حيث تبين أن أهم القضايا تركت للحلول النهائية، وهي : اللاجئون والقدس والحدود.
وتساءل أبوعودة: من فاوض ألم يكن يعرف ما هي الصهيونية؟ وعليهم أن ينتقدوا التجربة ذاتياً، بالإضافة لإنشاء قيادة ذاتية تستفيد من الأخطاء وتضع رؤية جديدة للعمل والصراع وبوقت أبكر، وأن تكون بداياتهم صحيحة وليس خيالية، وفق قوله.
وانتقد (وفق قوله) الإصرار على الانقسام الفلسطيني، معتبراً أنه تواطؤ على الشعب الفلسطيني ستكون كلفته عالية، وأن عدم التوجه نحو الوحدة الفلسطينية هو “شراكة بالجريمة”.
وقال أبو عودة، إنّ ضمّ غور الأردن مشكلة فلسطينية إسرائيلية، ذلك أنه يمس الامتداد الجغرافي لفلسطين وفصلها عن محيطها العربي، ولذلك هي قضية أردنية فلسطينية، داعياً إلى تعاون أردني فلسطيني لمواجهة هذا القرار.
** قرار فك الارتباط:
وقال الوزير الأسبق، من دعا إلى إنهاء قرار فك الإرتباط هم “جهلة”، مضيفا: “وهذا يساعد اسرائيل تحول أهل الضفة الغربية إلى مواطنين أردنيين مقيمين في أسرائيل يلجأون إلى طلب إقامات مثل الفلسطينيين في دول أخرى”.
وقال إنّ جلالة الملك الحسين (طيب الله ثراه) أدرك أن بناء المستوطنات وإسكان اليهود بها، وأن الحركة الصهيونية تسعى إلى تهجير الفلسطينيين للأردن.
وأشار إلى أن بناء المستوطنات يترك انعكاساً على الأردن (لا على دول أخرى).
وقال إن قضية اللاجئين هي قضية دولية وأن منظمة “الأونروا” ترعاهم وأن ترامب حاول إبعاد هذه القضية عن بعدها الدولي، “وعلينا أن ننشط دولياً في قضية اللاجئين لتبقى الأونروا تقوم بعملها”.
وبيّن أن الإدارة الأمريكية الحالية عملت مع الصهيونية كما تريد، مستبعداً اللجوء لخيار القمة العربية الطارئة نتيجة تفرق المواقف، وأن العمل الجماعي العربي لا يعول عليه.
وقال أبو عودة، إنّ جلالة الملك لديه مكانة دولية ويجب أن يتم التركيز للعمل مع الدول الفاعلة.
واعتبر أن العمل في نطاقات منظمة العمل الإسلامي أفضل من الجامعة العربية لأن لديها أصواتاً أكثر، داعياً إلى نشر انطباع عالمي عن الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني.
وأكّد أن أهم نقطة في مواجهة الصفقة الأمريكية هم فلسطينيي الضفة الغربية، داعياً إلى الانتباه من تهجيرهم أو الضغط عليهم لذلك.