غوتيريش: يجب أن يكون القرن الـ21 قرن تحقيق المساواة للمرأة

هلا أخبار – دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إعادة توزيع السلطة وإلى أن يكون القرن الحادي والعشرين “قرن تحقيق المساواة للمرأة”.

وقدم الأمين العام، الخميس، خطابا إضافيا بعنوان “المرأة والسلطة”، في جامعة (The New School) في نيويورك، قبل أيام قليلة من الاحتفال باليوم الدولي للمرأة في 8 آذار/مارس القادم، قائلا إن الوقت قد حان للتوقف عن محاولة تغيير النساء، والبدء في تغيير الأنظمة التي تمنعهن من تحقيق إمكاناتهن.

وأضاف:”تطورت هياكل السلطة لدينا تدريجيا على مدى آلاف السنين. هناك تطور آخر طال انتظاره. يجب أن يكون القرن الحادي والعشرين قرن تحقيق المساواة للمرأة. دعونا جميعا نلعب دورنا في جعله كذلك”.

وقال إنه من الحكومات إلى مجالس الشركات إلى احتفالات توزيع الجوائز، تُستبعد النساء من الصدارة، مشيرا إلى أن السياسات التي تعاقب النساء، مثل التقشف والإنجاب القسري، عادت من جديد.

وأفاد أن مفاوضات السلام لا تزال تستثني النساء، بعد عشرين سنة من تعهد جميع البلدان بإدراجهن، ويمكن للعصر الرقمي أن يزيد من عدم المساواة هذه.

وأوضح أن النساء في كل مكان أسوأ حالا من الرجال، “وذلك ببساطة لأنهن نساء”، مشيرا إلى أن المهاجرات واللاجئات وذوات الإعاقة والنساء من الأقليات من جميع الأطياف يواجهن حواجز أكبر. وشدد على أن “هذا التمييز يضر بنا جميعا”.

وتابع “مثلما كانت العبودية والاستعمار وصمة عار في القرون السابقة، إن عدم المساواة حيال النساء يجب أن يخجلنا جميعا في القرن الحادي والعشرين”، مشددا على أنه فقط ومن خلال المشاركة المتساوية للمرأة يمكن الاستفادة من ذكاء وتجربة ورؤى البشرية جمعاء.

وبيّن أن مشاركة المرأة على قدم المساواة أمر حيوي للاستقرار، ومنع الصراع، وتشجيع التنمية المستدامة والشاملة للجميع.

وقال غوتيريش إن النساء يحطمن الحواجز ويخلقن نماذج قيادة جديدة، مشيرا إلى أن اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة قد حددت رؤية للمساواة بين الجنسين.

ولفت غوتيريش في خطابه إلى أن العنف ضد المرأة، بما في ذلك قتل النساء، بلغ مستويات وبائية، مشيرا إلى أن امرأة واحدة من كل ثلاث نساء تتعرض للعنف بشكل ما خلال حياتها.

وأشار إلى أنه يجري تخفيف أو تقليص الحماية القانونية ضد الاغتصاب والعنف المنزلي.

وبين الأمين العام أن القيادات والشخصيات العامة يواجهن المضايقات والتهديدات وسوء المعاملة عبر الإنترنت وخارجه، ويعد الحفاظ على الحرية الشخصية واللباس حقيقة يومية لملايين النساء والفتيات.

وقال إن النظام الأبوي يؤثر في كل مجال من مجالات حياتنا، مبينا أنه “جميعنا – رجال ونساء وفتيات وفتيان – نعاني من العواقب”.

وأفاد أن الضرر الذي تسببه الأبوية وعدم المساواة يتجاوز النساء والفتيات، ليلحق الضرر حتى بالرجال أنفسهم في بعض الأحيان.

وأكد أن التفكير الذكوري يمتد إلى الفضاء، حيث سافر أكثر من 150 رجلا إلى الفضاء مقابل حفنة قليلة من النساء، مشيرا إلى أنه لم تمش أي امرأة على سطح القمر، رغم أن نساء الرياضيات لعبن دورا أساسيا في وصول الرجال إلى هناك، من بينهن كاثرين جونسون، عالمة الرياضيات الأميريكية التي توفيت هذا الأسبوع.

وقال الأمين العام إنه حتى شهرة هوليود لا تحمي النساء من الرجال الذين يمارسون القوة البدنية والعاطفية والمهنية عليهن، مشيدا بشجاعة من تحدثن علنا عن تجاربهن بشأن العنف الجنسي الذي تعرضن له.

وإلى جانب العنف والسيطرة وهياكل السلطة التي يهيمن عليها الذكور والتمييز الخفي، يقول الأمين العام إن النساء والفتيات يواجهن، في كثير من الأحيان، قرونا من كره النساء ومحو إنجازاتهن.

وأضاف: “من السخرية من النساء على أنهن هستيريات أو هرمونيات، إلى الحكم الروتيني للمرأة بناء على مظهرها؛ من الأساطير والمحرمات التي تحيط بالوظائف الجسدية الطبيعية للمرأة، إلى الإهمال واللوم على الضحية – كراهية النساء تحيط بنا في كل مكان”.

وسلط الأمين العام، في خطاب “المرأة والسلطة” الضوء على خمسة مجالات يمكن أن تؤدي فيها المساواة بين الجنسين إلى تغيير عالمنا.

أولا، الصراع والعنف، حيث إن الأمم المتحدة ملتزمة بوضع المرأة في صميم جهودها لمنع نشوب الصراعات وصنع السلام وبناء السلام والوساطة – وزيادة أعداد حفظة السلام من النساء في عملياتها.

ثانيا، تغير المناخ. قال الأمين العام إن المساواة بين الجنسين، بما في ذلك مضاعفة الرجال لجهودهم وتحمل المسؤولية، تعد أمرا ضروريا إذا أردنا التغلب على حالات الطوارئ المناخية.

ثالثا، بناء اقتصادات شاملة للجميع وفي هذا الصدد شدد على أن كفالة حقوق المرأة وتكافؤ الفرص يمكن أن يخلقا طفرة في بناء اقتصادات شاملة للجميع.

رابعا، الفجوة الرقمية.، حيث حذر الأمين العام من أنه ما لم تلعب المرأة دورا مساويا في تصميم التقنيات الرقمية، يمكن عكس التقدم المحرز في مجال حقوق المرأة، وفقا لأرفع مسؤول أممي.

خامسا وأخيرا، التمثيل السياسي. وأوضح الأمين العام أن النساء في مركز السلطة أكثر ميلا إلى الدعوة إلى الاستثمار في التعليم والصحة؛ والسعي إلى تحقيق توافق في الآراء بين الأحزاب وتأسيس أرضية مشتركة، قائلا إن المرأة “تعيد تعريف السلطة وإعادة توزيعها، ومشاركة المرأة تحسن المؤسسات”.

وقال الأمين العام إن المجتمعات الأمومية المزدهرة عبر التاريخ وحول العالم تظهر أن النظام الأبوي ليس أمرا لا مفر منه.

وأضاف: “لقد رأينا مؤخرا نساء، كثيرات منهن صغيرات السن، يطالبن بتغيير تحولي. من السودان إلى شيلي إلى لبنان، يدعون إلى التحرر من العنف، وتمثيل أكبر وإجراءات مناخية عاجلة، والتشكيك في النظم الاقتصادية التي تفشل في توفير الفرص والوفاء بالكثير من الوعود. نحن مدينون لهؤلاء القادة الشباب بأصواتنا ودعمنا”.

وقال الأمين العام إن المساواة بين الجنسين جزء من الحمض النووي للأمم المتحدة، مشيرا إلى تضمين الحقوق المتساوية للمرأة والرجل في ميثاق المنظمة الدولية.

ومع الاحتفال بمرور 75 عاما على تأسيس المنظمة هذا العام، إلى جانب الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لمؤتمر بيجين المعني بالمرأة، أكد الأمين العام مضاعفة الجهود “لدعم حقوق المرأة في جميع المجالات”. (الأمم المتحدة)





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق