الصفدي من الرياض: نرفض التدخلات في شؤون المنطقة

هلا أخبار – عقد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، السبت، ووزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان مباحثات موسعة ركزت على سبل تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين المملكتين الشقيقتين وتناولت المستجدات الإقليمية والدولية.

وأكد الوزيران خلال المباحثات استمرار العمل على تطوير التعاون في مختلف المجالات، وعزم المملكتين الشقيقين تعزيز العلاقات الأخوية التاريخية التي تربطهما والتي يقود مسيرة توسعة آفاق التعاون والتنسيق في إطارها جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وبحث الصفدي والأمير فيصل الاستعدادات لعقد اللجنة المشتركة لبلورة خطوات عملية محددة لزيادة التعاون الاقتصادي.

وبحث الوزيران إجراءات المملكتين لمحاصرة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، والآليات المتبعة لضمان استمرار تدفق التجارة البينية على الحدود بين البلدين، ما يعزز الاستجابة المنسقة ويحفظ الاجراءات الصحية.

واستعرض الصفدي والأمير فيصل التطورات الإقليمية، في سياق التنسيق والتشاور المستمرين بين المملكتين في جهودهما حل الازمات الإقليمية وحماية مصالحهما المشتركة وتحقيق الأمن والاستقرار.

وأكدا أهمية تعزيز العمل العربي المشترك وتعميق التعاون العربي خدمة للقضايا العربية المشتركة.

وهنأ الصفدي الأمير فيصل على نتائج قمة العُلا وما حققته من مصالحة ستعزز التضامن العربي.

وبحث الصفدي والأمير فيصل التحركات المستهدفة لإيجاد أفق سياسي بشأن إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام العادل والدائم وفق حل الدولتين وعلى أساس القانون الدولي ومبادرة السلام العربية.

وفي هذا السياق، أطلع الصفدي الأمير فيصل على نتائج إجتماع مجموعة ميونخ الذي عقد في القاهرة مؤخراً.

وفي مؤتمر صحافي عقب المباحثات، قال الصفدي إن اللقاء جاء استمراراً لعملية التشاور والتنسيق المستمرة بين المملكتين تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وأكد الصفدي، “علاقاتنا تاريخية متجذرة استراتيجية، ونعمل دائماً على تفعيلها تعاونا أوسع في جميع المجالات، ومن هنا جاء هذا اللقاء اليوم في فترة تستدعي المزيد من التشاور والتنسيق بين المملكتين الشقيقتين لخدمة مصالحنا المشتركة وللإسهام في خدمة قضايانا العربية وتحقيق الأمن والإستقرار الذي يشكل هدفاً استراتيجياً لنا جميعاً.”

وثمن الصفدي الدعم المستمر والمواقف الأخوية التاريخية للسعودية في مساعدة الأردن على مواجهة التحديات الاقتصادية، “والرعاية الكبيرة التي توليها لحوالي نصف مليون أردني يقيمون ويعملون في بلدهم الثاني.”

وأشار الصفدي إلى أن السعودية هي أكبر شريك تجاري للمملكة، ولافتا إلى أهمية استثمارات صندوق الاستثمار السعودي وإلى التعاون في قطاعات النقل والتجارة وغيرها من القطاعات الحيوية.

وقال الصفدي، “نحن ننطلق من رؤى قيادتينا حيث يجمعنا الكثير من المصالح المشتركة والتي تتعزز بالعمل المشترك مع بعضنا البعض. تحدثنا اليوم حول عديد قضايا إقليمية تشكل تحديات مشتركة، وتحدثنا أيضاً عن الفرص التي يمكن أن نعمل معاً من أجل إيجادها لشعوبنا وللمنطقة برمتها”.

وقال الصفدي، إنه في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، “القضية المركزية الأساس، موقف المملكتين واحد، نريد سلاماً عادلاً شاملًا قائمًا على حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وفقاً للمرجعيات الدولية، ولمبادرة السلام العربية حتى تنعم منطقتنا بالسلام الذي تستحقه وتحتاجه.”

وأكد الصفدي تضامن الأردن والسعودية في مواجهة التحديات المشتركة، مبيناً “كما أكد سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني، أمن المملكة العربية السعودية هو جزء من أمن المملكة الأردنية الهاشمية، وبالتالي نحن نقف مع الأشقاء في كل الخطوات التي يتخذونها من أجل حماية أمنهم واستقرارهم.”

وزاد، “نتفق على رفض التدخلات في الشؤون العربية أي كان مصدرها، ونتفق أيضاً على أننا نريد أن ننهي التوتر في المنطقة، ولكن من أجل إنهاء التوتر في المنطقة، خصوصاً فيما يتعلق مع إيران، يجب أن نعالج جميع أسباب هذا التوتر بما في ذلك التدخلات في الشؤون العربية.”

وشدد الصفدي على إدانة الأردن الهجمات التي يشنها الحوثيون على السعودية، وقال “نرفضها تهديداً غير مقبول لأمن المملكة العربية السعودية والمنطقة والخليج، ونقف بالمطلق وبكل إمكاناتنا مع أشقائنا في هذا الموضوع.”

وقال الصفدي، “ننطلق في معالجة جميع التحديات التي تواجهها المنطقة وفق رؤىً تستهدف حلها وتحقيق الأمن والاستقرار وتعزيز العمل والأمن العربي المشترك”.

وقال الصفدي “أهنئ صاحب السمو على الإنجاز الكبير في قمة العُلا وما حققته من مصالحة ستسهم بشكل فاعل أيضاً في تحقيق درجة أكبر من التنسيق والعمل العربي المشترك الذي يخدمنا جميعاً.”

وفي إجابة على سؤال، قال الصفدي “نحن ملتزمون بثوابتنا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، السلام خيار استراتيجي عربي، ومتطلبات تحقيق هذا السلام أيضاً موضع إجماع عربي في ما يتعلق بحل الدولتين المستند للشرعية الدولية ضمن الثوابت والمرجعيات”.

وزاد الصفدي، “نحن نتطلع إلى العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة ومع المجتمع الدولي من أجل تحقيق السلام العادل والشامل الذي تقبله الشعوب، الذي يحقق الأمن والاستقرار الحقيقيين للمنطقة”.

وشدد الصفدي، في رد على سؤال، أن “أمن المملكتين مترابط، استقرارهما مترابط، كلانا يريد الأمن والاستقرار، وكلانا يعرف التحديات ويقاربها من منظور عقلاني واقعي، يريد ما هو الأفضل لدولنا ولمنطقتنا”.

وزاد الصفدي “عديد قضايا ساخنة في المنطقة، من القضية الفلسطينية، القضية الأساس، إلى سوريا، إلى ليبيا، إلى اليمن، إلى مكافحة الارهاب، كلها قضايا ننطلق في معالجتها من ذات الرؤى التي حددتها القيادتان ونستهدف حلها وتحقيق الأمن والاستقرار وتعزيز العمل والأمن العربي المشترك”.

وفي رد على سؤال حول علاقة المملكة بمجلس التعاون الخليجي، قال الصفدي “نعتز بالعلاقات التي تربطنا بمجلس التعاون الخليجي، هذه علاقات تتطور بشكل دائم وعلاقات تستند إلى تاريخ كبير من التعاون والتفاعل. نعمل مع كل الأشقاء من أجل تطوير هذه العلاقات في كل المجالات، هنالك مصالح أمنية، مصالح اقتصادية، مصالح سياسية تجمعنا، وبالتالي في هذا الإطار نعمل معاً، وأؤكد على ما قاله سمو الأمير بأننا نتطلع إلى مرحلة من العمل العربي المشترك أكثر فاعلية، وأكثر تنسيقاً وأكثر تعاوناً في ضوء مخرجات قمة العُلا، وفي مواجهة تحديات جديدة خصوصاً مع التغيرات في المشهد الدولي، حيث هنالك إدارة أمريكية جديدة ستبدأ عملها خلال أيام، وهذا كما نتفق يستدعي أن ننسق مواقفنا بما ينعكس خيراً علينا وعلى منطقتنا وعلى قضايانا بشكل عام”.

من جانبه، رحب سمو الأمير فيصل بالوزير الصفدي “يسعدني اليوم أن أرحب بأخي معالي الوزير أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية في بلده الثاني المملكة العربية السعودية”.

وأضاف، “أود بداية أن أهنئ المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في الذكرى المئوية على تأسيس الدولة، متمنيين للأردن قيادة وحكومة وشعباً مزيداً من التقدم والإزدهار والنمو والاستقرار”.

وبيّن سمو الأمير فيصل، أن زيارة الصفدي تأتي في إطار” تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين والتنسيق والتشاور المستمر فيما بيننا تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين”.

وقال الأمير فيصل، “عقدنا اليوم اجتماعاً موسعاً وبناءً ناقشنا فيه عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها علاقاتنا الثنائية التي تتميز بعمقها التاريخي والجغرافي ووشائج القربى، وتقوم على أساس الإحترام المتبادل وتحقيق مصالحنا المشتركة بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.

وأضاف “نوظف هذه العلاقات لتكون دعّامة للعمل العربي المشترك وصولاً لتحقيق استقرار الأمن في المنطقة”.

وقال، “يوجد علاقة اقتصادية قوية وتكامل اقتصادي جيد بين المملكتين بحكم الجيرة قبل كل شيء. هناك تبادل تجاري في شتى المجالات، إذ تستورد المملكة منتجات عديدة من الأردن، كما الأردن يستورد من المملكة، وأعرف أن هناك استثمار متبادل بشكل كبير وفعال، والمستثمرون السعوديون نشطون في المملكة الأردنية الهاشمية”.

وتابع، “مما ناقشناه اليوم عقد اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين المكلفة بالبحث عن مزيد من الفرص لتنمية هذه العلاقة الاقتصادية القوية”.

وفي الشأن الإقليمي، قال الأمير فيصل “ناقشنا جملة من القضايا الإقليمية والدولية ويأتي في مقدمتها عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أكدنا على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقا للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، وأهمية استئناف المفاوضات بين الجانبين لتحقيق السلام في المنطقة”.

وأضاف، انه “تم أيضاً مناقشة الأوضاع في كل من سوريا واليمن ولبنان وليبيا والتدخلات الخارجية في المنطقة”.

وأكد على أن “المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية متوافقتان في رؤاهما حيال هذه القضايا، والتنسيق قائم على أعلى المستويات بين البلدين الشقيقين”.

وبشأن علاقات المملكة العربية السعودية مع دولة قطر، قال سمو الأمير فيصل “العلاقات الدبلوماسية الكاملة سيتم استعادتها، ونأمل بأن نكون قادرين على إعادة فتح السفارات في الأيام القادمة، الأمر فقط يتعلق بالخطوات اللوجستية اللازمة لإعادة فتحها”.

وأضاف الأمير فيصل “التنسيق والتعاون في طرح قضايا الإقليم العربي أمام المجتمع الدولي ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية هو من أولويات التنسيق الذي نقوم به وهو من الأمور التي سيتم مناقشتها سواءً داخل مجلس التعاون الخليجي أو جامعة الدول العربية وبين الدول العربية”.






الوسوم
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق