الغبين: شهداء الكرامة أيقونة الوطن

هلا أخبار – أكد مدير التوجيه المعنوي العميد الركن طلال الغبين، أن ذكرى معركة الكرامة لها معانٍ عميقة في مئوية الدولة الثانية، حيث سيمضي الجيش العربي الأردني بثقة وعزم واقتدار حاملاً مبادىء الثورة العربية الكبرى وقيم ومبادئ الجندية الأردنية المبنية على معاني الشرف والرجولة والكرامة.

وقال خلال مداخلته، الأحد، على إذاعة “جيش إف إم” عبر برنامج عوافي بمناسبة ذكرى معركة الكرامة، إن هذه المعركة سطر فيها أبطال الجش العربي أسمى آيات التضحية والفداء وأثبتوا أن النصر يأتي مع الصبر.

وأضاف: أن الجيش العربي وخلال الكرامة (معركة الصبر والثبات) التي حصلت في 21 آذار عام 1968، كان العدو يخطط لنزهة إلى الأردن ويسعى من خلالها إلى احتلال مرتفعات السلط، وبدأ الهجوم بفرقة مدرعة واستخدم 4 محاور، حيث كان لها الأردنيون بالمرصاد واستطاعوا تحقيق النصر وتلقين العدو درساً قاسياً وألحقوا بهم الخسائر الفادحة، وكانت في مجموعها أكثر خسائرهم خلال الحروب العربية – الإسرائيلية والتي بلغت 250 قتيلاً 450 جريحاً وتدمير 88 آلية مختلفة، في المقابل قدم الجيش العربي الأردني 86 شهيداً 108 جريحا.

وتابع قائلاً : إن شهداء الكرامة هم “أيقونة الوطن”، فمعركة الكرامة تمثل نقطة تحول وانعطافة مهمة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي خاصة أنها جاءت بعد حرب حزيران عام 1967، مشيراً إلى أنه في الكرامة أحرز الجيش العربي الأردني أول نصر عربي على الجيش الإسرائيلي وأنهى الأسطورة التي كان يتغنى بها بأنه الجيش الذي لا يُقهر .

وأشار إلى أن الكرامة هي أكثر من معركة بل هي قصة أردنية كتبها نشامى الجيش العربي في زمن القهر واليأس، وقد جاءت دُرة في تاريخ العربي العسكري وكانت معنى للزهو ومدعاة للافتخار .

واستعرض الغبين البيئة الاستراتيجية التي كانت سائدة في ذلك الوقت، حيث خرج العرب من حرب حزيران وكانت الأمة في حالة انكسار للمعنويات ومازال الشعور بالهزيمة هو الشعور السائد وكان هناك غياب للأمل وشعور بالإحباط للأمة بعد هزيمتين متتاليتن في عامي 1948، 1967، في المقابل كان هناك شعور بالغضب لدى الجيش العربي الأردني الذي لم يُهزم في حروبه مع العدو واحتفظ بالقدس والضفة الغربية في عام 1948 ويتذّكر العدو ذلك في القدس واللطرون وباب الواد ونابلس وجنين وأسوار القدس، حيث مزالت الشواهد عالقة لهذه اللحظة ومازلت مقابر الشهداء حاضرة .

وقال إن الجيش العربي لم يُهزم بل فُرضت عليه ظروف غير مواتية أدت إلى النكسة، فالجيش العربي استطاع إعادة تنظيم نفسه والبدء للتحضير للمعركة القادمة لأنه كان على يقين بأن المعركة قادمة، فكل جندي في هذا الجيش هو مشروع شهيد.

وأضاف أن روح الكرامة هي نفس الروح التي حقتت النصر على هذا الثرى الطهور في مؤتة واليرموك وأجنادين وحطين وعين جالوت والقدس وميسلون، وهي نفس الروح بإمكانيتها البسيطة التي استطاعت أن تُلقن العدو درساً لم ولن ينساه، حيث كان جلالة المغفور له الملك الحسين قائد النصر، كما كان له الدور القيادي المباشر وكان قريباً من جيشة، الأمر الذي كان عاملاً حاسماً في تحقيق النصر والصمود.

وأكد أن للقيادة المباشرة وتلاحم القادة الصغار للضباط والقادة في الميدان كان لهم دور أساسي ومباشر في حسم المعركة، التي كان شعارها “المنيّة ولا الدنية”، فالأردن بقيادته وبجيشه العظيم وبعزيمة البواسل من القوات المسلحة الأردنية استطاع أن يعيد للأمة أمجادها من خلال هذه المعركة.





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق