انتخابات إسرائيلية خامسة في الأفق

كتب: العين محمد المومني

بقليل من الاهتمام السياسي جرت الانتخابات الاسرائيلية الرابعة غير المسبوقة في غضون عامين.

النتائج تشير إلى عدم الحسم: معسكر اليمين حصل على 59 مقعدا وذلك اقل بمقعدين من الاغلبية المطلوبة (61) من اصل 120 عدد مقاعد الكنيست، ومعسكر الضد لنتنياهو حصل على باقي المقاعد لكنه معسكر مبعثر ايديولوجيا وتنظيميا تجمعه سمه واحدة وهي الرغبة بتغيير نتنياهو ما لا يكفي لخلق إجماع يشكل حكومة.

نسبة التصويت في الانتخابات كانت اقل من سابقتها، لكن النتائج تشير لزيادة في مقاعد احزاب اليمين الصغيرة من غير حزب الليكود، تراجع لمقاعد القوائم العربية المبعثرة غير الموحدة في هذه الانتخابات، وانحدار حاد لمقاعد حزب ازرق ابيض بعد ان خسر الكثير من دعم الناخبين له إثر تخليه عن موقفه المبدئي الأهم وانضمامه لحكومة الليكود بقيادة نتنياهو لم تستمر إلا لأشهر.

المشهد برمته يؤكد ما نعرفه جميعا من استمرار الانزياح الانتخابي الاسرائيلي نحو اليمين، وعدم القدرة على الحسم لتشكيل حكومة، ما جعل كثيرين يتوقعون انتخابات خامسة قريبا. تتعزز القناعات بانتخابات خامسة قادمة في ضوء الصعوبات المتوقعة امام نتنياهو لتشكيل حكومة، وان ائتلاف اليمين سيكون بحاجة لبعض اصوات اليسار والوسط التي لا يبدو استقطابها عملية سهلة.

كما أن الانتخابات السابقة كلها، محور الجدل الاساسي كان نتنياهو كشخص، بين مؤيدين يرونه عبقري انتخابات وسياسيا ماهرا، ومنتقدين يرونه سياسيا متلونا متقلبا انتهازيا شعبويا أضر بالمشهد السياسي برمته مستعد للتضحية بمصلحة بلاده في سبيل بقائه السياسي.

الفريق المناهض لنتنياهو غاضب جدا من استمرار نتنياهو السياسي في ضوء فضائح الفساد والرشوة التي تلاحقه قضائيا، ويحاول هؤلاء استصدار تشريع يمنع المتهمين بهكذا قضايا من تشكيل حكومة ويرون ان هذا امر ممكن في الكنيست المقبل.

استثمر نتنياهو انتخابيا نجاح حكومته في حملة التطعيم ضد كورونا التي وصلت إلى 60 % من السكان تم تطعيمهم وهي من اعلى النسب بالعالم، كما استثمر الاتفاقات مع الدول العربية ليسوق نفسه للناخبين كسياسي قادر على جلب السلام مع العرب بل وجلب استثماراتهم ايضا.

وصل به الامر ان وعد برحلات من اسرائيل لمكة المكرمة مباشرة لأداء فريضة الحج للعرب المسلمين الناخبين. هذه الأبعاد طغت على غيرها عند تقييم الناخبين لنتنياهو والنتيجة كانت عدم معاقبة نتنياهو على فساده في الانتخابات.

نتنياهو بكل سوئه سيبقى معنا لفترة من الزمن، رغم كل فساده وسيئاته السياسية الاقليمية.

نحن في الأردن والاشقاء في فلسطين اكثر من يعرف ويخبر نتنياهو، نعي تماما حجم أذيته لأجواء السلام الاقليمي، والى اي مدى شعبويته السياسية اضرت بالقضية الفلسطينية وعلاقات اسرائيل مع الأردن وفلسطين، ونعلم تماما ان الاشقاء العرب سيكشفون حجم انتهازيته قريبا، وقد رأوا بأم اعينهم كيف حاول توظيف استثماراتهم انتخابيا.

 

الغد





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق