في تعزيز مسألة الثقة

كتب: د.حازم قشوع

تقوم حركة تشكيل مسارات المجتمع وفق نماذج ثلاث منها ما هو طبيعي او بدائي يقوم الفرد بتحديد مساره داخل المجتمع بطريقة ذاتية دون مساعدة موضوعية حيث يبدا ذلك بالاهتمام والهواية ويقوم الفرد بالبناء عليها من خلال وجبات التعليم او التدريب او من خلال العمل الذي يقوم علي التجربة بالبرهان وهي منظومة عمل تقوم علي الفطرية عن طريق اكتشاف الموهبة الذاتية والاعتماد عليها المعيشة وطريقة الحركة داخل المجتمع.

أما النموذج الاخر فهو نموذج صناعي ترسمه البيئة الحاضنة لحركة المجتمع لذا فهو برنامج ضاغط يستند لتوليد المواهب وابتكار المهن تحت وطأة ضغط البيئة المحيطة او المصنعة حيث يعتمد نظام القوالب السير باتجاه واحد وكما يعتمد نظرية الكم في اختيار المساق يقوم على النظام التقليدي.

في منهجية العالم الوجاهي وثقافة الهوية والحرفة وتحديد نوعية الماهية والعمل على توظيفها وصقل محتواها وهو نموذج يحدده الظرف الموضوعي الطبيعي او القسري كونه ناشئا او منشأ في اطار التكوين المجتمعي.

واما النموذج الثالث فهو نموذج يقوم علي نظرية الذكاء الاصطناعي والانظمة العصرية ويعمل من اجل تشكيل مناخات الهويات الثقافية ضمن منظومة تطوير السلوك عن بعد عبر مرحلة الاستقطاب الذهني والبناء الوظائفي من خلال برنامج عمل يعتمد انظمة الايقونة في التعميد واعتماد البيئة الافتراضية في التاثير علي مسارات الحياة وتحقق افرازات جديدة في حركة الفرد داخل المجتمع عبر الاستجابة عن بعد.

وبهذا تكون المجتمعات تعيش في ثلاث اطر ثقافية ثلاث هي الفطرية والبيئية والاصطناعية، وتكون حركة الافراد داخل المجتمع تعتمد الى بوصلة اتجاهات مختلفة ومسلكيات عمل متباينة وتعيش كل منها في حواضن مختلفة في البيئة والنشأة وحتى تشكيل مسارات العمل، لذا كان العمل مع اي منها بحاجة لادوات مختلفة فما يمكن استخدامه في نموذج لا يصلح للعمل في آخر وهي نماذج عمل تبين ان التقسمات الفئوية قد تؤثر على بناء النموذج المجتمعي لكن لا تشكله فالفئات الشبابية او الطبقية او حتي الوظيفية والمهنية اصبحت نماذج نظرية لا يمكن اعتمادها في بناء عناصر التاثير وتحقيق عوامل الاستجابة في بيئة تكوين الوعاء الثقافي الذي تريده لاعادة بناء حركة المجتمع او تحديد اولوياته او وجهات اتجاهاته.

وفي المحصلة فان الادوات التي كانت تستخدم لتحقيق درجات الاستجابة في النماذج الاجتماعية الفطرية والبيئية باتت غير صالحة لايجاد حالة تاثير حتى لو كانت سطحية علي النماذج الاصطناعية في الحركة المجتمعية وهذا ما يجعل مفاتيح العمل لا تعمل بطريقة ناجعة في رسم معادلات التاثير الوجاهية والافتراضية وتكوين عناصر الاستجابة فالمشكلة ليست بالرسالة بل في العامل الناقل الوجاهي والاعلامي، وهذا ما بحاجة الي اعادة توظيف واعادة هيكلة في تشكيلة هذه المنظومة لتحقيق عناصر الاستجابة من اجل تعزيز عامل الثقة المستهدف.

الدستور





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق