علمنا عال نعم

علمنا عال نعم عندما رفعه الابطال على دبابات العدو المحترقة بعد ان هزم في الكرامة الخالدة وليس عندما جعلته امانة عمان سياجا على شوارع ليدخل غينيس وكأنهم خاضوا معركة ضروس.

علمنا عال نعم عندما رفعه لواء الاربعون وهو متوجه ليحمي دمشق من غزو الصهاينة الاوباش وليس عندما رفعته المؤسسات بكلف مالية بالاف الدنانير الكفيلة باطعام الاف الجوعى في وطني.

علمنا عال نعم عندما رفعه الاشاوس من بني وطني على اسوار القدس واقسموا ان لا يطيح الا على اجسادهم شهداء يرتقون الى السماء وليس عندما يضعه مسؤولون على سياراتهم الفارهة وهي تبحث عن وجبات افطار للمدام التي لم تجد وقتا لتطهو لممتطي صهوة سيارة الدولة.

علمنا عال عندما يرفعه مواطن على منزله ويفطر خبزا وشايا ثم بحبور يردد “اللهم احمها نعمة واحفظها من الزوال”.

علمنا عال عندما كنا نهتف صغارا في طابور الصباح خافق بالمعالي والمنى ثم بفرح طفولي ترفعه ايادينا المرتجفه على السارية بحبل المصيص وكنا ندرك ان لن يأتي يوم فيه يتقدمنا لصوص ليعطونا في الوطنية دروس الصبر والحكمة وهم يبحث عن ملاذات امنة يخزنون فيها دمنا الذي باعوه بثمن بخس.

علمنا عال نعم فالعذر منكم ايها المحتفلون لقد خبأته في قلبي رسمت الوانه كلها هناك واقسمت ان لن يطيح ولكل امرء فيما يحاول مذهب.