حتى لا يفوتكم قطار السياحة

كتب: عصام قضماني

بمجرد أن تضع حرب كورونا أوزارها ستنفجر حرب من نوع اخر الا وهي السياحة.. فالبشر «المحشورون» لسنة ونصف حتى الآن سينطلقون في كل اتجاه.

لكن السباق المحموم على قطف هذا الكنز بدأ فعلا فالدول الاسرع فيفتح أبوابها ستكون الإسرع في قطف الثمار.

السباق كان بدأ فعلا قبل معركة كورونا وقد لاحظنا التطورات المثيرة على خارطة السياحة في المنطقة، فمن كان يتصور أن تتحول دول تعتمد على النفط كقوة اقتصادية إلى السياحة كاقتصاد بديل.

دول محافظة سارعت بفتح حدودها للأجانب واصبح منح التأشيرة فيها عبر منصات إلكترونية، أو عبر الهواتف الذكية.

عشرات البرامج الترويجية لمرافق سياحية ترفيهية وتاريخية ترافقها تسهيلات واسعة.

مع تسارع قرارات الانفتاح في ثمة خارطة جديدة تتشكل وستكون دول مثل تركيا ومصر ولبنان وسوريا وحتى بعض بلدان أوروبا في حالة ترقب فالدول المعروفة بالأكثر تصديرا للسياح ستصبح الأكثر جذبا لهم.

العنوان هو تنويع مصادر الاقتصاد، بعيداً عن النفط، بالفعل انخرط نحو 900 ألف سعودي في قطاع السياحة والسفر. في إشارة إلى تصدر هذا القطاع سلم الأولويات لكن يبدو أن المسؤولين في الاْردن يصرون على أن يتأخروا خطوات!. المنافسة المقبلة إيقاعها سريع سيفرض تحديات كبيرة تتطلب أن تصبح صناعة السياحة في الاْردن مهمة دولة.

التوافق على أن السياحة مصدر للعملات الأجنبية، وخلق فرص عمل كثيفة ودائمة موجود لكن العمل ليس كفؤا.

لا ترويج بشي بالاستعداد لهذه المعركة فلا صور ولا برامج ولا اهتمام بصورة الاردن المنفتح المرحب بضيوفه بمؤهلاته الجغرافية والتاريخية والمناخية وهو جزء من الأراضي المقدسة وبوابة إلى القدس وبيت لحم. السياحة في الاْردن على تواضعها تجلب أضعاف ما يحصل عليه الاْردن من مساعدات ومنح وهي قادرة على اعفاء الحكومة من الاقتراض.

المعيقات في قطاع التطورات تفرض ايقاعا أسرع فلا يجوز أن نضع أقدامنا في مياه باردة كما يقال ومن غير المقبول أن ندير ظهرنا لها وكأنها لا تعنينا ومن غير المعقول أن تكون ردود فعل المسؤولين معاكسة أو أن تجنح إلى مزيد من التشدد والتعقيد تحت مبررات عفى عنها الزمن.

الخسارة حتى الآن فادحة ليس من السهل تعويضها لكن الأسوأ كان في فقدان 46 بالمئة من العمالة السياحية في الأردن لوظائفهم وإغلاق ١٣٦ فندقا ومئات المطاعم والمرافق السياحية.

حتى لا يفوتنا قطار السياحة السريع عودتها بسرعة متطلب أساسي اليوم قبل غدٍ.

الرأي






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق