سياسيون: العفو والتسامح بقضية “الفتنة” من ديدن الهاشميين

هلا أخبار – يوسف الشبول – حرص جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين خلال شهر رمضان المبارك على إظهار قيم الحكمة والتسامح والعفو التي يتمتع بها الهاشميون.
وفي أول لقاء لجلالة الملك مع شخصيات من عدة محافظات بعد قضية عرفت باسم “الفتنة”، أوعز للمسؤولين المعنيين إلى اتباع الآلية القانونية المناسبة بالإفراج عن بعض الموقوفين على إثرها، وأرادهم محاطين بعائلاتهم خلال الشهر الفضيل.
حكمة ملكية بالإفراج عن المتهمين، ودليل ذلك قول جلالة الملك ليكون “كل واحد من أهلنا اندفع وتم تضليله وأخطأ أو انجر وراء هذه الفتنة” التي وئدت في بداياتها، بين أهلهم في أسرع وقت، على اعتبار أن الأسرة الأردنية واحدة، وهي سمة خالدة للهاشميين على مدار الأزمان.
جاء ذلك في رد جلالة الملك على مناشدة عدد من الشخصيات من عدة محافظات، بالصفح عن أبنائهم الذين انقادوا وراء هذه الفتنة، بعد أن رفعوا عريضة لجلالته موقعة من شخصيات عشائرية، مستذكرين قيم الهاشميين في التسامح والعفو، خلال لقاء عقد في قصر الحسينية، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد.
وما هي ساعات حتى أعلن النائب العام لمحكمة أمن الدولة القاضي العسكري العميد حازم المجالي الإفراج عن 16 متهماً في قضية الفتنة باستثناء عوض الله والشريف حسن.
سياسيون كانوا ضمن الشخصيات التي التقت جلالة الملك تحدثوا لـ”هلا أخبار”، الخميس، وقالوا إن الإيعاز الملكي أنهى جدلا وقضية قد تفتح جروحا أخرى وتؤدي إلى تأثر الأردن ككل، معتبرين إغلاق القضية من أفضل الحلول الممكنة.
وأكدوا أنه رسالة ملكية بقصر حبل المؤامرات والقدرة على محاصرة ما يضر بالبلد ويزعزع استقراره، مشيرين إلى ديدن الهاشميين في إدخال السرور إلى قلوب الأردنيين بالعفو والتسامح والسمو عن الأخطاء التي يرتكبها البعض.
وبينوا أن الحكمة والعفو والصفح سمة خالدة للهاشميين على مدار الأزمان، وتمثل الإيعاز الملكي باعتبار الموقوفين في قضية الفتنة من أبناء الوطن، ولهذا آثر جلالة الملك باستمرارها.
** المصري: إغلاق القضية يعتبر من أفضل الحلول الممكنة
وقال رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري إن إيعاز الملك بالنظر بآلية الإفراج عن بعض موقوفي قضية الفتنة خطوة محنكة ومقبولة إنسانيا وسياسيا.
وأوضح في حديث لـ”هلا أخبار” الخميس، أن الإيعاز وما تلاه من الإفراج عن 16 متهماً في القضية باستثناء عوض الله والشريف حسن، أنهى جدلا وقضية قد تفتح جروحا أخرى وتؤدي إلى تأثر الأردن ككل.
وبين أن إغلاق “هذه القضية المؤلمة” يعتبر من أفضل الحلول الممكنة سواء للمعتقدين بوجود مؤامرة أو لغيرهم، مشيرا إلى أن هذا الإيعاز يؤدي إلى تأثير إيجابي على الوضع العام في الأردن والثقة والأمان والنظام.
** الحلايقة: رسالة ملكية بالقدرة على محاصرة ما يضر بالبلد ويزعزع استقراره
من جهته، قال رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي نائب رئيس الوزراء الأسبق محمد الحلايقه إن هذا الإيعاز من ديدن الهاشميين في إدخال السرور إلى قلوب الأردنيين بالعفو والتسامح والسمو عن الأخطاء التي يرتكبها البعض.
وأوضح في حديث لهلا أخبار أنه وحتى في زمن الفتنة والأحداث التي رافقتها لم نلمس مظاهر غير عادية، وكان هناك قلق يشوب نفوس الأردنيين، لكن تتابع الأحداث أثبت أن الأردن قوي وصامد كما قال الملك.
وأشار إلى أن الملك نوه بأن المؤامرات ليست بجديدة على الأردن ودائما نخرج منها بصورة أقوى.
وقال إن هذا أول لقاء لجلالة الملك مع عدد من الشخصيات بعد قضية الفتنة، وكان طيبا عامرا بحديث الملك ومداخلات الحضور.
ولمس ثقة الملك بمسيرة الأردن، ولو أنه عبر عن صدمته وألمه لما جرى، لكنه تحدث بثقة عالية عن تجاوز المحن بتكاتف الأردنيين خلف القيادة وأن هذا البلد قوي بقيادته ومؤسساته وأجهزته الأمنية والعسكرية.
وبين أن الملك أراد إرسال رسالة للمواطنين مفادها أن المؤامرات حبلها قصير وقادرون على محاصرة ما يمكن أن يضر بهذا البلد ويزعزع استقراره، مطمئنا أن ما مر قد انتهى وسيزيدنا منعة وصمودا.
ولفت إلى تفاؤل الملك بالمستقبل، متحدثا بالإصلاح السياسي والإداري ومعاناة المواطنين وضرورة التخفيف عنهم وتحقيق وضع أفضل لهم.
** الجازي: الحكمة والعفو والصفح سمة خالدة للهاشميين
بدوره، أكد العين والوزير الأسبق يوسف الجازي أن الحكمة والعفو والصفح سمة خالدة للهاشميين على مدار الأزمان، وتمثل الإيعاز الملكي باعتبار الموقوفين في قضية الفتنة من أبناء الوطن، ولهذا آثر جلالة الملك إنهائها.
وأوضح في حديث لهلا أخبار أن جلالة الملك نوه بأن أبناء الوطن هم أبناؤه وأهله، مشيرا إلى إيعاز جلالته لرئيس الوزراء أثناء اللقاء بإجراء آلية عودة المتهمين إلى بيوتهم.
وقال إنه بدا على جلالة الملك خلال اللقاء أن الحدث كان غريبا ولوحظ مدى ألمه مما حصل، وكما قال “كان يريد له أن يعالج بهدوء أكثر”.
ولفت الجازي إلى حكمة الملك في تجاوز هذا الأمر والعفو عن المتهمين مستشهدا بعبارة قالها الملك “من أهلنا” على اعتبار أن الأسرة الأردنية واحدة.
وأشار إلى اتضاح وصول مناشدات وعرائض لجلالة الملك بالإفراج عن المتهمين، متابعا أن “من حضروا اللقاء من أصحاب الدولة والمعالي وشيوخ العشائر كانوا يتفقون مع ذلك”.
ولفت إلى اتسام اللقاء بالدفء واهتمام الملك “راعي المسيرة” بشؤون الوطن والمواطنين بشكل عام.