القيادة الروحية.. إبان كوفيد

د. غدير خطايبة.. تخصص الإدارة التربوية

شهد عام 2020 انتشار فيروس كورونا المستجد (COVID- 19) الفيروس القاتل في دولة الصين الشعبية، ثم ما لبث هذا الوباء إلى أن انتشر في جميع دول العالم، والذي شكل جائحة في جميع جوانب الحياة وليس على الجانب الصحي فقط وبشكل يفوق حد الوصف.

وبما أن المؤسسات ولا سيما المؤسسات-التربوية والتعليمية- لا تعمل بمعزل عما يجري في العالم، فإن هذه الجائحة وما فرضته من تغيرات وتحولات كبيرة شكلت تحدي كبير على الأساتذة الجامعيين، وأثرت بالصحة النفسية لدى الكثير منهم إذ أشاعت المشاعر السلبية لديهم، فكانت انعكاساتها كبيرة، فقد حجّمت طاقاتهم وقدراتهم على التعامل مع هذه الجائحة بكل احتراف وكفاءة ومقدرة على تقديم الأداء المتميز.

إن مثل هذه الأزمات قد تخلق في النفس شعورًا بإننا نسير في الطريق الخطأ أو ننتج ما هو سلبي (القلق). ولذلك لا بد من تعظيم دور القائد الأكاديمي الروحي، بما يمتلكه من طاقة روحية عظيمة وعميقة الأثر تُعد محرك للآخرين نحو الارتقاء والتطور، إذ إن قيادته لا تفنى ولا تستحدث، وبها قوة خفية وكامنة غير قابلة للهلاك والانهيار في المآزق بتحولاتها وتبعاتها المختلفة، فهي تجعل الأساتذة ينجزون ما لم يكن بالحسبان، كما أنها تتجلى في الأوقات الحرجة.

فهي مفتاح الإصلاح الأكثر عمقًا واستدامةً. إذ من يتصف بالقيادة الروحية يكون ذا تركيز عالٍ حاضر الذهن ومتقدًا نشطًا حيويًا فعالًا في مؤسسته. ومن هنا نحن بحاجة إلى قيادة إدارية عظيمة نعدها ندًا لهذه الجائحة بكل ما أوتيت من الإيمان والأمل واليقين، من أجل حشد قوى العمل، واستثمار طاقات الأساتذة. فمثل هذه القيادة تبعث في النفس السكينة وتحقق الجمال والنجاح والإبداع بشكل لا مثيل له.

كما أنها تنشر فيضٌ لطيفٌ من الفرح ينبعث في الأعماق، يستثير الدافعية ويولد الطاقات الإبداعية ويحقق الوجود والذات بشكل نقي، ويضع الأساتذة على طريق قويم به يقدمون وينجزون.





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق