الخطوط الحمراء وثوابت السياسة الأردنية

كتب: الفريق المتقاعد علي سلامة الخالدي

الحرب بين إسرائيل وغزة عَكَست قواعد إشتباك مختلفة، لكن ّ الثوابت والخطوط الحمراء للمصالح الوطنية العليا، والحقوق الوطنية الفلسطينية لن تتغير، لأنّ هذه الثوابت تتميز بالوعي السياسي والشعور القومي والإنتماء الوطني، فلا أمن ولا استقرار لأحد دون تلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، هذا جزء رئيس من العقيدة الدينية والمبادئ القومية نحو شعب فلسطين، سواء المرابطين هناك أو المهاجرين هنا الذين أُخرجوا من ديارهم ظلماً وزوراً وبهتاناً.

صحيح أننا نعيش في إقليم منصهر محترق قابل للإنفجار والتشظّي، نتحرك في حقول ألغام دولية سياسية، ودهاليز مصالح، ومنعطفات مكائد، نسعى للتموضع المناسب للذود عن المسجد الأقصى والقدس وباب العامود وحي الشيخ جراح، وبكل الوسائل وبكافة الإمكانيات المتاحة، لأننا نطأ جمر الجرح الفلسطيني، نتأثر بالنزيف الدائم، نعاني مرارة الظلم والقهر والتهجير والإحتلال، والتطاول المستمر على حرية العبادة ، ومحاولات التشويه الجغرافي، والتهجير الديمغرافي، لخلق حقائق جديدة، لتغيير الهوية الفلسطينية، واستبدالها بالمستوطنين الذين جاؤوا لفيفا?.

للإستيلاء على كامل أرض فلسطين، وجعلها أرضاً خاصةً لليهود، باعتبارها مصدراً للعيش والحياة وضمان البقاء.<br><br>عدم وجود حلّ شامل وعادل ينهي الإحتلال ويلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فالإنتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى وضد المقدسيين، تُشعل أعمال العنف، تهدد استقرار وأمن المنطقة، تغذي الكراهية، تنمّي الشعور بالظلم والإستعباد، هذا الوضع هو جمر تحت الرماد، يوشك أن يكون له ضِرام، «فالنارُ بالعيدانِ تُذكى… والحربُ أوّلها كلامُ»، تبقى القدسُ رهينةً بين الثعلبِ الإسرائيلي والذئب الإيراني إلى أن يزول الإحتلال.

ثوابت السياسة الأردنية، رسمت خطوط حمراء حول القدس وحول الوصاية الهاشمية الأردنية للأماكن المقدسة ورفضت صفقة القرن، وقالت كلّا للتوطين، وكلا للوطن البديل، هي خطوط حمراء، من عيون أردنية حمراء ضد الإحتلال الزائل لا محالة، ولو بعد حين.

الرأي






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق