لنقف مع الأردن، ونحذَر من الفتن!

كتب حازم الضمور

لنتفق أن الأردن اليوم يواجه واقعاً مختلفاً، فقضيتنا الرئيسية في فلسطين أمام تحديات تطبيق العدالة وإقرار الحقوق واحترام الإنسانية، وهو الموقف الذي تنادي به وتتفق عليه مؤسسات الدولة الأردنية ومكوناتها، ويتسق معه الشعور الوطني ويُجمع عليه الشعب والشارع بجميع أطيافه.

إن الموقف والدور الأردني راسخ وثابت في دعم القضية الفلسطينية منذ الأزل، ولا يجب أن يكون محل خلافٍ أو إنكار أو أطروحة للنقاش عند القاصي أو الداني، الكبير أو الصغير، فالقضية بالنسبة لنا تحاكي التاريخ والديمغرافيا،

وأمام هذه الحقائق يغيب كل وزن وقيمة وأثر لتلك الأصوات النشاز الساعية إلى استغلال التعاطف الشعبي مع الأحداث الراهنة في فلسطين، محاولة ركوب الموجة وتصدر المشهد بالمواقف الباكية والآراء النضالية ومهاجمة الأردن شعباً وقيادة، ونعتنا بأقصى الصفات، والترويج لدولتنا بأنها حامية للظلم والعدوان، وكأننا العدو في نظرهم، مع أننا نحن أهل الثبات والنصر في حرب الكرامة.

وجيشنا لا يزال هو جيش الكرامة، الجيش العربي، ولا يعني وعينا بمنطق السياسة وضرورة أن تتسق سياساتنا مع المتطلبات المحلية والقنوات الدولية، إغفالَ أن جميع الخيارات مفتوحة ومتاحة أمامنا عند الحاجة لها، بعيداً عن الانفعالية والعواطف التي لا تتوافق مع المعطيات والتجربة الأردنية، وهي التجربة التي تحدّت صفقة القرن وحّدت من مطامعها وتغلبت عليها في مواضع كثيرة، وهي ذاتها سياسة الأمس واليوم التي تجنبنا ما لا يحمد عقباه مما ينادي به هؤلاء الـشعبويون.

وما هذه الأصوات إلا جزء من منظومة خارجية متآمرة تسعى إلى الإخلال بالاستقرار وضرب السلم والأمن، وزعزعة مؤسساتنا، وبث الفرقة بيننا، وتُموّل ويُروّج لها في الغرف المغلقة في الخارج التي تعادي موقف الأردن الثابت إزاء القضية الفلسطينية وحقوقها القانونية.

من المهم اليوم تفادي مثل هذه الأصوات والتركيز على الحالة الفريدة للتلاحم والتكاتف بيننا وبين أهلنا في فلسطين، وأن نكون العون والسند لدولتنا الأردنية التي تدفع ثمن مواقفها من القضية الفلسطينية، ولا أستبعد أن جزءاً من بداية الحكاية في حي الشيخ جراح كان يقصد به استهدافاً للأردن وقيادته.

لقد أثبت الأردن أن الإرادة أساس النصر، وأن الجغرافيا أكثر صلابة من التاريخ الذي يكتبه المغتصب.

حازم سالم الضمور






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق