صفحة جديدة من أول السطر
كتب: د. حازم قشوع
يكاد ان يجزم اغلب المتابعين لشان الشرق الوسط ومراقبي حركه المجتمعات فيها ان الهوة الاساسية بين الانظمة العربية وبين مجتمعاتها نابعه من تعاطف الراى العام العربى مع القضيه الفلسطينية وتفهم انظمة عربية لاهمية وجود اسرائيل كقوة مركزية فى المنطقة وهى معادلة وان تبدوا طبيعية لكنها تحمل دلالات عميقه تتعلق بالحمايه والرعايه والعناية التى من المفترض ان تقوم بها هذه الانظمةمه للحفاظ على مفهوم السياده والعامل الذاتى الذى يشكله النظام العربى لمجتمعاته .
وما بين المقتضيات السياسية التى تقف عليها الانظمة العربية وظروفها والمناخات الشعبية التى تخيم على الراى العام فيها تكمن العوامل الاساسية الثلاث و التى من المفترض ان يقدمها النظام للمجتمع وذلك وفق القاعده النسبيه التى تعتمد على تقديم النظام لذاته بهدف تشكيله للمرجعيه السياسية والقانونية ولاعتباره الممثل الرسمي الذى يشكل بدوره للمجتمع درجه المنعة وعنوان الممانعة.
ومن الثلاث موجبات التى يحرص على تقديمها النظام لذاته والتى تتمثل فى (الحماية والرعاية والعنايةه ) وذلك لتحقيق ثلاث نتائج للمجتمع وهى ( المواطنة والوطنية والانجاز ) ، فالنظام الذى لا يقدم ثلاث لن يحصل على ثلاث من المجتمع فيما تتفاوت النسبه بين ما تقدمه المجتمعات و مقدار احراز الاهداف والغايات المتوخاه فى الخطط التنمية والنمائية واستراتيجية العمل التى يتم تطبيقها بمقتضى التقليل من تاثير الظروف الموضوعيه على الحواضن الاجتماعيه وذلك بحساب نسبة الموجبات على واقع المقتضيات فى معادله ميزان الحواضن على المجتمع. فالنظام الذى يقدم الحمايه والراعيه والعنايه بنسب متدنيه لن يحصل فى المقابل من المجتمع على نسب عاليه من المواطنه والوطنيه والانجاز ، ولان هذه العوامل من العناصر الرئيسيه الثلاث التى ترتبط عضويا بطريقه فى الارتقاء بعامل الانتماء وتعظيم درجه الولاء فالانتماء للجغرافيا السياسية والمجتمع هو العامل الذى يكافح الفسادويساعد على الابتكار ويبنى منظومه مؤسسات ويقوم على تطويرها والولاء للنظام كما هو الولاء لفريق العمل فى الاطار المؤسس يعتبر عنوان رئيس للتقيد بالضوابط والاطر الادارية فى التنفيذ برنامج العمل على اكمل وجه حيث تعتبر ذلك من الاركان الرئيسية فى تحقيق عناوين الانجاز ، فان الولاء للمؤسسة ان صلح صحت معه المنظومه الادارية واخذت المؤسسة بالنمو والنماء .
ومما نقدم نسطيع القول ان مساله الاصلاح الادارى مرتبطه عضويا بالاصلاح السياسي فلا اصلاح ادارى دون اصلاح سياسي لان مركب البناء مبنى على سقوف متاوليه وهى مصفوفه لا تتركب من اعلى لادنى بل تاتى من ادنى الى اعلى وان كان الاصلاح فيها ياتى من اعلى هذا لان تغيير بيت الهوم وهو المعنى بتغير منظومه العمل او إصلاحها إما بشكل شامل او شكل جزئي وهو ما يشكل جوهر المشكله الاداريه واساسها فالذى لا يمتلك الرؤيه والرسالة وبرنامج عمل لا يستطيع تطوير الاداء او اصلاح المنظومة، لذا كان الوصف الوظيفى بحاجه الى حكومة سياسية تقوم على وضع برنامج يقوم على سياسيه اداريه جديدة ويراعى فيها اصلاح نماذج العمل القطاعية التربوية والصحية والخدماتية وتعمل ضمن سياسيه اقتصادية تقوم على تطوير نماذج العمل الزراعية والصناعية والخدماتيه والمعرفية بحيث تقوم على تطوير نظم العمل لتكون من على مفهوم ( القالب العام) فى تقديم برنامج العمل بحث تسعى لتاطير الحاله القائمه لولاده حله جديد تنسجم فى السياق مع الثقافه الاجتماعية وبيئه العمل الاجتماعيه على ان تعمل هذه المنظومه وفق استراتيجيه تنمويه واخرى نمائيه تستهدف عامل (الثقه ) من خلال توسيع حجم المشاركه الشعبيه تجاه صناعه القرار فى خلال اصلاح ادوات المشاركة الشعبيه التى اساسها قواتين الانتخاب والاحزاب والاداره المحليه كما العمل على الحد من ظاهر البطاله ومحدويه الدخل وذلك عبر توسيع رساله البناء الوطنى لتشمل الكل الجغرافى ومن خلال تطوير برنامج (الارض) الزراعى والعقارى ، فان كل الاحداثيات المشكله للبرنامج العام والبيئه المحيطه تشيير الى ضروره ايجاد منطلق جديدة فى ظل انتهاء مناخات كورونا ولانتهاء من تقليم اسرائيل في الدائره المحيطه، فان المنطقه تكون على اعتاب مرحلة بحاجة الى صفحة جديدة ومن اول السطر .