السؤال: أين هي…؟!
كتب: حسين الرواشدة

في الامتحانات التي تتعرض لها الأوطان تبرز قيمة “الرموز” والنخب الحقيقية، وتتمايز عن غيرها من “النخب” المغشوشة، وتفرض حضورها وإيقاعها على عقول الناس ووجدانهم.
مع أنها لا تملك إلّا “سلطة” الإقناع والموثوقية والصدقية، ولا تتحرك في دائرة “المقررات” وإنما في دائرة “الخيارات”، ولكن بما حازته من احترام الناس لها، وتقديرهم لمواقفها وتجربتها، وإحساسهم بأنها لا تبحث عن مغنم أو حصة من الكعكة، ولا تعبّر إلّا عن المصلحة العامة المنزهة عن الأهواء، ولا تبيع مواقفها في “بازارات” السياسة أو “موالد” العزاء.
هذه “النخب” متى كان موثوقا بها، تشكل “رصيدا” للدولة، ومخزونا يتوجب الحفاظ عليه وعدم المساس به أو السماح بتشويهه، أو إخضاعه لمعايير “المزاجية” أو المقررات القصيرة النظر، التي تُصدر أحكامها بناء على اضطرارات اللحظة لا خيارات المستقبل المفتوح على كل الاحتمالات.