الوحدة الوطنية.. ولادة وصناعة

كتب: حسين الرواشدة

الوحدة الوطنية هي العنوان الاهم بالنسبة للدول والشعوب، والوحدة هنا ليست شعارا يرفع، ولا مجرد مشاعر تستفزها اغنيات واناشيد تترد على موجات الاثير في كل صباح، ولا خطب تتكرر على المنابر ايام الجمع.

الوحدة ولادة وصناعة معا: ولادة تخرج من تربة المجتمع النظيفة حين يطمئن الى عافيته، ويتحرر من عقده، ويتصالح مع نفسه، ويأنس بعضه في اطار الاحترام المتبادل والانسجام الاجتماعي.

وهي ايضا صناعة تفرزها السياسة حين تتسم بالحكمة والعقلانية والاتزان، وتكفلها روح العدالة حين تطرد الظلم من حياة الناس، والحقد والضغينة من صدورهم، ويحيمها التعليم الذي يوازي بين العلم والقيم.

والصناعة هنا كما هي الولادة مرتبطتان بوجود دولة قوية يؤمن بها الجميع وتؤمن هي بمن يعيشون فيها على اساس المواطنة الحقة والمساواة الكاملة.

جربنا على مدى نحو ثلاثين عاما كل وصفات "الاحتواء" والاستيعاب والتأجيل والتقسيط والامن الناعم والخشن، ولم يعد امامنا الا خيار واحد وهو "الاصلاح" العاجل، بحزمة واحدة وبقرار جريء وبوجوه موثوق بها وبمعادلات سياسية جديدة وبتوافقات وطنية عادلة.. وهو ليس خياراً فقط وانما قدر مفروض، ارجو ان لا يقول لنا احد بأن لديه قدراً آخر سيدفعه به.. لأن هذا القدر معناه الهروب الى المجهول.

يشعر الأردنيون بالقلق على بلدهم فيطالبون بالإصلاح ، فيما يشعر المرابطون على « حوزات « مصالحهم بالقلق فيتحدثون عن « الإصلاح « ، ‏لكن شتان بين الإصلاحيين، الأول مفتوح على استعادة العافية للمجتمع والعدالة للدولة والمؤسسة للوظيفة العامة و الانضباط والنظام العام ، أما الثاني فهو « مقيد» بالحفاظ على الوضع القائم ، وممنوع عليه الاقتراب من الحقوق المكتسبة، ومختوم بدمغة « لا نقبل أن يملي علينا احد « .





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق