الشباب يريدون الوطن للجميع

كتب: حسين الرواشدة

يا سادة، لا يريد هؤلاء الشباب مساعدة او منّة من أحد، لا يريدون امتيازات او مخصصات او إعفاءات، لا يريدون من يذكرهم بضرورة الانتماء لبلدهم او ان يكونوا مشاريع «شهداء» دفاعاً عن الوطن، لأنهم فعلاً كذلك، ومؤمنون بكل هذه القيم وجاهزون للتضحية من اجل الوطن، كما فعل غيرهم من الشباب الأردنيين الذين استشهدوا من اجلنا.

انهم يريدون فقط ان نكون جميعاً «نحن» بلا فوارق ولا تمييز ولا فرز! وان يكون الوطن للجميع، وأن يعاد انتصاب موازين العدالة لكي يحصل الكل على حقوقه دون مواربة او وساطة او تبادل مصالح ومنافع او استقواء او إحساس بأن هذا يرث واخوه لا يرث، وهو إحساس خطير يهدد سلامة مجتمعنا ويعمق الكراهية داخله لا قدر الله.

ما لم نستدع على الفور موازين العدالة في بلادنا لكي تنتصب وترتفع أمام الناس، فيأخذ الجميع حقهم من مغانم الدولة كما يدفعون ما عليهم من مغارم وضرائب، فإن كل ما نتداوله حول الاصلاح وتحديث القوانين الحاكمة، والوطنية الحقة التي تتطلب التضحية والانتماء والعيش المشترك، وكل ما يخطر في البال من قيم تعلمها شبابنا وتربوا عليها من نعومة اظافرهم ستكون امام امتحان خطير.

واخشى ما اخشاه ان يسألنا ابناؤنا عن كل ما قلناه لهم واقنعناهم به من قيم العدالة والمساواة وهم يرونها تنكسر امامهم يوما بعد يوم بفعل ما يرتكبه بعض المسؤولين من تجاوزات هنا وهناك.





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق