وطنيات شرق أردنية
كتب: لورنس عواد

المساس بالوحدة الوطنية خط أحمر يحاسب عليه كل أردني يتطرق بطريقة أو بأخرى إلى ضفاف نهر الأردن بأردنيته الشرقية وفلسطينيته الغربية، وكأننا نقول إذا كنت أردنيا من أصول شرق أردنية في انتقاد المكون الفلسطيني نهجا وقضية وأصولا ومنابت إن كان بالتلميح أو بالتصريح هو خط أحمر يهدد الأمن الأردني وربما لبداوة الأردنيين والأعراف العشائرية المتجذرة في النفوس البدوية التي تحرم انتقاد الضيف أو الدخيل أو ( القصير ) كان لها الدور الأكبر في تجنب ذكر السيئات إن وجدت وتعظيم الحسنات الإيجابية ولسنا في مجال ذكرها الآن.
الفدائيون وهي صفة أُطلقت على شباب بلاد الشام بلبنانها وسوريتها وأردنيتها الذين كانوا يخاطرون بأرواحهم لتأمين السلاح والذخائر إلى المجاهدين الفلسطينيين الأحرار الذين قاتلوا على تراب فلسطين فمنهم من استشهد ومنهم من كان جذوره كعمق جذور الزيتون الرومي في الكرمل ونابلس والخليل وطولكرم.
إن المتتبع للأحداث من وجهة نظر غير فلسطينية يُدرك أن ما قدمه الأردن بهاشميته وعشائره ومواقفه السياسية لم يقدم حتى من الفلسطينيين أنفسهم , فهذه غزة هاشم وتلك أعتاب الأقصى الشريف التي ارتوت بدماء آل البيت الأطهار وآخرهم شهيدنا وأميرنا المغفور له بإذن الله تعالى الأمير عبد الله ابن الحسين الأول طيب الله ثراه وجعله رفيقا لآل البيت الأطهار في الفردوس الأعلى.
إن عظمة الأردنيين وعزة نفوسهم لا تقبل غير آل البيت سادة وأشراف ملوكاً عليهم والمتبصر يدرك أن شرقي النهر عصي منذ الأزل على كل الفتن وعلى كل من إدعى إمارة شرق أردنية بأمير غير هاشمي , إن جيوش العالم قاطبة تحمل إسم دولتها إلأ نحن فجيشنا العربي عربي , عربي بالقيادة وعربي بالقومية وإسلامي بالعقيدة بهاشمي الولاء.
الكرامة كرامة والمساس بالكرامة من الموبقات فلا يظن أحد مهما علا شانه أن يعتقد بأن مساس كرامة الأردنيين بكرامتهم أمر سهل أو زوبعه بفنجان ومن يزرع الفتن بكلامه وإعتذاره ظنا منه بأن يحقق مُراد أصحاب الدراهم والليرات , فلم يكن دور الجيش العربي دور بطوله بل كان هو صاحب البطوله والبطل الوحيد دون منازع على الإقدام وتقديم الغالي والنفيس فداء لكل شبر من شرق النهر وليغفر لي حين أقول إن الاردن جغرافيا تتسع لعشرات الملايين ولكن الاردنية قد يضيق بها صدور الذكور إن لم يكونوا رجال وليفهم الجميع ان الوطنية الاردنية ليست عنصريه فالاردن اولا لدينا وسيبقى اولا.
فهل يعلم من يقلل دور الجيش العربي بالكرامة أو يدعي أن هنالك شركاء له بالنصر عدد الشهداء الأبرار الذين استشهدوا بالسلاح الأبيض فقط وهل يعلم ان ما قبل الكرامة ليس كما بعدها ,إننا كأردنيون نتطلع إلى الكرامة أردنيا ولا نقارنها إلا ببدرإسلاميا فكلاهما حق ضد باطل.
حمى الله الأردن والأردنيين وحمى الله كل من يحمل في جوفه حب الأردن أرضا وقيادة وشعباً ، وجعل الله جهنم مثوى كل مختال فتان عبدُ للليرات والدراهم , وحمى الله حفيد آل البيت وولي عهده الأمين وحمى الله الأردن أولا ومن ثم حمى الله الأرض والإنسانية جمعاء.