قصة مُراجِعة وخطورة الحوار معها
كتب: موسى الصبيحي

إحدى المُراجِعات اليوم لم أرَ مثلها قط وهاأنذا في آخر أيام خدمتي.. دخلت مكتبي وأمطرتني عشرات الأسئلة حول وضعها في الضمان.. في الثانية الواحدة تُلقي بأكثر من عشرين كلمة..!
كان قد حذّرني منها زميلي وصديقي المستشار التأميني رمزي الخريشة.. وأبلغني أنّها كادت أن تُسبّب له الجلطة قبل يومين..!
صحيح أنني استوعبتها وقدّمت لها المعلومة والنصيحة الواجبة.. لكنني بالرغم من تعاملي الوجاهي والمباشر مع عشرات الآلاف من جمهور الضمان ومع الكثير الكثير من السيدات بكل حلم وأناة، إلا أنني عانيت مع هذه السيدة كثيراً.. وأخذت مني الكثير من الوقت في حديث لم ينقطع منذ لحظة دخولها.. تحدّثت “مكرّر” أضعاف ما حدّثتها..!
صحيح أنها خرجت شبه راضية وشبه مقتنعة وأخبرتها أن لا تحاول أن ترى أحداً آخر من الزملاء… ولا سيّما المستشار الخريشة.. ومع ذلك صادفتها بعد ربع ساعة في مكتب أحد الزملاء..!
لقد أكّدت على زميلي المستشار التأميني رمزي بأن لا يكرر الحديث معها أبداً إذا جاءته مرة ثانية وعلى مسؤوليتي خشية أن تودي بحياته لا قدّر الله..!
المعضلة أنها لا تدرك حجم المصيبة التي تحملها لغيرها بأسلوبها وسردها وحديثها الذي لا ينقطع.. فوالله إنني أخشى على زملائي منها أن ترفع ضغط أحدهم أو تؤدي به إلى جلطة قاتلة مُحَقّقة قد تُسجَّل كإصابة عمل..!
لم أرَ في حياتي مثلها قط..!!!!!!
هل هناك على البسيطة بشر على هذه الشاكلة…؟!!