لا شيء في السياسة يخضع للصدفة !
كتب: د. عبدالله الطوالبة
استحضر الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، خلال استقباله الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض، مقاطع من قصيدة للشاعر الايرلندي ويليام بتلر ييتس، تقول: “كل شيء تغير، تغير تماما، لقد وُلد جمال رهيب”.
تعددت التفسيرات، وهو أمر طبيعي، بشأن المقصود بهذا الاختيار تحديدا.
هناك من يرى أن الرئيس بايدن محب لقراءة الروايات والشعر بشكل خاص، فأراد أن يضفي على أجواء اللقاء شيئا من هذا.
وهذا برأينا تفسير سطحي ساذج، مع الاحترام. فالرئيس الأميركي الحالي، لا يتحدث في مناسبة كهذه بصفته قارئا ومحبا لقراءة الروايات والشعر بخاصة، بل بصفته رئيسا للدولة الأعظم حتى اللحظة.
أقول، الدولة الأعظم حتى اللحظة قاصدا، حيث تواجه الولايات المتحدة باعتراف رئيسها وأركان ادارته تحدي بروز أقطاب عملاقة منافسة، يتقدمها التنين الصيني.
وهناك رأي ثانٍ ينزع الى أن ساكن البيت الأبيض أراد طمأنة الملك بأن التغيير قد حصل في رئاسة الولايات المتحدة ولم يعد ترامب موجودا.
تفسير ممكن، وان كنا نعتقد أن بايدن ليس مضطرا الى استحضار مقاطع شعرية للاشارة الى حقيقة فاقعة ظهر دخانها الأبيض في انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة، قبل تسعة أشهر.
رأي ثالث يميل الى أن الرئيس الأميركي قصد الاشارة الى التغييرات الحاصلة في العالم، نتيجة جائحة كورونا والمتوقعة بعده.
أيضا ممكن، في سياقات ما يركز عليه الاعلام الأميركي باستمرار، وفحواه أن عالم ما بعد “كورونا” ليس كما قبله.
ما دمنا نتحدث في اطار الممكن، بمقدورنا القول ان قصد السياسي الأميركي المخضرم، الذي يشغل اليوم أقوى منصب في العالم، يحتمل أن يكون مختلفا عن كل ما ذُكر.
في الأحوال كلها، علينا أن نتذكر أمرين. الأول، أن المقاطع الشعرية التي استحضرها بايدن، تعود للعام 1916. وتتحدث عن نهاية الثوار الايرلنديين ضد بريطانيا، بما يتضمنه ذلك من رمزية لولادة نهضة جديدة وازدهار بعد دمار. الأمر الثاني، كل شيء يخضع للصدفة الا السياسة.
للتذكير، أهلا بالرأي والمعلومة من دون اساءات من أي نوع كان. كل عام وأنتم بخير.