جدل حول تعيين أساتذة التربية الإعلامية من غير خرجيها

هلا أخبار – اصطدمت أحلام خريجي الصحافة والإعلام بالتصريحات الصادرة مؤخرا بشأن اعتماد تدريس مساق التربية الإعلامية من أساتذة التخصصات الأخرى.

نقابة الصحفيين اعترضت على منح أولوية تدريس المساق الذي سيبدأ العام المقبل بالجامعات والمدارس لغير خريجي الصحافة، معتبرتهم الاقدر على شرحها بالطريقة السليمة.

أما لجنة الاعلام النيابية، فقد أكّدت على الإيجابيات والفوائد كبيرة التي ستحظى بها البيئة التعليمية في أثناء طرح مساق التربية الإعلامية مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن صاحب الاختصاص هو الاقدر على إيصال المعلومة.

وإلى ذلك، عجت منصات التواصل الاجتماعي بوسم “#خريجو_الإعلام_أحق_بالتربية_الإعلامية”، معتبرين تعيين أساتذة من غير خريجي الصحافة خطوة تهمشية لا تليق بمستوى تعليمهم الجامعي.

وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام صخر دودين قد أكّد أن الحكومة تتجه لتدريس منهاج التربية الإعلامية بالمدارس والجامعات في العام الدراسي المقبل.

وأضاف دودين، أنّ الحكومة تعمل بالتشارك مع معهد الإعلام الأردني على تدريب المعلّمين وأعضاء هيئات التدريس في الجامعات على المنهاج المتعلّق بالتربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة، وذلك للمساهمة في تعزيز ثقافة التفكير الناقد، والتحقّق من المعلومات والحقائق لدى الطلبة، للتمييز بين الأخبار والإشاعات التي قد تؤثر في النسيج المجتمعي وتضر في بعض الأحيان بسمعة الدولة سياسياً واقتصادياً وسياحياً.

النقابة تعترض

القائم بأعمال نقيب الصحفيين الأردنيين الزميل ينال برماوي أكّد على أهمية تدريس مواد التربية الإعلامية في الجامعات والمدارس لتوفير الطريقة السليمة بالتعاطي مع الاعلام وفهم رسائله والتمهيد للتعامل مع مختلف وسائل الاعلام وخاصة في ضوء التوجه الكبير لوسائل الاتصال الجماهيري والدخول الى قطاعات جديدة خاصة بالإعلام.

وأضاف برماوي، في حديثه لـ هلا أخبار، أن تدريس التربية الإعلامية كان مطلبا لنقابة الصحفيين منذ سنوات طويلة؛ وذلك كون الاعلام لم يعد يقتصر فقط على الصحف الورقية والإذاعة والتلفزيون بل امتدت إلى منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي استدعى ضرورة تحصين المواطن الأردني ضد الرسائل الإعلامية المغلوطة التي تستهدف اثارة الرأي العام، إضافة إلى ضرورة التفاعل الإيجابي من قبل الشارع المحلي مع وسائل الاعلام بتعظيم الإيجابيات ونبذ السلبيات.

وكشف أن توظيف خريجي الصحافة والاعلام على رأس مطالب النقابة؛ إذ يتوجب تدريس هذه المادة من قبل خريجي الصحافة والاعلام كونهم الاقدر على تدريسها وشرحها بالطريقة السليمة، مبينا أن تدريس المساق من قبل أساتذة التخصصات الأخرى لن يصل إلى الهدف المطلوب، ما يفتح الباب لإيجاد فرص عمل لخريجي الصحافة والاعلام في ظل ارتفاع نسبة البطالة خاصة مع وجود الكليات والجامعات التي تختص بتدريس تخصصات الصحافة والاعلام.

ورفض البرماوي فكرة أن يكون توظيف الصحفيين لتدريس مادة التربية الإعلامية مشترط بعضوية النقابة، مشددا على أنه لم يتم بحث تلك الفكرة غير أن النقابة دوما ما تدعو إلى تدريس ذلك المنهاج من قبل خريجي الصحافة والاعلام فقط من الجامعات المختلفة؛ وذلك لأنها تعتبر من المواد التخصصية.

وأكد أن النقابة لن تشترط تدريس التربية الإعلامية بعضويتها.

وأشار إلى أنّ اقناع الافراد بمنهجية التربية الإعلامية مناط بوزارة التربية والتعليم للقيام به، لافتا إلى أنّ النقابة مستعدة للمساهمة بأي جهد في هذا الاطار.

إعلام النواب: الإيجابيات والفوائد كبيرة

أكّد رئيس لجنة الإعلام في مجلس النواب الدكتور عمر الزيود على الإيجابيات والفوائد كبيرة التي ستحظى بها البيئة التعليمية اثناء طرح مساق التربية الإعلامية في المدارس والجامعات لتحسين الأدبيات والسلوكيات ضمن القيم المجتمعية، مشيرًا الى عمل مدونات سلوك وعمل احاديث إعلامية مجدية والتوجه إلى التنمية السياسية والمجتمعية والتركيز على القيم والمبادئ الاجتماعية الموجودة في المجتمع.

وأضاف الزيود في حديثه لـ “هلا أخبار”، أنّ الاعلام هو الاقدر بالتواصل مع الطلبة بمختلف فئاتهم العمرية عن طريق إيصال المعلومات وتغيير الاتجاهات وتحسينها بأساليب عملية، منوها إلى أن الإعلام لا يستطيع تغيير سلوكيات المجتمع بالكامل مقارنةً مع قدرته على تحسينها.

وبيّن، أن تحسين السلوكيات يبدأ بالتعامل مع الطلاب في كافة المراحل الدراسية بالتركيز على الصفوف الابتدائية وتعليمهم على ممارسة مادة القيم الأخلاقية في المجتمع، مضيفا أن تلك الخطوات تمنح نتائج مجدية في الأيام المقبلة او الأيام طويلة المدى بالانتقال إلى مرحلة التعليم الجامعي، فيتم تنميتهم وإبراز آراءهم ونحن نعمل من اجل تنفيذ هذه الخطة.

وأوضح الزيود أنّ صاحب الاختصاص هو الاقدر على إيصال المعلومة بالشكل المطلوب فيما يخص تعيين خريجي الصحافة والإعلام في تدريس منهج التربية الإعلامية، متأملا أن يصبح هناك تنسيق مع السلطة التنفيذية بمختلف اختصاصاتها ومن ثم تعيين أصحاب الاختصاص وإضافتهم للمدارس وبالتالي تتبلور الاستراتيجية والدروس الإعلامية والخطط في وزارة التربية والتعليم والمناهج في وزارة التعليم العالي.

وأشار الى أنه لم يتم البحث مع الحكومة شرط عضوية نقابة الصحفيين لتدريس مادة التربية الإعلامية.

خطوة تهمشية

عبّر مجموعة من خريجي كليات الصحافة والإعلام عن خيبة أملهم بما أعلنته الحكومة حول تدريس مادة التربية الإعلامية في المدارس من غير خريجيها، معتبرين ذلك تهميشًا لتعليمهم الجامعي.

وبيّنوا في حديثهم لـ هلا أخبار، أنّه في ظل صعوبة تحصيل فرص عمل على مر السنوات السابقة تحت وطأة وندرة الوظائف الحكومية في المجال الإعلامي وتعيين موظفين لشغل مناصب إعلامية من غير أصحاب الشهادة والاختصاص في المجال الإعلامي، مستذكرين ما قالته وزيرة الإعلام  الأسبق جمانة غنيمات بأن هناك توجه حكومي جاد يجري لتعيين خريجي الإعلام كمدرسين لمادة التربية الإعلامية في المدارس لأنهم “الأكفأ في ذلك ولتقليص نسبة البطالة في هذا التخصص الراكد” وفقا لأرقام ديوان الخدمة المدنية “.

وأكّد خريجو كليات الصحافة والإعلام على أحقية تدريس مادة التربية الإعلامية، كونها من اختصاص كليات الإعلام، فضلا عن وجود قانون في وزارة التربية والتعليم يمنع تدريس المادة الدراسية لغير أصحاب التخصص، وبالتالي عدم زيادة العبء والنصاب على المعلم الأساسي.

وعجت منصات التواصل الاجتماعي بوسم “#خريجو_الإعلام_أحق_بالتربية_الإعلامية”، معتبرين تعيين أساتذة من غير خريجي الصحافة خطوة تهمشية لا تليق بمستوى تعليمهم الجامعي.





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق