الرفوع: مجتمع ضانا لن يكون عثرة أمام تطور الاقتصاد

وضرورة مراعاة الأبعاد الاجتماعية والبيئية عند تنفيذ المشاريع

هلا أخبار – ناقشت حوارية، عقدها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، مساء الاثنين، بعنوان: “المجتمعات بين الاستثمار والبيئة”، قضية استثمار النحاس في محمية ضانا، والأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية المتعلقة في هذا المجال.

وتحدث في الحوارية، وفق بيان صحفي صادر عن المنتدى الثلاثاء، رئيس مجلس محافظة الطفيلة الدكتور محمد الخصبة، ومدير محمية ضانا للمحيط الحيوي، المهندس عامر الرفوع، وأستاذ اقتصاديات البيئة في الجامعة الأردنية، الدكتور عامر الجبارين، والناشطة الحقوقية والبيئية المجتمعية، هلا مراد، وأدارها مدير دائرة البحث العلمي في مؤسسة عبد الحميد شومان، المهندس أنور حلح.

واستعرض الرفوع الميزات والخصائص البيئية التي تتمتع بها محمية ضانا، منوها بأنه يوجد في محمية ضانا 98 موقعا أثريا ومنها خربة النحاس الموجودة في الجزء الغربي من المحمية، والتي يقدر عمرها بنحو 4000 سنة قبل الميلاد.

وأكد ضرورة عمل الدراسات الحقيقية والواقعية التي تراعي الأبعاد الاجتماعية والبيئية عند تنفيذ المشاريع الاستثمارية، موضحا أن “المجتمع المحلي في ضانا مع المصلحة العامة للوطن، ولن يكون عثرة أمام تطور الاقتصاد وتوفير فرص العمل للشباب”.

من جهته، أكد الخصبة أهمية وجود مشروعات استثمارية في محافظة الطفيلة، للحد من شبح البطالة المتزايد، لافتا إلى أن النحاس والمنغنيز من أهم الثروات التي من الممكن أن يكون فيها استثمارات مجدية في المنطقة، بالرغم من عدم وجود أرقام دقيقة للكميات الموجودة، وأن هناك دراسات تنقيبية بالمنطقة للوصول إلى أرقام واقعية وعلمية.

وأشار إلى أن أبناء المنطقة يشددون على ضرورة المحافظة على البيئة ويرفضون المساس بالأشجار والمناطق السياحية والبيئية، وأن لا يتم التغول على المساحة المتوفرة للناس للتنزه، في المنطقة التي يتركز فيها النحاس والمنغنيز.

ولفت الدكتور الجبارين إلى حساسية موضوع استخراج النحاس لما له من تأثيرات اجتماعية واقتصادية وبيئية، لافتا إلى أنه لا يوجد لغاية الآن أرقام دقيقة تتحدث عن كمية النحاس في منطقة ضانا.

وقال إن جميع الأرقام هي توقعات ولم تأخذ بعين الاعتبار موضوع الكلف والأضرار البيئية، مشيرا إلى أن المشروع يحتاج بحسب التقديرات إلى نحو 11 مليون متر مكعب من المياه.

بدورها، قالت مراد إن قضية قطع الأشجار، وخاصة الحرجية، هي قضية شائكة، مبينة أنه بالرغم من وجود منظومة تشريعية قوية تحمي البيئة والأشجار والغابات إلا أنه يتم الاعتداء على الثروة الحرجية في الغابات باستمرار.

وأشارت إلى رفض المجتمع المحلي في أحد المناطق مشروع طاقة متجددة، وذلك بسبب تواجده في المكان الخاطئ لاعتبارات كثيرة من أهمها وجود عدد كبير من الأشجار تم الاعتداء على بعضها، ولأن المكان محاط بكثافة عالية من السكان ولديهم الوعي البيئي مما دعا النشطاء البيئيين إلى التحرك لتسليط الضوء على الأضرار السلبية للمشروع على البيئة والإنسان.

أيمن عموري، وهو أحد سكان المنطقة، أشار خلال مداخلة له إلى الأضرار البيئية والمعاناة التي يتعرض لها أبناء وسكان المنطقة؛ بسبب المشروع الذي لم يدرس الأضرار الناجمة عنه.

وكان حلح أشار في بداية الحوارية إلى أن ركيزة البيئة في التنمية المستدامة ليست ترفا، إنما هي دعامة أساسية لضمان استدامة الرفاه للمجتمعات جنبا إلى جنب مع الركائز الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للتنمية المستدامة.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق