طيران العقبة وجامعتها الطبية

د. عبدالمهدي القطامين

اجزم ان الأخبار المفرحة اصبحت هذه الايام نادرة ندرة الغيث الذي يتوارى عن شهري ايلول وتشرين لكن الامل يظل معقودا على رحمة الله.

ومن غيث العقبة الخاصة مؤخرا ثمة ما يفرح فمشروعان كبيران اعلن عنهما شكلا حالة من اعادة الوعي وعودة البوصلة التائهة الى تحديد اتجاه المسير في منطقة تحولت من حلم الى امر واقع فيه الكثير من المنغصات وما يلفت الانتباه هو اعلان انشاء شركة طيران العقبة وهذا المشروع كان فكرة منذ اكثر من ثماني سنوات لكنه في كل مرة يصطدم بواقع الحكومات التي ترفض ان تفكر خارج صندوق السيستم الاجرائي التي وضعت نفسها فيه وطيران العقبة ليس بطرا بل هو ضرورة لخروج العقبة والمثلث الذهبي من عزلة سياحية خانقة لعل احد اسبابها عدم انتظام الوصول جوا الى المنطقة السياحية الاولى على المستوى الوطني واظن ان قيام طيران العقبة سيكون اولى مراحل الاقلاع نحو عالمية جديدة بعيدا عن دلال شركات الطيران التي استنزف دعمها الكثير من اموال سلطة العقبة الخاصة خلال السنوات الاخيرة.

الجامعة الطبية كانت فكرة ايضا خطط لها لتكون في عمان وقد اقيمت منشاءات هناك لتلك الجامعة لكن خلافات لا اعلم سرها قتلت المشروع الوطني الحيوي في عمان ورب ضارة نافعة فاعلان قيام جامعة طبية في العقبة اظنه اجدى من حيث توزيع الاستثمار جغرافيا وليس هناك جغرافيا اكثر مناسبة من العقبة التي تتكيء على بحر وتحادد ثلاث قارات واربعة دول وتمتلك من مزايا التاريخ والجغرافيا الكثير من المقومات.

الجامعة الطبية والمستشفى التعليمي حال قيامهما ستكونان علامة استثمارية فارقة في مسيرة المنطقة الخاصة ومسيرة الوطن التنموية ولا اعتقد للحظة واحدة ان اعلان شركة طيران العقبة وجامعة العقبة الطبية بعيدتان عن ملامح رقابة ولي العهد الذي انيط به الاشراف على مسيرة المنطقة الخاصة بعد سنوات من القحط والجفاف الاستثماري اضافة الى اللجنة الوزارية التي تخطط للعقبة وتزيل بعض بيروقراطية الاداء الحكومي الذي ضرب مفاصل التنمية والاستثمار في السنوات الاخيرة.

انا شخصيا متفائل ان العقبة قادرة على الاقلاع مرة اخرى وقادرة على ان تنافس الاقليم وما يمور به من متغيرات تنموية تبدو بوضوح في المملكة العربية السعودية وفي مصر ام الدنيا التي يقول من يزورها هذه الايام انها تخوض معركة استثمار وبناء كبرى تلوح مشاهدها في اغلب محافظاتها.

حين يكون الانجاز نثمنه ونشد على يد من يبنيه وحين يكون التقصير والتراجع سنظل ندينه واذا قيل ان نفس الرجال يحيي الرجال فأن المقولة تنطبق على كل احوال الوطن لذا اقول “برافوا” لكل من انجز وسعى لينجز.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق